الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

الرئيس الأسد تلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس الروسي تطرّق إلى الوضع في الشمال السوري: عودة السكان إلى مناطقهـــم.. وإيقاف محاولات فرض تحــوّل ديمغرافــي بوتين: وحدة وسيادة سورية أرضاً وشعباً.. وتفكيك أي أجندات انفصالية

 

جرى اتصال هاتفي  بين السيد الرئيس بشار الأسد ورئيس جمهورية روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين تطرّق إلى الوضع في الشمال السوري.
وأكد الرئيس الأسد على الرفض التام لأي غزو للأراضي السورية تحت أي مسمّى أو ذريعة، وبأن أصحاب الأهداف الانفصالية يحملون مسؤولية فيما آلت إليه الأمور في الوقت الراهن، ومؤكّداً على عودة السكان إلى مناطقهم لإيقاف أي محاولات سابقة لأي تحوّل ديمغرافي حاول البعض فرضه، مشدّداً على استمرار سورية بمكافحة الإرهاب والاحتلال على أي شبر من الأراضي السورية وبكل الوسائل المشروعة.
من جهته، أكد الرئيس بوتين خلال الاتصال على وحدة وسيادة سورية أرضاً وشعباً، وبأن أي اتفاق بين روسيا وتركيا سيركّز على محاربة جميع أشكال ومظاهر الإرهاب، وتفكيك أي أجندات انفصالية على الأراضي السورية.
وكان الرئيس بوتين جدّد التأكيد على ضرورة الحفاظ على سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها، ووجوب خروج جميع القوات الأجنبية الموجودة على أراضيها بشكل غير شرعي، فيما جدّدت إيران التأكيد على دعمها القوي التوصّل إلى حل سياسي للأزمة في سورية يستند إلى احترام سيادتها الوطنية ووحدة أراضيها.
وشدّد بوتين، خلال مؤتمر صحفي مع رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان في سوتشي على أنه لا يمكن إرساء استقرار مستدام في سورية إلا عبر الالتزام باحترام سيادتها ووحدة أراضيها، وهذا الموقف مبدئي بالنسبة لروسيا، مشيراً إلى وجوب إخلاء الأراضي السورية من الوجود العسكري الأجنبي غير الشرعي. وأكد بوتين مجدداً ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية، وأن السوريين وحدهم من يقررون مستقبل بلدهم، لافتاً إلى أهمية عمل لجنة مناقشة الدستور، التي ستبدأ عملها أواخر الشهر الجاري في جنيف في هذا الإطار.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أعلن في الثالث والعشرين من أيلول الماضي عن التوصل إلى اتفاق على تشكيل لجنة مناقشة الدستور، منوّهاً بجهود الحكومة السورية في هذا الصدد.
ودعا بوتين إلى عدم عرقلة عودة المهجّرين السوريين إلى بلدهم، داعياً المجتمع الدولي والمنظمات الأممية إلى تقديم المساعدات لهم دون أي تمييز أو تسييس أو وضع شروط مسبقة.
وفي طهران، جدد المتحدّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي التأكيد على دعم بلاده القوي التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية يستند إلى احترام سيادتها الوطنية ووحدة أراضيها.
وشدّد موسوي في تصريح له على أن بلاده “تدعم العملية السياسية لحل هذه الأزمة، ولا ترى أن الأعمال العسكرية يمكن أن تمثّل طريقاً للحل، بل أن الحل يأتي عبر الحوار بين جميع الأطراف، مع ضرورة احترام السيادة الوطنية للدول ووحدة أراضيها”، معرباً عن أمله بأن يكون اجتماع لجنة مناقشة الدستور نهاية الشهر الجاري بداية لاتخاذ خطوات أساسية في هذه العملية التي ستوفّر حلاً للأزمة في سورية. ولفت موسوي إلى أن إيران بوصفها إحدى الدول الضامنة لمسار أستانا سعت جاهدة للعب دور إيجابي من أجل خفض التصعيد.
يأتي ذلك فيما أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الاميركي دونالد ترامب وافق على منح ما تسمى جماعة “الخوذ البيضاء” الإرهابية مبلغ 4.5 ملايين دولار، وذلك في إثبات جديد لارتباط واشنطن بالتنظيمات الإرهابية، التي تستخدمها كأداة في تنفيذ خططها.
وقالت المتحدّثة باسم البيت الأبيض ستيفاني غريشام: “إن ترامب يحث حلفاء الولايات المتحدة على دعم الخوذ البيضاء”، مبينة أن التمويل الذي تمت الموافقة عليه هو جزء من دعم الولايات المتحدة المستمر لهذه المجموعة.
وكانت الخارجية الأمريكية أعلنت العام الماضي أن ترامب خصص نحو 6.6 ملايين دولار لتمويل جماعة “الخوذ البيضاء” المرتبطة بالتنظيمات الإرهابية.
وكانت جماعة “الخوذ البيضاء” تأسست في تركيا عام 2013 بتمويل بريطاني أمريكي غربي واضح، حيث أثار تحديد نطاق عملها في أماكن سيطرة التنظيمات الإرهابية حصراً الكثير من علامات الاستفهام حولها وحول عملها الإنساني المزعوم، وخصوصاً أن أفرادها ينتمون إلى التنظيمات الإرهابية، وظهروا في مقاطع فيديو يحملون الأسلحة، ويقاتلون في صفوف التنظيمات الإرهابية.
كما أثبتت العديد من الوثائق، التي عثر عليها الجيش العربي السوري في المناطق التي حررها من الإرهاب، الارتباط العضوي بين جماعة “الخوذ البيضاء” والتنظيمات الإرهابية، وخصوصاً “جبهة النصرة”، من خلال التحضير والترويج لاستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين، كما حدث في الغوطة الشرقية بريف دمشق عدة مرات، وفي مناطق بحلب، واتهام الجيش العربي السوري بذلك.
وفي بيروت، أكد النائب اللبناني السابق إميل لحود أن سورية تسير من انتصار إلى آخر في حربها المتواصلة على الإرهاب، ونوّه بتضحيات الجيش العربي السوري وبطولاته في مواجهة الإرهاب، لافتاً إلى قرب تحقيق النصر النهائي على الإرهاب، وبيّن لحود الانهيارات في صفوف التنظيمات الإرهابية ستجعل المعركة القادمة ضدها معركة سريعة وحاسمة.
وفي أنقرة أكد الصحفي والكاتب التركي سونار يالجين أن صمود سورية في مواجهة الحرب التي شنت عليها أفشل المخططات التآمرية الأمريكية الإسرائيلية الغربية، والتي شاركت بها بعض الأنظمة العربية الرجعية وأنظمة إقليمية، وقال في مقال نشرته صحيفة سوزجو التركية: “لقد صمدت سورية أمام كل هذه الضغوط”، مشيراً إلى أن الذين تآمروا على سورية عبر عقود طويلة عادوا وكرروا هذه المؤامرة من خلال ما يسمى “الربيع العربي”، ولكنهم فوجئوا بصمود الشعب السوري وقيادته، واستعرض الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سورية بهدف النيل من وحدتها وسلامة أراضيها، مشدّداً على أن كل من يسعى لتدمير سورية حليف للكيان الإسرائيلي، المستفيد الأكبر من الحرب عليها.