الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

الاحتلال الأمريكي ينقل مئات “الدواعش” إلى الشدادي وحـــدات الجيـــش تنفــّذ عمليـــات انتشــــار جديـــدة في ريفـــي الرقـــة والحسـكة

 

 

واصلت قوات الاحتلال الأمريكية سحب قواتها من الأراضي السورية وإخلاء عدة قواعد لها، ونقل عتادها العسكري باتجاه العراق، فيما تعمل بالتوازي، وفي إطار مواصلة استثمارها بالإرهاب، على نقل المئات من إرهابيي تنظيم “داعش” المعتقلين لديها من منطقة الجزيرة إلى العراق، بعد تجميعهم في قواعدها غير الشرعية.
ورغم إعلان النظام التركي التوصل إلى اتفاق مع واشنطن بتعليق القصف مدة 120 ساعة، كثّفت طائرات الاحتلال التركي من غاراتها على الأحياء السكنية والبنى التحتية في مدينة رأس العين إلى أن احتلتها.
وفي الجانب الآخر واصلت وحدات الجيش العربي السوري عمليات انتشارها في أرياف حلب الشمالي الشرقي والرقة والحسكة، ودخلت مدناً وقرى وبلدات، منها منبج وعين العرب وتل تمر والطبقة وغيرها الكثير، وبهذا حطّم بواسل الجيش مصطلح “شرق الفرات”.. وهو ما كانت تريد قوات الاحتلال الأمريكية والتركية تثبيته.. لتعود الأرض لأصحابها، وينتشر الأمن والأمان فيها بمسمى واحد وهي أرض سورية، في ظل فرحة الأهالي واستقبالهم الحافل لوحدات الجيش التي جلبت الأمان والطمأنينة للمواطنين.
وفي التفاصيل، تابعت وحدات الجيش العربي السوري تحرّكاتها في إطار انتشارها ضمن القرى والبلدات ضمن مناطق الجزيرة السورية لمواجهة العدوان التركي على الأراضي السورية، حيث تحرّكت عدة آليات عسكرية وعدد من جنود الجيش العربي السوري على عدة محاور بريفي الرقة والحسكة، لتنفيذ عمليات انتشار جديدة، وتعزيز نقاطها في المناطق التي انتشرت فيها خلال الأيام الماضية.
ومنذ الثالث عشر من الشهر الجاري دخلت وحدات الجيش بلدة تل تمر وصوامع الأغيبش فيها بريف الحسكة، ومدينتي منبج وعين العرب بريف حلب الشمالي الشرقي، وبلدة عين عيسى ومدينة الطبقة ومطارها العسكري بريف الرقة، في إطار ممارسة واجبها بحماية الوطن والدفاع عنه، فيما شهدت جميع المناطق التي انتشر فيها الجيش تجمعات شعبية ومسيرات حاشدة ترحيباً به لحمايتها من أطماع أردوغان وجرائم مرتزقته.
يأتي ذلك فيما أدخلت قوات الاحتلال الأمريكية قافلة مؤلّفة من أكثر من100 شاحنة فارغة، ترافقها آليات عسكرية للاحتلال الأمريكي، من شمال العراق إلى الأراضي السورية باتجاه مدينة القامشلي غرباً، يعتقد أنها بغرض استكمال عملية إخلاء قواعد القوات الأمريكية المنسحبة.
فيما أشارت مصادر محلية إلى أن الآليات اتجهت إلى جبل عبد العزيز جنوب غرب الحسكة 45 كم لإخلاء المستودعات من النقاط والمراكز الأمريكية، في وقت كشفت مصادر أن أكثر من 70 مدرعة ومركبة عسكرية أمريكية عبرت مدينة تل تمر في ريف الحسكة الشمالي الغربي، وسط تحليق مروحيات في الأجواء.
وأكدت مصادر متطابقة أن هذا الرتل العسكري انسحب على الطريق المؤدي إلى القامشلي من مطار صرين، الواقع على بعد نحو ثلاثين كيلومتراً جنوب غربي مدينة عين العرب في ريف حلب. وكان هذا المطار يعد حتى الآن أكبر قاعدة للقوات الأميركية في شمال سورية، كما أنه القاعدة الرابعة التي ينسحب منها العسكريون الأمريكيون خلال نحو أسبوعين.
