ثقافةصحيفة البعث

زاوية حادة..!؟

أكسم طلاع

يظن بعض المشتغلين في الأنشطة الثقافية بدءاً من مدير مركز ثقافي وصولا إلى شاعر بسيط أو فنانة تشكيلية لا زالت في حيز التمرين أو المحاولات التي لا تتجاوز الهواية الساذجة، أن على الإعلامي أن ينقل بحيادية أو أن يكون مستوعبا لنتاجهم وللمعلومات التي يقدمونها له مثله مثل أي حافظة تسجل وتنقل بأمانة فقط! ربما من المهنية أن يكون الناقل حياديا، لكن أن يكون مغفلا وتنطلي عليه إدعاءات الآخرين فهذه مشكلة كبيرة بطرفيها الأول جهة الناشط وعلاقته بالثقافة والمتابع من جهة ثانية مع جهل بقيمة ما يقدم، وفي النتيجة التي وصلت إليه التجربة وتقييمها الحقيقي، نورد ذلك ونسقطه على الحياة التشكيلية تحديدا، فالكثير من المعارض التي تقام في الصالات العامة “صالات المراكز الثقافية والصالات الخاصة أيضا، نحن نؤمن بالوظيفة التي تقدمها هذه المعارض ومن الضرورة متابعتها ودعم أصحابها بالتغطيات والحضور والكتابة عنها بشجاعة بغية دعم أصحابها، مع العلم أن أغلب هذه المعارض في المعيار النقدي لا تساوي إلا القليل، ومع ذلك أجد نفسي معنيا بهذا القليل الذي يبنى عليه حتى يصبح يوما حالة موجودة ومؤثرة، ونذكر هنا محاولات الشباب الجريئة والطموحة التي تستحق الاهتمام والرعاية، وبالمقابل بعض المكرسين الذين يعتبون على أي رأي ينتقد، وخاصة أولئك المراوحون مكانهم فأحدهم يبقى في تجربته السطحية يراوح لسنوات ويصر على إعادة إنتاج نفس الذات وتكرارها دون أي تجدد ملحوظ، حسبي أن في ذلك طمأنينة ترتكب الجهل، فالوقوف في المكان ذاته شبه موت في عالم متغير وحاشد بالمتناقض.
ربما يكون لكل شخص مشروع ما، فالمشروع الفني القائم على البحث واضح والمشاريع الأخرى المتعلقة “بالبرستيج” أيضا واضحة وكثيرة وتأخذ من الناس وقتهم وبالتالي فيها خديعة لهم، ويقع بعض الصحفيين والمتابعين ضحية ذلك، فكم من اللقاءات التلفزيونية مع “كذا فلان” محسوبا على الفن التشكيلي دون وجود أي رأي مختص أو اختبار حقيقي أو دليل على عافية ما يحصل، مما يجعل من هؤلاء أسماء مكرسة ونافذة في المشهد التشكيلي والإعلامي على حساب تلك الجهود الحقيقية التي يقدمها الشباب، والمرجو من بعض الزملاء الوقوف بشكل حقيقي والاهتمام في تغطية القيمة والقيمة فقط، وأن لا نكون قاربا متاحا للجميع من السهل أن يمتطيه كل من هب ودب، خاصة أولئك الممطرين لقنوات التواصل وصفحات الفيسبوك بصورهم وإنجازاتهم الفخرية مثل شهادات الدكتوراه الخلبية الممنوحة من جهات شبحية، ومشاركاتهم الخلبية في أنشطة وفعاليات خارجية غايتها تسويق التفاهة على أنها فنون تشكيلية سورية.