رياضةصحيفة البعث

مونديــــال كــــرة القــــدم “المصغــــرة” فكــــرة تجاريــــة بأهـــــداف رياضيـــــة

تختتم اليوم بطولة كأس العالم لكرة القدم المصغرة، وتعرف هوية بطل النسخة الثالثة من البطولة التي تستضيفها مدينة بيرث الاسترالية، وعرفت البطولة للمرة الأولى مشاركة 32 فريقاً قسموا على 8 مجموعات، بعد أن اقتصرت النسختان السابقتان على مشاركة 24 فريقاً، وتشارك في المونديال الاسترالي 4 منتخبات عربية: السعودية، والعراق، ولبنان، وتونس، وخرجت جميعها بخفي حنين رغم وصول تونس والسعودية إلى الأدوار الإقصائية، ويبرز المنتخبان الروماني والمجري كأبرز المرشّحين بعد نيلهما للعلامة الكاملة في الدور الأول، إضافة إلى منتخب البلد المنظم.
تعتبر كرة القدم المصغرة أكثر رياضة شعبية على وجه الأرض، فهي حقيقة كرة القدم التي نمارسها في الحارات والمدارس والنوادي، ولكن لم يعترف بها قبل عام 2008، وكانت وقتها تسمى كرة القدم السريعة نظراً لفارق السرعة الكبير بينها وبين كرة القدم العادية نتيجة صغر الملعب، ورشاقة قوانينها، وبسبب تزايد عدد ممارسيها، وزيادة عدد اتحاداتها، تم استحداث اتحاد خاص بها ويحمل اسمها (WMF) عام 2013 ليحل مكان الاتحاد القديم، وبهذا يكون قد تفرعت عن كرة القدم العادية ثلاث ألعاب هي: كرة القدم الشاطئية، وكرة الصالات، وأخيراً كرة القدم المصغرة، إلا أن الأخيرة تتميز عن رفيقاتها بسرعة انتشارها، ومن المتوقع أن تصبح رسمياً المحطة الأكثر اهتماماً في عالم الساحرة المستديرة بعد كرة القدم العادية.
واستضافت الولايات المتحدة الأمريكية النسخة الأولى من البطولة عام 2015، وتوّجت بلقبها حينها بعد تغلبها على المكسيك في المباراة النهائية، وفازت جمهورية التشيك بالنسخة الثانية عندما تغلبت على المكسيك أيضاً في النهائي، وكانت تونس قد استضافت البطولة قبل عامين، ولا تختلف قوانين كرة القدم المصغرة عن شقيقتها الأكبر إلا ببعض التفاصيل الصغيرة، كأطوال الملعب (25*40)، وعدد اللاعبين (6 أو 7 لاعبين)، ومدة المباراة (هما شوطان، كل شوط 15 دقيقة + 5 دقائق استراحة لتبديل الملاعب، ويمكن لكل فريق أخذ دقيقة واحدة كوقت مستقطع في كل شوط)، أما أهم الفروقات فهي: لا يطبق قانون التسلل أبداً، وتنفذ رمية تماس بالقدم من المكان الذي خرجت منه الكرة، ولا يمكن تسجيل هدف منها إلا إذا لمست لاعباً آخر، وهي بهذه القوانين تكون أقرب إلى كرة الصالات.
وفي سورية نشهد انتشاراً كبيراً لملاعب هذه الرياضة دون وجود اتحاد مستقل لها أو حتى بطولة، وإنما تلجأ أغلب الأندية، وخاصة المغمورة منها، إلى إنشاء مثل هذه الملاعب لانخفاض تكلفتها مقارنة بالملاعب الكبيرة، بغض النظر عن نوعية الأرضية إن كانت عشباً طبيعياً أو صناعياً، وسهولة استثمارها، فهي تعرف عندنا بملاعب السداسيات، وربما لو حظيت بانتباه الاتحاد العام، وخاصة أن بطولاتها في تزايد مستمر حول العالم، لشهدنا نشأة منتخب سوري يأتي بنتائج دولية أكبر وأفضل مما تقدمه منتخباتنا بكرة القدم العادية.