الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

الخارجية: المجرم أردوغان يتلطّى بالشعارات الإنسانية وهو الأبعد عنها

 

أكدت سورية أن تصريحات رئيس النظام التركي حول حرصه على حماية الشعب السوري وحقوقه لا تخرج إلا عن شخص منفصل عن الواقع، مشددة على أنها ستواجه العدوان التركي الغاشم بمختلف أشكاله في أي بقعة من البقاع السورية وبكل الوسائل والسبل المشروعة.
وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين في تصريح: بعد دعمه المستمر للإرهاب والإرهابيين في سورية وتدريبهم وتسليحهم وحمايتهم وإرسالهم لقتل السوريين يظهر علينا اليوم رئيس النظام التركي بتصريحات لا تخرج إلا عن شخص منفصل عن الواقع يتحدث فيها عن حرصه على حماية الشعب السوري وهو الأرعن القاتل الغارق بدم هذا الشعب عبر نظامه الإخونجي المجرم الداعم للإرهاب، الراعي للتنظيمات الإرهابية، التي قتلت وما زالت تقتل السوريين في أكثر من منطقة في سورية، وأضاف: إن تصريحات المجرم أردوغان اليوم وحديثه عن خوفه على الشعب السوري وحمايته وصون حقوقه، وهو الذي يعتدي على السكان الآمنين في الشمال السوري تحت ذريعة محاربة الإرهاب، لا تنمّ إلا عن نظام مرتكب للمجازر يرقص على كل الحبال ويتلطى بالشعارات الإنسانية وهو الأبعد عنها.
وتابع المصدر: إن الجمهورية العربية السورية، التي ردّت على العدوان التركي في أكثر من منطقة عبر ضرب وكلائه وإرهابييه وهزيمتهم، تؤكّد أنها ستواجه العدوان التركي الغاشم بمختلف أشكاله في أي بقعة من البقاع السورية وبكل الوسائل والسبل المشروعة، وتشدّد على أن قافلة مكافحة الإرهاب في سورية تسير ولن توقفها تصريحات أردوغان أو أمثاله، وإن حماية الشعب السوري هي مهمة الجيش العربي السوري والدولة السورية فقط.
المقداد: المجموعات الانفصالية تتحمّل مسؤولية الغزو التركي

