الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

فعاليات وطنية في المحافظات والجامعات في ذكرى حرب تشرين التحريرية العماد أيوب: سورية ستواصل محاربة الإرهاب.. ولن تتهاون في مواجهة أي عدوان

شكّلت حرب تشرين التحريرية ملحمة بطولية مشرقة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني، إذ حطّمت أسطورة جيش العدو الذي “لا يقهر”، ونقطة انعطاف مهمة في التاريخ الحديث، بفضل البطولات التي سطّرها الجيش العربي السوري دفاعاً عن الأرض، وأكدت قدرته على مواجهة أعتى قوى البغي والعدوان وقهر أسطورتها المزعومة.
الشعب السوري أحيا بالأمس ذكرى تشرين التحرير، والتي تتزامن مع الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري في حربه على التنظيمات الإرهابية المدعومة من قوى الاستعمار الجديد والأنظمة العميلة والكيان الصهيوني الغاصب، فأقيمت فعاليات وطنية على امتداد ساحات الوطن.
نائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة، وزير الدفاع، العماد علي عبد الله أيوب، وفي اتصال هاتفي مع السورية، أكد أن حرب تشرين التحريرية مأثرة عربية خالدة وصفحة مشرقة في تاريخ العرب الحديث، وشكّلت نقطة انعطاف وتحولاً نوعياً في تاريخ الصراع العربي الصهيوني، وأرست معادلات جديدة، ورسّخت حقائق موضوعية، أهمها قدرة المقاتل العربي على تحقيق الانتصار وانتزاع حقه مهما بلغت التضحيات، وأشار إلى أن حرب تشرين هي الأولى في تاريخ الصراع العربي الصهيوني من حيث القرار والتخطيط والإعداد، وأضاف: ولا تقاس نتائجها بالنجاحات الجغرافية والعسكرية والمكاسب السياسية والمعنوية التي حققتها فقط بقدر ما تقاس بالتحوّلات الكبرى التي أحدثتها في طرائق التفكير، وفي مقدمتها كسر جدار اليأس، الذي كان قائماً بعد حرب حزيران 1967، وإحياء الأمل في النفوس، واستعادة الكرامة الوطنية.
وأضاف العماد أيوب: إن روح تشرين ومعانيها ودلالاتها لا تزال ماثلة في ضمائر السوريين والشرفاء من أبناء أمتنا العربية، وستبقى معاني تشرين التحرير شعلة متقدة تنير لنا الطريق، وتذكي روح المقاومة في الضمائر، وهذا ما تجسد بوضوح في الصمود الكبير الذي نعيشه في مواجهة أقذر حرب عرفتها البشرية، وقد استطاعت سورية، شعباً وجيشاً وقيادة، أن تقدّم الأنموذج الأبهى لمواجهة قوى الإرهاب والبغي والعدوان، لقد أثبتنا للعالم أجمع أن وطناً بحجم سورية لا تكسره المحن، ولا تنال منه الخطوب مهما اشتدت وتعاظمت، بل قادر على صنع الانتصار بإرادة أبنائه وصمودهم وتضحياتهم.
وحول دور قواتنا المسلحة في مواجهة الحرب الإرهابية على سورية، قال العماد أيوب: لا شك أن حجم العدوان كبير من حيث القوى المشاركة فيه والداعمة له، ومن حيث الإمكانيات التي تم تسخيرها وتقديمها للتنظيمات الإرهابية المسلحة، لكننا نقول بكل ثقة: إن قواتنا المسلحة الباسلة نجحت في المواجهة واستطاعت أن تصمد وتحقق إنجازات نوعية في مواجهة التنظيمات الإرهابية، فقطعت بذلك الطريق على التفتيت والتدمير الممنهج، وتحوّل رجال جيشنا الأبطال إلى أكاديمية كونية في مواجهة الإرهاب التكفيري والقضاء عليه، وشدّد على أن قواتنا المسلحة الباسلة أثبتت أنها على قدر المسؤولية وعلى مستوى التحدي في تنفيذ المهام الملقاة على عاتقها حيث كان لها الدور الأساسي في إفشال المخطط الصهيوأمريكي الهادف إلى السيطرة على هذه المنطقة الاستراتيجية وإعادة تقسيمها ورسم خرائط جديدة لها بما يتناسب والمصالح الصهيوأمريكية.
إلى ذلك نوّه العماد أيوب بالعلاقات الوثيقة التي تربط سورية بعدد من الدول الصديقة والمقاومة، وفي مقدمتها روسيا وإيران، وكان من الطبيعي أن تقفا، إضافة إلى حزب الله، معنا في مواجهة الإرهاب التكفيري، لأن سورية تخوض حرباً مفروضة عليها، ومن حقها الدفاع عن سيادتها وقرارها الوطني المستقل وحق شعبها في تقرير مستقبله، مبيناً أن المعركة اليوم تدور رحاها بين رعاة الإرهاب وأدواته، من تنظيمات تكفيرية، وبين دول ترفض الانصياع لمشيئة الولايات المتحدة وهيمنتها، وأن سورية ماضية بحزم حتى تحقيق الانتصار الناجز على الإرهاب ولن تتهاون في مواجهة أي عدوان وقطع كل يد آثمة تمتد إليها بسوء.
وحيّا العماد أيوب في ختام الاتصال جميع العاملين في وسائل إعلامنا الوطني على جهودهم المبذولة والمستمرة، وقال: لا يفوتني أن أتوجّه بالتحية إلى قواتنا المسلحة الباسلة، ضباطاً وصف ضباط وأفراداً وعاملين مدنيين، في ذكرى حرب تشرين التحريرية، وأن أترحم على أرواح شهدائنا الأبرار، ورجاؤنا الشفاء العاجل لجرحانا البواسل، وعهدنا لشعبنا الأبي ولقائد وطننا السيد الرئيس الفريق بشار الأسد على البقاء دائماً أوفياء للقسم الذي أقسمناه في حماية الوطن وضمان أمنه واستقراره وصون كرامة أبنائه.
الجبهة الوطنية

