الصفحة الاولىصحيفة البعث

آلاف المستوطنين يدنّسون الأقصى.. ودعوات لتصعيد الانتفاضة

 

يتعرّض المسجد الأقصى المبارك لسلسلة اقتحامات وانتهاكات من قبل المستوطنين، الذين صعّدوا اعتداءاتهم على حرمة المسجد، بحماية من قوات الاحتلال، في ظل صمت مطبق من المجتمع الدولي، إذ اقتحم آلاف المستوطنين المسجد، أمس، ونفّذوا جولات استفزازية في باحة حائط البراق، الجدار الغربي للمسجد، بحراسة مشدّدة من قوات الاحتلال، التي أغلقت شوارع البلدة القديمة في القدس المحتلة وكثّفت وجودها في الطرق المؤدية إلى الأقصى، وفرضت قيوداً على حرية تنقل أهالي القدس المحتلة، فيما دعت اللجان الشعبية للدفاع عن الأقصى إلى شدّ الرحال إلى الأقصى، وأكّدت أنها ستدافع عن المسجد في وجه غطرسة المحتل وقطعان مستوطنيه، وأشارت إلى أن القدس والأقصى هما البوصلة حتى التحرير القريب.
وشددت اللجان الشعبية للدفاع عن الأقصى على أن مواجهة الفلسطينين للمستوطنين وتصعيد الانتفاضة خلال الأيام المقبلة سيُفشل مخططات الاحتلال الرامية إلى تقسيمه زمانياً ومكانياً.
إلى ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال مدن الخليل ونابلس وبيت لحم وبلدة سلواد في رام الله ومخيم جنين ومخيم بلاطة في نابلس بالضفة الغربية واعتقلت 17 فلسطينياً، فيما أصيب الشاب الفلسطيني عبد السلام كتانة “25 عاماً” برصاص قوات الاحتلال شمال مدينة طولكرم بالضفة أثناء مروره على أحد حواجزها قرب قرية زيتا شمال طولكرم.
يأتي ذلك فيما تتواصل الوقفات التضامنية المناشدة بدعم حقوق الأسرى المعتقلين في سجون الاحتلال، حيث شارك مئات الفلسطينيين بوقفة تضامنية في مدينة طولكرم بالضفة الغربية دعماً للأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام والمرضى في معتقلات الاحتلال، وقال مدير مكتب نادي الأسير الفلسطيني في طولكرم، ابراهيم النمر، خلال الوقفة التي نظمت أمام مكتب الصليب الأحمر: “نتضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية والأسرى المرضى الذين يعيشون وضعاً صحياً سيئاً نتيجة الإهمال الطبي المتعمّد وفي مقدمتهم معتصم رداد وسامي أبو دياك”، وطالب المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان بالضغط على سلطات الاحتلال لوقف انتهاكاتها الجسيمة بحق الأسرى والإفراج الفوري عنهم.
بدورها، حذّرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين من تفاقم الأوضاع الصحية للأسرى الفلسطينيين في معتقلات الاحتلال، والذين يتهدّدهم الموت البطيء، نتيجة الإهمال الطبي المتعمّد وعدم تقديم العلاج اللازم لهم، وأوضحت في بيان أن 10 أسرى مرضى يقبعون في معتقلات الاحتلال يعانون ظروفاً صحية معقدة وخطيرة للغاية وبعضهم يعانون الشلل ويتنقلون على كراسي متحرّكة، مشيرةً إلى تدهور الوضع الصحي للأسير سامي أبو دياك الذي يعاني مرض السرطان في الأمعاء منذ أربع سنوات ويعتبر من أخطر الحالات المرضية بمعتقلات الاحتلال، ولفتت إلى أن هناك ثلاثة أسرى مضربين عن الطعام ويعيشون أوضاعاً صحية مقلقة وخطيرة، وهم الأسير أحمد غنام المضرب عن الطعام منذ 87 يوماً والأسير اسماعيل علي المضرب منذ 67 يوماً والأسير طارق قعدان المضرب منذ 70 يوماً.
وطالبت الهيئة المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية والإنسانية والقانونية بالتدخل الفوري لإنقاذ حياة الأسرى المرضى في معتقلات الاحتلال والإفراج عنهم.
ويواجه نحو ستة آلاف أسير فلسطيني داخل معتقلات الاحتلال ظروف اعتقال قاسية، حيث يعاني 1800 أسير منهم أمراضاً متعددة بسبب انتشار الأوبئة والجراثيم، بينهم نحو 700 أسير بحاجة إلى تدخل علاجي عاجل وخاصة حالات الإصابة بالسرطان والفشل الكلوي والشلل النصفي.
وكما كل عام، وتزامناً مع بدء موسم قطاف الزيتون، تصعّد قوات الاحتلال اعتداءاتها على أراضي الفلسطينيين لتحرمهم من مصدر رزقهم الوحيد، فاعتدى مستوطنون اسرائيليون على أراضي الفلسطينيين في قرية بورين جنوب نابلس بالضفة الغربية وأحرقوا عشرات أشجار الزيتون فيها، وقال مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس: “إنّ مستوطنين اقتحموا القرية واعتدوا على أراضي الفلسطينيين وأضرموا النار في حقول الزيتون في الأراضي الواقعة بين قريتي بورين وحوارة، ما أدى إلى إحراق نحو 70 شجرة زيتون”.
وتعليقاً على ذلك، أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن حرب الاحتلال على موسم وأشجار الزيتون جزء من مخططاته التهويدية، مطالبةً المجتمع الدولي بوقف انتهاكات وجرائم الاحتلال التي تهدف إلى ضرب مقومات الوجود والصمود الفلسطيني، وأفادت بأن سلطات الاحتلال وعصابات المستوطنين تصعّد في موسم قطاف الزيتون السنوي ممارساتها العدوانية لتنفيذ مخططاتها الاستعمارية الهادفة إلى تهويد مساحات واسعة من الأرض الفلسطينية المحتلة وضرب مقومات الوجود الفلسطيني فيها، وأشارت إلى أنه في كل عام تتعرض أشجار الزيتون إلى حرب شرسة من قبل قوات الاحتلال سواء من خلال إحراقها أو تقطيعها أو رشّها بمواد مميتة وحرمانها من العناية التي تستحقها كما تتعرض ثمار الزيتون إلى عمليات تدمير وسرقة من قبل عصابات المستوطنين.