صحيفة البعثمحليات

هل تقيد الحرائق ضد مجهول؟! مئات هكتارات الزيتون والحراج أصبحت رماداً.. وغابة صنوبر سرستان في خط النار

طرطوس – لؤي تفاحة
اعتاد مواطننا مع بدء موسم قطاف الزيتون -الذي مازال في بداياته- وعمليات التنظيف التي تليها، على موجة الحرائق التي غالباً ما تتزامن مع موجة أخرى من الارتفاع غير المسبوق لدرجات الحرارة كما هي حال اليومين الماضيين، لكن ما حدث كان لافتاً للغاية وربما شكل مبعث قلق للمزارع من جهة، وللجهات المعنية من جهة أخرى.
حيث شب أكثر من أربعة عشر حريقاً التهمت بنيرانها مئات الهكتارات من المساحات المزروعة بأشجار الزيتون، وكذلك بالنسبة للغطاء النباتي من الأشجار الحراجية وفي أكثر من منطقة على امتداد ريف المحافظة بينها أكثر من 150 دونماً في ريف منطقة يحمور والغطاسية وكرم بيرم وقلع اليازدية، في حين كان المشهد الأكثر إيلاماً القضاء على مساحات واسعة من غابات الصنوبر الجميلة في منطقة الجوبة والبرغلية، والأجمل غابة صنوبر سرستان التي تعتبر من أجمل المساحات الخضراء التي قضت عليها موجة من نيران الحريق الذي استمر لساعات طويلة قبل أن تتمكن سيارات الدفاع المدني والإطفاء من السيطرة عليه وإخماده، لتشتعل بعده أسئلة كثيرة ومختلفة حول الفاعل والمسبب، وهل كان مفتعلاً ومقصوداً ضمن سلسلة طويلة من الحرائق المفتعلة التي اعتدنا عليها خلال السنوات الماضية طمعاً بغايات ومصالح، أقلها الاستثمار في عمليات التحطيب وليس آخرها التعدي على أملاك الدولة المجاورة للأراضي الزراعية طمعاً في زيادة مساحاتها..!؟
ورغم الجاهزية العالية لرجال الدفاع المدني والإطفاء وتعاون كافة المؤسسات والشركات وآليات مديرية الزراعة ومؤسسة المياه وغيرها وجهودهم في السيطرة على الحرائق بوقت قياسي مقارنة بالصعوبات وعدم جهوزية معظم “طرق النار” من ناحية تعبيدها وتنظيفها لجعلها سالكة أمام سيارات الإطفاء الكبيرة من أحزمة النار التي كانت تقف عائقاً أمام إكمال طريقها وإنجاز مهمتها بالسلامة المطلوبة لولا بسالة جنود ورجال الإطفاء المشهودة.
من هنا ورغم ما كتب ونشر حول أهمية الطرق الزراعية وضرورة تجهيزها، والأهم شقها ولاسيما أن الطبيعة الجغرافية للمحافظة ووعورة تضاريسها وما تشكله الغابات والمواقع الحراجية من أهمية كونها تشكل رئة طرطوس الطبيعية، ومن الواجب المحافظة عليها من التعديات والمخاطر أو ما تشكله مخلفات الغابات من أوراق يابسة وغيرها من أسباب غير مباشرة للحرائق، فإن المطلوب رصد الاعتمادات المالية وتأمين الآليات الثقيلة من تركسات وغيرها، وتعبيد وشق المزيد من طرقاتنا الزراعية، وهذا لن يكون إلا من خلال خارطة وطنية تمتلك أدوات التنفيذ والتشدد في تطبيق العقوبات الرادعة بحق المعتدين من خلال تعديل القانون الناظم وفرض العقوبات المتشددة بعد أن استشرى الاعتداء على الأملاك العامة والخاصة على السواء حتى أصبح ظاهرة، وافتعال الحرائق في ظروف وأوقات مشكوك بها؛ إذ ليس من المعقول والمنطق العلمي نشوب حريق في الساعة الرابعة فجراً…!!؟ كما حدث في غابة صنوبر سرستان بحسب تقرير مديرية الزراعة ومصادر “البعث”، وبالتالي نقطع الطريق أمام المتربصين بغاباتنا وثرواتنا الحراجية التي نتغنى بها دون أن نترجم هذا الحرص إلى آليات عمل وتدوين “الجريمة المستمرة” في محاضر ضبط الشرطة ضد مجهول، أوإلقاء المسؤولية على ارتفاع درجات الحرارة..؟!
في حين نشهد مع كل موسم هذا “الانزياح” الخطير في غاباتنا بتحويلها لمرتفعات جرداء وكتل إسمنتية صماء…؟!