اقتصادزواياصحيفة البعث

ثلاثية التمكين.. وإلاَّ فالاتهام قائم!؟

ولنكن صريحين وصادقين مع أنفسنا، ولا نحاول التخفي خلف إصبعنا، ولو لمرة واحد، ونعترف: إنْ استمر التعاطي مع القطاع العام الصناعي على هذا المنوال من التردد السلبي المبطن بفساد مُبيَّت..! فلا شك سيأتي ذلك اليوم الذي سنقف على أطلال مؤسساته وشركاته، نادمين ساعة لا ينفع الندم..!

ومن المستغرب جداً أن قطاعاً اقتصادياً بكل هذا الوزن البنيوي والتنوعي إنتاجياً وتشغيلاً، وكان له من المكانة والدور الرائدين والكبيرين ما مكّن سورية من الصمود الاقتصادي، وبالتالي السيادة على قرارها السياسي، يُوضع في مواجهة كل صنوف التحدي والقدرة على الاستمرار..!

نعم إنه اتهام صريح، واتهامنا لا يستند فقط على تحليلات، بل إلى معلومات، تسقط في يد كل من يرى العكس..!

فإن تعلن الحكومة دعمها لهذا القطاع، ليكون حاضناً ورائداً للعملية الإنتاجية، والرافعة الاستثمارية، المعول عليه بالمساهمة في الناتج المحلي الإجمالي، وبالتالي يعاد له مكانته ودوره لسابق عزَّهما، يوم أثبت ولا يزال يثبت وخاصة في سنوات الأزمة، أنه القطاع الأجدر بالعناية الفائقة..إلخ…

أن تعلن وتعول وتراهن قولاً، فهذا شيء، وأن تُمكِّن القطاع وتمد يد العون الحقيقي والفعلي لمؤسساته وشركاته، شيء آخر تماماً..!؟

والتمكين يعني فيما يعنيه، التمكين التشريعي والقانوني الذين يسمحا لقطاع العمل بمرونة مراقبة أولاً، والتمكين ثانياً يعني التسهيل له لامتلاك أدوات ومتطلبات التطوير والمنافسة وصولاً للقدرة على التسويق، أما ثالثاً، وهنا يأتي دور الحكومة وأجهزتها القانونية والرقابية، فهو الرقابة الاستباقية، ومن ثَم المحاسبة الدورية لكل العقود الخاصة بمؤسسات وشركات القطاع، سواء عقودها هي أو عقودها مع الغير…

نشدد على ثلاثية التمكين هذه، استناداً لمعلومات ومعطيات، تظهر مدى الخلل في الالتزام بها وتطبيقها السليم الشفاف، حيث أصبح من المؤكد أن هناك “لوبي  فساد” لا نعرف أهو من داخل القطاع أم خارجه، غايته وديدنه الإثراء غير المشروع على حساب هذا القطاع، حتى إن أدى ذلك لإطلاق رصاصة الرحمة لإنهائه..!؟

ولعل من يقرأ بشيء من التمعن – مثلاً –  عقدي شركة “فرعون” مع شركتي  “إسمنت طرطوس وعدرا” ممثلتين بمؤسستهما، ومساجلاتهما القانونية والمالية في مضامين العقود بينهما، ويعلم بما نعلم عما حدث في شركة ألبان دمشق (الغوطة)، وشركة زيوت حماة، وشركة تعبئة المياه، يدرك تماماً عما نتحدث وما ذهبنا إليه…

قسيم دحدل

Qassim1965@gmail.com