صحيفة البعثمحليات

تخليص شاطئ البصّة من مكبّ النفايات المنزلية بات وشيكاً

 

اللاذقية – مروان حويجة

تتسارع بوتيرة عالية أعمال التأهيل والطمر في مكبّ البصّة للنفايات المنزلية الصلبة الذي يشكّل الملف البيئي الأكثر تعقيداً وسخونة في محافظة اللاذقية على مدى أكثر من ثلاثين عاماً كون المكبّ يشغل مساحات واسعة محاذية لشاطئ البحر في منطقة البصّة جنوب مدينة اللاذقية. وفي آخر مستجدات هذا الملف البيئي فقد علمت “البعث” من مدير الخدمات الفنية في اللاذقية المهندس وائل الجردي أنّ شاطئ البصّة بات على موعد قريب ووشيك ليطوي ملف النفايات المنزلية الصلبة كاملاً بعد قرابة شهر من تاريخه إيذاناً بتخليصه نهائياً من المكبّ. مؤكداً أنه يتم العمل المكثّف والسريع حالياً على تأهيل الموقع وطمر النفايات الصلبة بكل الطاقات الفنية والكوادر والآليات على مدار الساعة لأجل الإسراع بإنجاز أعمال الطمر في المكب الذي يستوعب النفايات الصلبة من اللاذقية ومناطقها والبالغة نحو 1000 طن يومياً بمساحة 100 هكتار على الشاطئ مباشرة، وأنه من المعروف أن مكبّ البصة كان عشوائياً في البداية ثم تحوّل إلى مكب كبير تراوح كميات النفايات التي تدخله يومياً بين 800 و1000 طن يتم طمرها بشكل صحي، وتكمن المشكلة في كميات النفايات الكبيرة غير المطمورة سابقاً والتي تبلغ آلاف الأطنان وتحدث فيها الحرائق بشكل سريع، وينتج عنها انبعاثات غازية ضارة؛ ولذلك وضعت محافظة اللاذقية خطة مكثفة وسريعة لحل المشكلة ومعالجتها بمتابعة مديرية الخدمات الفنية بدعم من وزارة الإدارة المحلية والبيئة لإعادة طمر الكميات المتراكمة بشكل صحي، وإنهاء المشكلة الناجمة عنها وعن الحرائق والدخان.
وتوقّع المهندس الجردي أن تنتهي أعمال الطمر والتأهيل خلال مدة تقارب الشهر، ليصار بعدها إلى تسليم الموقع إلى مديرية السياحة لإعادة تأهيله والتخلص من النفايات، وسيتم الطمر في مكب “قاسية” الصحي بريف الحفة كونه مشروعاً متكاملاً فنياً وبيئياً، والخلايا المحفورة فيه معزولة بالشرائح البيتومينية وليس فيه رشح أو تلويث للينابيع في المستقبل. وهنا يمكننا القول إن المعالجة المكثّفة لهذه المشكلة البيئية تكفل تخليص شاطئ البصّة السياحي من مكبّ المخلفات المنزلية الصلبة نهائياً وليودّع بعدها آثاراً بيئية جراء تراكم القمامة على مساحات واسعة، وأيضاً تحقيق المعالجة الفعلية المنتظرة للمشكلة البيئية المعلّقة المزمنة بتداعياتها على السياحة والزراعة والبيئة، وذلك بعد أكثر من ثلاثة عقود حملت معها تجميداً استثمارياً وإنتاجياً وسياحياً واقتصادياً في موقع موصوف لكل زائر له وعارف به أنه سياحي وزراعي وشاطئي بامتياز توضعاً وإطلالة وامتداداً، وأيضاً لمحاذاته للبحر؛ ولأن هذه البقعة هي أول منطقة سجلت السبق في طرحها كمشروع سياحي قبل أكثر من عشرين عاماً، متقدمة بذلك زمنياً على أي سوق للاستثمار السياحي كونها كانت متداولة استثمارياً منذ ثلاثين عاماً.