دراساتصحيفة البعث

علاج لازم لفساد سافر

عن “ذي أميريكان كونزيرفاتيف” 4/10/2019
ترجمة: علاء العطار

آن الآوان ليعترف الجميع بضرورة خلع ترامب، شاؤوا أم أبوا، بصرف النظر عمن سيخلفه، وإن حدث ونجح في انتخابات عام 2020 فعلى الجميع أن يتوقعوا مزيداً من الكوارث على يديه، كوارث ستطالهم فرداً فرداً دون استثناء.

برزت المزيد من الأدلة من سجل الرسائل النصيّة للمسؤولين الأمريكيين لتدعم اتهام ترامب باستغلال المساعدات العسكرية فيما يخصّ التعاون الأوكراني مع التحقيقات ذات الدوافع السياسية:
قال القائم بأعمال السفير الأمريكي في أوكرانيا، ويليام تايلور، في رسالة نصيّة أرسلها لغوردون سوندلاند في 1 أيلول، بعد أن ألغى ترامب زيارة إلى بولندا كان من المفترض أن يلتقي فيها زيلنيسكي: “أنقول الآن إن المساعدة الأمنية واجتماع البيت الأبيض مشروطان بالتحقيقات”، فحول سوندلاند الرسالة إلى مكالمة هاتفية سريعاً.
“كما قلت أثناء المكالمة الهاتفية، إني لأظنّ أن منع المساعدة الأمنية لإعانة حملة انتخابية ضرب من الجنون”، هذا ما جاء في رسالة نصيّة أرسلها تايلور لسوندلاند في 9 أيلول، يتذمر فيها من قرار إدارة ترامب بمنع المساعدات العسكرية لأوكرانيا التي وافق عليها الكونغرس بحجة أنه خلق “سيناريو كارثياً”.
حتى لو لم تكن المساعدة العسكرية مرتبطة بالمعروف الفاسد الذي طلبه ترامب، فإن طلب المساعدة من الحكومة الأوكرانية ضد منافس سياسي يمثّل إساءة استخدام فظيعة للسلطة، وما يجعل الأمر أكثر سوءاً أن هذا الأمر ينطوي أيضاً على التلاعب بسياسة الولايات المتحدة لمصلحة الرئيس الشخصية، لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يرتكب فيها الرئيس إساءة استخدام للسلطة، لكنه يعدّ من أوضح الأمثلة عليها بحكم أنه يشمل تحقيق مكاسب خاصة به، وما استخدام الوظيفة العامة لتحقيق منفعة خاصة إلا الفساد بعينه، لهذا تمّ وضع بند العزل للمعاقبة والردع.
وبالأمس، أفشى الرئيس دونما تفكير المزيد من دعوات التدخل الأجنبي في انتخابات 2020:
“حثّ الرئيس ترامب الصين علناً يوم الخميس على التحقيق مع منافسه الديمقراطي جو بايدن، وهي دعوة جديدة لأن تساعده حكومة أجنبية في حملته الانتخابية.
وبهذه الاستغاثة المباشرة والوقحة التي نادى بها ترامب أمام تجمع من الصحافيين في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض، بدا وكأنه يسخر من تهمة إساءة استخدامه للسلطة بالضغط على نظيره الأوكراني ليدرس المزاعم التي تقول بفساد بايدن ونجله هنتر والتي تعدّ عارية عن الصحة”.
إن لم يكن الأمر بالغ الخطورة، فسيكون من المضحك أن يطلب مَنْ يدّعي القومية مِنَ الحكومات الأجنبية مساعدته ضد منافسيه المحليين، وليس من المفاجئ حقاً أن يقوم شخص مثل ترامب بتفضيل مصالحه الخاصة على مصالح البلاد، لكن ما يثير العجب أن نرى درجة الوقاحة التي يُبديها عندما يفعل ذلك. إن وقاحة ترامب وسفاهته هي التي تجعل حجة العزل والإقالة أقوى بكثير، ونحن لا ننظر إلى حادثة منفردة، بل إلى نمطِ سلوكٍ ينبع من افتقار ترامب للنزاهة واستعداده لإساءة استخدام منصبه في انتزاع مزايا شخصية على حساب البلاد، وإن لم يعاقب على ذلك، فإننا نعرف أنه سيفعل كثيراً من هذا القبيل، وسيخلص الرؤساء المستقبليون إلى أنهم يستطيعون الإفلات من العقوبة على سلوكيات مماثلة. انتهك الرئيس ثقة الشعب، وأوضح أنه ينوي الاستمرار في انتهاكها، ويستحسن ألّا يكون في وضع يسمح له بمواصلة تلك الانتهاكات.