اقتصادصحيفة البعث

850 من مزارعي التفاح بحماة ينتظرون التعويض بعد أن حصدت الآفات المحصول قبل أوانه!

 

 

حماة – سرحان الموعي

أكثر من 850 مزارعاً من مزارعي التفاح في كل من مناطق برشين وتين السبيل والقرى والبلدات في مجالها تكبدوا خسائر كبيرة أثقلت كاهلهم بفعل الآفات التي أصابت المحصول من جرب التفاح والتبقع البستوري والبياض الدقيقي ودودة ثمار التفاح التي حصدت المحصول قبل أوانه، ووجدوا أنفسهم وجهاً لوجه مع تفاحهم المتساقط على الأرض، وليس لديهم أية خيارات، فهم مجبرون على جمع ما تبقى من محصولهم من الأشجار والذهاب به إلى سوق الهال وبيعه بأقل من سعر التكلفة بعشرة أضعاف.

ليست وليدة اللحظة
وبين رئيس جمعية برشين الفلاحية جوزيف سمعان أن هذه المعاناة ليست وليدة هذا الموسم ولا الموسم السابق، وإنما معاناة طويلة تمتد على الأقل لسنوات من الخسارات المتتالية دون أن يحصل المزارعون على أي تعويض، في حين أن هناك العديد من المزارعين في محافظات حمص والسويداء حصلوا على التعويض، مقدراً أن أضرار مزارعي التفاح في كل من برشين وتين السبيل والقرى والبلدات في مجالها لا تقل عن 500 مليون ليرة، وأن هناك نحو 450 مزارعاً في برشين موزعين على مساحة 6500 دونم تضرروا نتيجة الآفات التي أصابت محصول التفاح، ووصل الضرر في معظم المناطق إلى أكثر من 90 بالمئة، مضيفاً أن هذه الصرخة ليست صرخة مزارعي التفاح في برشين وتين السبيل فقط، بل هي صرخة شاملة عامة في معظم مناطق زراعة التفاح بالجبال الغربية من حماة، فلا أحد يهتم لأمرها أو لأمر أصحابها..!
إنتاج ولكن..!
وأشار سمعان إلى أن إنتاج برشين وتين السبيل لا يقل عن 50 ألف طن سنوياً، ومع ذلك فقد تراجع كثيراً خلال السنوات الأخيرة، موضحاً أن تكلفة الدونم الواحد من التفاح لا تقل عن /150/ ألف ليرة من خدمات زراعة فلاحة وسقاية وتسميد ومبيدات زراعية، مشيراً إلى أن إنتاج الدونم يقدر بنحو 1 طن، ولكن ما يجهله الكثيرون أن شجرة التفاح تحتاج إلى الرعاية والاهتمام على مدى 15 عاماً حتى تبدأ بالإثمار.

الأدوية بخانة الاتهام
وبين علي عوض رئيس جمعية تين السبيل الفلاحية أن عدد مزارعي التفاح في القرية يبلغ نحو 200 مزارع، والمساحة المزروعة بالتفاح تبلغ نحو ألفي دونم، لافتاً إلى أن محصول التفاح خلال الموسم الحالي وقبله تعرض لآفات حشرية وفطرية أدت إلى تساقط معظم ثمار التفاح قبل نضجها، لدرجة أن الإصابة تجاوزت نسبة الـ90% منه في بعض المساحات؛ ما دفع الفلاحين إلى حد اتهام الأدوية والمبيدات الحشرية بعدم فاعليتها، والتأكيد على الرقابة على الأدوية والمبيدات الزراعية التي أدت إلى نتائج عكسية، إضافة إلى العوامل الجوية التي أثرت بشكل سلبي على محصول التفاح، مؤكدا أن مزارعي المنطقة أطلقوا نداء استغاثة للجهات المعنية بالمحافظة ولاسيما مديرية الزراعة، وصندوق التعويض عن الكوارث الطبيعية التي كانت غائبة تماماً عن خارطة العمل الزراعي، إذ تعرضت أشجار التفاح لهذا الموسم لضرر لم يكن له مثيل منذ سنوات عديدة؛ ما انعكس سلباً على واقع الفلاحين الذين يعتبرون هذا المحصول مصدر رزقهم الأساسي، ووقعوا بين أمرين اثنين أحلاهما مر؛ مطرقة مبيدات وأدوية زراعية منتهية الصلاحية والآفات التي حصدت المحصول، وسندان التسويق الذي لم يرَ النور، مبيناً أن المزارعين بدؤوا حملات رش المبيدات أواخر آذار وأوائل نيسان، إلا أن المبيدات والأدوية المستخدمة كانت لها نتائج عكسية.

أبناء الكار
ويؤكد عدد من المزارعين الذين التقتهم “البعث” أن إصابة منتجاتهم بجرب التفاح والآفات الأخرى مردها في الدرجة الأولى إلى عدم فاعلية المبيدات الحشرية المستخدمة في الرش أو بالأحرى انتهاء صلاحيتها، مع العلم أنهم كانوا يتقيدون بمواعيد الرش وبحسب تعليمات الوحدات الإرشادية، وأنهم لم يتأخروا يوماً عن الموعد المحدد للرش، عدا ذلك فمعظم الفلاحين أبناء هذا الكار أي الزراعة والفلاحة منذ حوالي 30 عاماً، ومن غير الممكن أن يجهلوا مواعيد الرش.

بمرمى الزراعة
وبين معاون مدير الزراعة الدكتور صطام خليل أن دودة ثمار التفاح وحفار الساق والبياض الدقيقي جميعها آفات تصيب شجرة التفاح وتؤثر سلباً في اقتصادية الإنتاج، منوهاً إلى أن المديرية وضعت برنامج مكافحة متكاملة لآفات التفاح، وهناك مدرسة للتفاح في برشين يتم متابعتها من قبل المديرية، مؤكداً أنه سيتم متابعة موضوع الأضرار التي أصابت المزارعين ومراسلة الجهات المعنية لتعويضهم عن الأضرار التي لحقت بمحصول التفاح بعد الكشف على حقول التفاح وتبيان الضرر لدى كل مزارع.