يأتي ذلك فيما ذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال الأمريكية نقلت العشرات من معتقلات تنظيم “داعش” الإرهابي من داخل مخيم الهول شرق مدينة الحسكة، بالتزامن مع تحليق مكثّف لحوامات الاحتلال في أجواء المخيم، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على نقلها 230 إرهابياً أجنبياً من التنظيم التكفيري من سجن المالكية إلى سجن الشدادي بريف الحسكة الجنوبي.
ومنذ بدء العدوان التركي على الأراضي السورية نقلت قوات الاحتلال الأمريكي نحو المئات من عناصر تنظيم “داعش” الإرهابي وعوائلهم من الأراضي السورية إلى العراق على ست دفعات، في حين تجعل من قاعدتها غير الشرعية في منطقة الشدادي جنوب الحسكة مكاناً لتجميع الإرهابيين وزوجاتهم، حيث نقلت خلال الأيام الماضية المئات من الإرهابيين وزوجات عناصر من التنظيم التكفيري من مخيم الهول وغيره من السجون التي تتخذها قوات الاحتلال الأمريكية إلى هذه القاعدة ليصار إلى ترحيلهم عبر حواماتها إلى العراق.
هذا ودخلت كاميرا سانا إلى القاعدة الأمريكية بمنطقة السعيدية جنوب غرب منبج، التي انسحبت منها قوات الاحتلال الأمريكي قبل أيام، ووثّقت ما خلّفه الاحتلال من معدات وأسلحة وذخائر أحرقها قبل انسحابه.
وتحتوي القاعدة المحصّنة بشكل كبير حقل رمي ومقرات لصيانة الآليات والتمريض والتدريب والترفيه والاتصالات وعدداً من المحارس، وقد قامت قوات الاحتلال بحرق الوثائق وأجهزة الاتصال ولابتوبات والحواسب والشاشات والأدوية.
وأخلت قوات الاحتلال الأمريكية على مدار الأيام القليلة الماضية العديد من قواعدها اللاشرعية، حيث قامت بتفكيك وتدمير قواعد السعيدية وعون الدادات وأم ميال في محيط منبج بريف حلب، إضافة إلى تدمير قاعدتي خراب عشق وصرين في محيط عين العرب، وقاعدة معمل لافارج في الجلابية بريف حلب، وقواعد عين عيسى وتل السمن والطبقة بريف الرقة، وقواعد تل تمر وجبل عبد العزير بريف الحسكة.
وفخخت قوات الاحتلال الأمريكية مقراتها، التي أخلتها أمس الأول، ودمّرتها، وحالياً تتحضّر لإخلاء قاعدة ثانية جانب سد السابع من نيسان “لايف ستون”.
هذه الانسحابات للقوات الأمريكية المحتلة إلى العراق ترافقت مع سحب عناصرها وآلياتها من مطار رحيبة “روباريا” غير الشرعي بريف المالكية إلى العراق، في الوقت الذي غادر فيه عشرة ضباط من قوات الاحتلال الأمريكية برفقة عدد من الخبراء الأجانب قاعدة رميلان الأمريكية غير الشرعية باتجاه الأراضي العراقية عبر معبر سيمالكا النهري منذ الساعات الأولى للعدوان التركي على الأراضي السورية.
بالتوازي، واصلت قوات النظام التركي، بالتعاون مع مرتزقتها من التنظيمات الإرهابية، عدوانها على الأراضي السورية، واحتلت مدينة رأس العين بريف الحسكة الشمالي الغربي، وذلك بعد محاصرتها واستهدافها بضربات مدفعية وصاروخية وغارات جوية طالت المباني السكنية والبنى التحتية داخلها، ولفتت مصادر إلى أن “قوات الاحتلال التركي ومرتزقته احتلوا رأس العين وهجّروا سكانها عنها، حيث نزحت مئات العائلات على مدار الأيام الماضية بسبب كثافة القصف الذي دمّر كل البنى الخدمية داخل المدينة”، وأكدت أن طائرات الاحتلال التركي كثفت من غاراتها على الأحياء السكنية والبنى التحتية في مدينة رأس العين إلى أن احتلتها.
وفي ردود الفعل، نظّم أهالي دير الزور وقفة احتجاجية في دوار الانتصار للتنديد بالعدوان التركي على الجزيرة السورية والمطالبة بخروج القوات الأمريكية المحتلة من الأراضي السورية.