إلى ذلك أكدت القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية أن حرب تشرين التحريرية المجيدة شكّلت نقطة مضيئة وعلامة فارقة في التاريخ العربي المعاصر، لأنها أعادت للأمة العربية كرامتها وعزتها، وحطمت أسطورة الخوف من العدو، كما أزالت عن كاهلها الاستعباد.
الانتصار المشرّف الذي تحقق على يد بواسل جيشنا البطل وصمود شعبنا وحكمة القائد التاريخي المؤسس حافظ الأسد الذي أعد وخطط لهذه الحرب، واختار اللحظة المناسبة لها والاستعداد الكامل بالتنسيق مع جيش مصر العربية، مضيفة: إذا كانت تشرين قد بدأت في عام 1973 فإنها لم تنته حتى يتحقق الانتصار الأكبر باسترجاع جميع الأراضي العربية المحتلة وفي مقدمتها فلسطين، والمعركة مفتوحة مع العدو الإسرائيلي لأنها حرب وجود أو لا وجود، وجيشنا الصامد يتصدى للإرهاب العالمي ومن انتصر في تشرين فلابد أن ينتصر في معركة الإرهاب بتماسك جيشنا وشعبنا بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد الذي كان العنوان الأبرز في الانتصار والصمود.
قوى الأمن الداخلي

كما شاركت قوى الأمن الداخلي الجماهير احتفالها بذكرى تشرين التحرير، مستذكرة الانتصار الكبير في تشرين، الذي يتكرّس اليوم بالانتصار على الإرهاب وداعميه، وبيّن المشاركون في احتفالات قوى الأمن الداخلي أن سورية التي انتصرت في حرب تشرين التحريرية وكسرت أسطورة العدو الذي لا يقهر تحقق اليوم الانتصار على الإرهاب الذي يستهدف استقلالها ووجودها بفضل صلابة شعبها وتضحيات وبسالة جيشها وقواتها المسلحة وحكمة قيادتها، وأشاروا إلى أن صمود سورية على مدى السنوات الأخيرة هو استمرار للمعاني التي كرّستها حرب تشرين التحريرية في الدفاع عن كرامة الأمة وسيادتها واستقلالها وحرية قرارها ووحدة أرضها وشعبها.
وأكد المشاركون أن قوى الأمن الداخلي، التي آمنت بالوطن والشعب، ستبقى العين الساهرة على أمن الوطن والمواطن، وتسعى دوماً للارتقاء بمستوى المسؤولية الملقاة على كاهلها في تعزيز سلطة القانون ومكافحة الجريمة وتوفير الأمن والأمان للمواطنين.
رسالة وفاء من الأسير المقت