من جانبه، وصف نائب وزير الخارجية والمغتربين، الدكتور فيصل المقداد، الحرب العدوانية التي يشنها النظام التركي على الأراضي السورية بالغزو الموصوف، مبيناً أن غزو بلد مستقل ذي سيادة يعد عملاً خارجاً عن ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، ويتناقض بشكل صارخ مع قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بالأزمة في سورية، وأكد، في تصريح للصحفيين بمقر وزارة الخارجية والمغتربين، أن الجيش العربي السوري، الذي يواجه التنظيمات الإرهابية، سيواجه القوات الأجنبية الغازية والمتواجدة بشكل غير شرعي على الأراضي السورية، وهو على استعداد تام لمواجهة كل التحديات التي تتعرّض لها سورية.
وأضاف المقداد: إن أردوغان شخصية منفصلة عن الواقع، وتأصّل الكذب فيه منذ بدء تعامله مع الأزمة في سورية، والأزمات التي تعاني منها الدولة التركية، متسائلاً: “كيف لهذا المجرم القاتل، الذي فتح حدود بلاده أمام أكثر من 170 ألف إرهابي ليمارسوا القتل والإرهاب في سورية منذ ما يزيد على ثماني سنوات، أن يتحدّث بكل تبجّح وكذب أمام دول العالم بأنه يدافع عن الشعب السوري”؟!، وشدد على أن التاريخ سيحاسب أردوغان على أنه كان وما زال مجرم حرب ارتكب كل الجرائم الموصوفة بحق الشعب السوري، وتابع: “لا يحق لمزوّر للحقيقة وكذّاب أن يدعي أنه يدافع عن السوريين ويتهم الآخرين بالجرائم التي اقترفها بحق الشعب السوري”.
وأشار المقداد إلى أن الجيش العربي السوري واجه الاعتداءات التركية على سورية منذ بدء الحرب الإرهابية عليها في الكثير من المواقع، وكذلك الإرهابيين الذين قام النظام التركي بتدريبهم وتسليحهم وإرسالهم إليها، مبينا أن مطارات أنقرة واسطنبول والمعسكرات والمشافي التي أقامها هذا النظام تشهد على الإرهابيين والقتلة الذين سلّحهم أردوغان وسمح بوصولهم إلى سورية، وأكد أن النظام التركي يتحمّل مسؤولية تهجير السوريين من أراضيهم جراء ارتكابه الجرائم بحقهم من خلال إرهابييه ومرتزقته، بينما الدولة السورية كانت ومازالت حريصة على كل مواطنيها وعودتهم دون قيد أو شرط، مشيراً إلى أن بعض القوى في منطقة الجزيرة السورية، والتي لم تقبل بوجود الجيش العربي السوري بل قامت بمحاربته، تتحمّل مسؤولية العدوان التركي على المنطقة، وهو ما أتاح لأردوغان العدوان على الأراضي السورية، مشدّداً على أنه لو كان الجيش العربي السوري موجوداً في تلك المناطق لما تجرأ النظام التركي على العدوان عليها.
وفي ردّه على سؤال حول ما إذا كان هناك أي اتصالات تمهيداً لدخول الجيش السوري إلى مناطق الجزيرة السورية، أوضح المقداد أن الحكومة السورية تحاورت مع جميع مواطنيها، وأعربت منذ البدء عن الاستعداد لإجراء المصالحات اللازمة، ولكن القوى المسلحة في تلك المنطقة رفضت كل هذه المحاولات، وأصرت على إتاحة المجال بشكل مباشر أو غير مباشر للمحتلين الأتراك لغزو شمال سورية، وأكد أن الدولة السورية جاهزة لاحتضان كل مواطنيها، والحوار ما زال مفتوحاً أمام القوى التي تؤمن بسورية وطناً نهائياً لها، وتؤكد ولاءها وانتماءها له، ولكن لا يمكن التحاور مع من يتحدثون بمنطق انفصالي أو بمنطق أنهم أصبحوا قوة على أرض الواقع تفرض نفسها بفعل الغزو التركي والدعم الأمريكي، الذي تمّ توفيره لها، بعدما تخلّت هذه المجموعات المسلحة في هذه المناطق عن مصالحها الوطنية وارتمت في أحضان الولايات المتحدة، بل في أحضان قوى صهيونية معادية لسورية، وارتكبت فظائع بحق المواطنين السوريين، وهذه المجموعات تتحمّل مسؤولية أساسية في دعم هذا الغزو التركي، وبيّن أن المواطنين السوريين في الجزيرة السورية يدفعون ثمن ارتماء تلك الأطراف في حضن الأجنبي، مشيراً إلى أن العدوان التركي للأراضي السورية يجعل من تركيا في موقع لا تختلف فيه كثيراً عن تنظيم “داعش” الإرهابي وغيره من التنظيمات الإرهابية، علماً بأن أردوغان الذي يتبجح بأنه يحارب الإرهاب هو من أوجد هذه التنظيمات، كما أن النظام التركي يحمي وجود ما تسمى “جبهة النصرة” الإرهابية في الكثير من المناطق السورية.
وأوضح المقداد أن سورية قامت منذ بداية الحرب بفضح التحالف بين النظام التركي والإدارات الأمريكية، وحذّرت منذ البداية أنه لا يمكن أن ينام المرء هانئاً في الرعاية الأمريكية، سواء ما تسمى المعارضات أو بعض الأطراف والقوى الكردية، وليس المواطنين، والتي احتمت بالأمريكي ضد وطنها وشعبها، وقامت بخيانة وطنها، حيث نؤكّد دائماً أن المكوّن الكردي هو مكوّن أصيل وأساسي من مكوّنات الشعب السوري، وشدّد على أن العدوان التركي على الأراضي السورية ستكون له تداعيات سياسية وآثار على العملية السياسية في سورية، منبهاً المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى ضرورة وقف هذا العدوان وردعه، والضغط على النظام التركي لسحب جيشه كي تسير العملية السياسية وعمل لجنة مناقشة الدستور بشكل موحّد، وإلا فإنها ستتعرّض للكثير من العراقيل، في الوقت الذي تهدّد فيه تركيا باحتلال الأراضي السورية والقيام بتصفية عرقية واثنية وديمغرافية في منطقة الجزيرة السورية.
وأكد المقداد أنه لن يكون لعملاء أوروبا أو الولايات المتحدة أي موطئ قدم على الأرض السورية، منوّهاً بوقوف الأصدقاء، ولا سيما إيران وروسيا، مع الشرعية والقانون الدولي، وبمواقفهم التي تتجاوز مواقف بعض الجهات الأخرى، التي تدعي العروبة، والإيمان بوحدة أرض وشعب سورية، مبيناً أن أصدقاء سورية في المجتمع الدولي كثر ولكن تلاحقهم التهديدات بقطع المساعدات وبالعقوبات الاقتصادية عليهم والإجراءات القسرية أحادية الجانب، ولفت إلى أن العالم بحاجة إلى نظام دولي جديد يسيطر فيه القانون، داعياً الاتحاد الأوروبي، الذي ينادي حالياً بمبدأ سيطرة القانون، إلى مراجعة سياساته لكي يعرف أن من يقف ضد القانون هي الدول التي تدعم الإرهاب في سورية وتشوّه سمعة الدولة السورية في المحافل الدولية، وأنه لا يمكن القضاء على الإرهاب إلا من خلال التعاون مع الدولة السورية.
وختم المقداد تصريحه بالتأكيد على أن سورية بجيشها البطل ستتابع المعركة بكل تفاصيلها والدفاع عن كل مواطن سوري أينما كان وحسبما تتيح الظروف في إطار ممارسة سورية حقها الشرعي وفقاً للقانون الدولي وأحكام ميثاق الأمم المتحدة.
وفي نيويورك، أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن روسيا كانت تدعو بعض الأطراف والقوى السورية الكردية للحوار مع دمشق لكنهم اختاروا رعاة آخرين، “وأنتم ترون الآن ماذا يحدث”، في إشارة إلى العدوان الذي يشنه النظام التركي على شمال سورية.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفي سياق الانتهاء من أدوات واشنطن المأجورة أعلن يوم الاثنين الماضي أن بلاده دعمت ميليشيا “قسد” ودفعت أموالاً طائلة وقدمت كميات كبيرة من المعدات لها فى سياق حروبها وأنه حان الوقت لانسحاب قواته.
إلى ذلك أكدت فعاليات ثقافية وفكرية وحزبية أن عدوان النظام التركي على الأراضي السورية هو تعد سافر على وحدة وسيادة الأراضي السورية، ويتنافى مع القوانين والاتفاقات الدولية، مشيرة إلى أن ما يحدث في منطقة الجزيرة السورية هو تبادل أدوار بين محتلين اثنين أمريكي وتركي، مع الإبقاء على جوهر العدوان، الذي يرمي إلى تقسيم سورية، ولفتت إلى أنه بتلاحم الجيش والقيادة والشعب سيتمّ التصدي لأي عدوان، والحفاظ على استقلال ووحدة سورية.