المشاركون في الوقفة وجّهوا من دوار الانتصار وسط مدينة دير الزور التحية لصانعي النصر وحماة الأرض والعرض رجال الجيش العربي السوري، مؤكدين أن العدوان التركي على الأراضي السورية عمل إجرامي سيتصدّى له كل أبناء سورية، مطالبين بخروج كل القوات الأجنبية المحتلة سواء التركية أو الأمريكية، وأضافوا: إن أبناء سورية من أقصاها إلى أقصاها يرفضون العدوان التركي لأنه يشكّل حالة استعمارية عدوانية على دولة ذات سيادة، وهذا مخالف للقوانين والشرائع الدولية، كما أنه يأتي من نظام يتزعمه أردوغان الغارق بدماء السوريين وبأحلامه في إعادة الامبراطورية العثمانية، وتابعوا: “نحن هنا اليوم لنقول لأردوغان وأسياده الأمريكيين وأذنابهم من العملاء والخونة إن سورية قوية بجيشها وشعبها وقائدها والتاريخ يشهد أن هذه الأرض عصيّة على المعتدين”.
وشدّد المشاركون على أن سورية الحضارة والتاريخ والأصالة ستبقى منيعة على الطامعين من أعدائها، وأن الدولة السورية ورجال الجيش العربي السوري هم وحدهم الذين يحمون الشعب السوري، وما يقوم به الطامع الصغير أردوغان هو اعتداء تدينه القوانين والمواثيق الدولية والأخلاقية والإنسانية، وسيرتد عليه وبالاً لأن في سورية شعباً أصيلاً متمسّكا بتراب وطنه، وجيشاً قوياً أبياً يدافع عن أرضه وعرضه ببسالة ورجولة، وقائداً حكيماً هو السيد الرئيس بشار الأسد، الذي شاهد العالم بأسره كيف انتصر على كل قوى الظلم والطغيان، وأضافوا: إن كل أراضي الجمهورية العربية السورية لا يمكن أن تكون إلا في ظل الدولة السورية وتحت العلم السوري.
إلى ذلك ندد أبناء محافظة القنيطرة بالعدوان التركي على الأراضي السورية، مؤكدين وقوفهم إلى جانب الجيش العربي السوري في مواجهة العدوان والدفاع عن السيادة الوطنية.
وشجب المشاركون في الوقفة، التي نظمتها الفعاليات الأهلية والرسمية والشعبية في تجمع جديدة الفضل للنازحين بريف دمشق، سياسات أردوغان الحالم بإعادة أيام السلطنة العثمانية، مطالبين بخروج كل القوات الأجنبية المحتلة التركية والأمريكية من الأراضي السورية.
دولياً، أعرب الكرملين مجدداً عن “القلق الشديد” إزاء عدوان النظام التركي على الأراضي السورية، وإمكانية أن يضر بعملية التسوية السياسية للأزمة في سورية، فيما دعا يارومير شلاباتا، رئيس معهد العلاقات الدولية التشيكوسلوفاكي، إلى فرض عقوبات صارمة على النظام التركي لعدوانه على الأراضي السورية ومحاولته استغلال الأزمات والقضايا الكبرى في المنطقة لتحقيق أطماعه وتغطية أزماته الداخلية، وقال: إن العدوان التركي على الأراضي السورية “مخالف للقيم الإنسانية ومبادئ القانون الدولي”، مشدّداً على ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي الإجراءات الحازمة لردع هذا العدوان الذي يشكّل تهديداً خطيراً لأمن واستقرار المنطقة ودول الاتحاد الأوروبي، ونوه بصمود وتضحيات الشعب السوري في مواجهة الإرهاب وداعميه منددا بسياسة الولايات المتحدة وحلفائها ضد سورية وغيرها من الدول التي تدافع عن سيادتها وقرارها الوطني وتتصدى للإرهاب والهيمنة الأمريكية.
وفي أنقرة، أكد البرلماني التركي عن حزب الشعب الجمهوري، ونائب رئيس الوزراء السابق، عبد اللطيف شنار أن السياسات التي ينتهجها أردوغان حيال سورية تصب في خدمة الصهيونية العالمية ومخططات الهيمنة الغربية على المنطقة، وأوضح، في مقال نشره على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، أن سياسات أردوغان تجاه سورية “خاطئة وفاشلة وتخدم الصهيونية العالمية واستفاد منها صناع الأسلحة وتجارها”، لافتاً إلى أن العدوان الذي يشنه نظام أردوغان على الأراضي السورية يخدم مخططات الغرب في المنطقة.