وفي رسالة بعثها من داخل معتقل النقب جنوب فلسطين المحتلة، أكد عميد الأسرى السوريين والعرب في سجون الاحتلال، الأسير المناضل صدقي سليمان المقت، أن حرب تشرين شكّلت عنواناً لانتصار الإرادة العربية وبداية لتحرير الأراضي العربية المحتلة واستعادة كامل الجولان العربي السوري المحتل، وشدّد على أن كل شبر من تراب الجولان يروي قصة بطولة سطرها بطل من أبطال الجيش العربي السوري كتبها الشهداء والجرحى بدمهم الطاهر وخطها حماة الديار بعرقهم ومأثرهم البطولية، وتوجّه بالتحية لأبطال الجيش العربي السوري، الذين حافظوا على سيادة الوطن ووحدته وعزته، وخاضوا أعظم معارك العزة والنصر والفخر بوجه مجرمي ومرتزقة العالم وداعميهم.
فعاليات وطنية في المحافظات

وفي الحسكة، كرّمت قيادة شرطة المحافظة عدداً من أسر شهداء ومصابي قوى الأمن الداخلي، تقديراً لتضحيات وبطولات أبنائهم وصمودهم في مواجهة المجموعات الإرهابية.
وفي حماة (منير الأحمد)، قام المسؤولون في الحزب والدولة بزيارة النصب التذكاري للشهداء، ووضعوا أكاليل من الزهور وقرؤوا الفاتحة على أرواح الشهداء الطاهرة، كما قاموا بتدشين مشاريع خدمية وعلمية، كمخبر الأحياء الدقيقة في كلية الطب البيطري، ومشروع معمل المبيدات الحيوية، ومشروع المكافحة الحيوية لزهرة النيل في مديرية الزراعة.
وفي اللاذقية (مروان حويجة) قام المكتب الفرعي لاتحاد الصحفيين بزيارة جرحى الجيش في مشفى الأسد العسكري، عربون وفاء وعرفان من الصحفيين إلى أبطال جيشنا الباسل المقدام الذي أذهل العالم ببطولاته وانتصاراته.
كما قام المسؤولون في الحزب والدولة بزيارة روضة الشهداء في حي بسناده بمدينة اللاذقية، حيث تمّت تلاوة الفاتحة على أرواح الشهداء الطاهرة، ووضعوا أكاليل الزهور على أضرحة الشهداء، كما زاروا عدداً من جرحى الجيش في مشفى الأسد العسكري، معبّرين عن الفخر والاعتزاز والإكبار بتضحيات أبطال حماة الديار دفاعاً عن أرض الوطن والذود عن ترابه ليبقى شامخاً عزيزاً.
وفي حلب (معن الغادري) قام المسؤولون في الحزب والدولة بزيارة ضريح الجندي المجهول ووضعوا أكاليل الزهور وقرؤوا الفاتحة على أرواح شهداء الوطن الأبرار، كما زاروا جرحى أبطال الجيش العربي السوري في المشفى العسكري، وتمنوا لهم الشفاء العاجل والعودة إلى ميادين القتال ضد الإرهاب وأعداء الوطن.
وفي السويداء (رفعت الديك) قام المسؤولون في الحزب والدولة بزيارة الجناح العسكري بمشفى الشهيد زيد الشريطي، اطمأنوا خلالها على صحة جنودنا الأبطال، متمنين لهم الشفاء العاجل، كما زاروا أحد التشكيلات العسكرية المقاتلة، وهنؤوا بواسل الجيش العربي السوري بتشرين التحرير، الذي أنتج النصر على الإرهاب وأعداء الوطن.
وفي دير الزور ( مساعد العلي) زار المسؤولون في الحزب والدولة مقبرة الشهداء، ووضعوا أكاليلاً من الزهور على نصب الشهداء، وقرؤوا الفاتحة على أرواحهم الطاهرة، ثم زاروا مشفى الشهيد أحمد طه الهويدي العسكري، حيث اطمأنوا على صحة الجرحى والمصابين، متمنين لهم الشفاء العاجل.
وفي القنيطرة (محمد غالب حسين) أقامت قيادة فرع الحزب مهرجاناً خطابياً في ساحة التحرير، أكد المتحدّثون فيه أن حرب تشرين التحريرية أعادت للأمة الثقة بالنفس، ونقلتها من حالة الضعف والانهزام إلى القوة والاقتدار، عبر تحقيقها انتصارات عسكرية وسياسية على طريق استرداد ما سلب من الأرض والحقوق، فيما زار المسؤولون في الحزب والدولة مثوى شهداء العروبة ووضعوا إكليلاً من الزهر على ضريح الجندي المجهول، وقرؤوا الفاتحة على أرواحهم الطاهرة.