زواياصحيفة البعثمحليات

“نتاج مثمر”

لطالما كان الهاجس عقب تطهير حلب من الإرهاب، هو تحسين البيئة الخدمية ودفع عجلة الاقتصاد والإنتاج، وشكل ذلك تحدياً حقيقياً كسبه الحلبيون في نهاية المطاف، وهو نتاج مثمر لحراك عملي وميداني ترك بصمة واضحة في خريطة العمل الخططي والتنفيذي، وفي مسيرة النهوض والنمو المتوازنة التي تشهدها المحافظة حالياً، وتحديداً في الربع الأخير من هذا العام، حيث تشهد المشاريع تسارعاً ملحوظاً في نسب التنفيذ والإنجاز، لوضعها في الخدمة والاستثمار مع استقبال العام الجديد، والمتوقع وفق تأكيدات المعنيين أنه أي – العام القادم – سيشهد نقلة نوعية على صعيد تنفيذ واستكمال الخطط والمشاريع الحيوية والاستراتيجية والتي من شأنها تسريع خطوات الانتقال إلى مرحلة التطور والحداثة التي تستحقها هذه المدينة.

قد يكون من المبكر الحديث عن النتائج وما تحقق من إنجازات على الأرض، بالنظر إلى حجم التحديات والمعوقات التي تواجه العمل التنفيذي والإنشائي، لجهة ضعف وتواضع الإمكانات والطاقات البشرية والفنية والتقنية والمالية المتاحة، إلا أن ذلك لم يقف عائقاً أمام تكرار المحاولات الجادة والحثيثة لتذليل المعوقات واستنهاض الجهود والطاقات الفردية والجماعية لتحقيق المرجو والمطلوب. وهنا نشير إلى المراحل المتقدمة المنجزة في مشروعي المخطط التنظيمي والتطوير العقاري في بقعتي الحيدرية وتل الزرازير، بالإضافة إلى مشروع تحسين وسط المدينة التجاري، والإقلاع بتنفيذ مشروع تحديث موقع سوق الهال القديم وتحويله إلى بقعة ناضجة وناشطة للاستثمار التجاري والسياحي بمعايير ومقاييس متطورة متسقة ومنسجمة مع الجزء القديم والتاريخي للمدينة.

ونعتقد أن هذا المسار، يضاف إليه ما تم الكشف عنه من مسارات عمل جديدة تستهدف تجميل محيط القلعة، وتحديث قاعدة العمل الاستثماري في المدينة القديمة، يعطي مؤشرات مهمة ومتنامية في إطار المشروع التنموي المتكامل والمتناغم مع متطلبات النهوض المطلوبة خاصة بما يتصل بتنشيط القطاع السياحي، وخلق المزيد من فرص الاستثمار واستقطاب وتوظيف رؤوس الأموال المهاجرة ضمن مشاريع ذات جدوى تقوي من روائز التنمية.

مما سبق نجد أن المشهد في حلب بدأ فعلياً ينحو نحو النمو والتطور والحداثة، إلا أن الترقب مازال قائماً ومشروعاً فيما يخص مراحل العمل ونسب وجودة الإنجاز، وهنا ثمة الكثير من الإشارات لا تخلو من الغمز حول وجود حالات تقصير وتباطؤ في إنجاز المهام المنوطة ببعض الجهات المعنية والتي تعوق وتؤخر الانتقال السلس والمنطقي من مرحلة التعثر إلى مرحلة النهوض الحقيقي.

معن الغادري