صحيفة البعثمحليات

آلية حقيقية لتوحيد عمل الطب الشرعي وإعادة تأهيل مخبر حلب ..الأكبر في الشرق الأوسط

دمشق – حياة عيسى

رغم الأهمية القصوى  لعملية الاستعراف من خلال فحص الـ DNA ولاسيما في ظل وجود الآلاف من الشهداء المفقودين الذين يتوجب التعرف على رفاتهم وإعادتهم لذويهم، إلا أنه يجب التفريق بين “الاستعراف” وبين  فحص الـDNA الذي يعتبر آخر مرحلة من مراحله ولكنها الأكثر حسماً.

مدير الهيئة العامة للطب الشرعي الدكتور زاهر حجو أشار في تصريح لـ”البعث” إلى أنه في الفترة الأخيرة تم التركيز على  العديد من الدورات “للطب الشرعي” بالتزامن مع دعم فرع “طب الأسنان الشرعي” الذي يساعد بشكل كبير في موضوع الاستعراف ولاسيما أن أكثر من 75% من حالات الاستعراف تم كشفها عن طريق “استعراف الأسنان”، بالإضافة إلى إنجاز ثلاثة مشاريع تم وضعها في خطة العام الجاري تمثلت بتجهيز مركز الاستعراف في الزاهرة (مبنى العيادات الشاملة)، ليتم وضعه في الخدمة نهاية العام الحالي ليكون المركز الأساس للاستعراف في القطر، بالتزامن مع تجهيز الطبابات الشرعية والمشارح بكل ما يلزم للعمل، و تجهيز مشرحة الطب الشرعي في حماة، كما سيتم البدء بالعمل في مخبر الـDNA الذي أجريت له الصيانة والتجهيز في العام القادم (2020) ليكون أول وأهم مشروع  للاستعراف الأمثل. لافتاً إلى وجود خطة لتجهيز مركز للطب الشرعي في دير الزور، بالإضافة إلى اعتماد آلية حقيقية لتوحيد عمل الطب الشرعي من خلال مكتب يراجع جميع التقارير الواردة من المحافظات، بالإضافة لإنجاز دليل عمل الطبيب الشرعي الذي يوضح فيه مهامه ومسؤولياته وواجباته وحقوقه لمنع التجاوزات، بالتزامن مع إعداد جداول العجز ولاسيما بوجود تفاوت بين عمل طبيب وآخر، وبين حادثة وأخرى في تحديد نسب العجز لكونها مهمة في مجال التعويضات أو التحويل إلى محكمة الجنايات.

وأوضح حجو إلى أن عملية “الاستعراف” تبدأ  عندما تكون الجثة واضحة من خلال علامات (كالوشم أو كسر معين)، علماً أنه  تم الوصول إلى مرحلة الاستعراف عن طريق الرفات والعظام ولاسيما بعد إجراء ثلاث ورشات لدعم الاستعراف آنف الذكر من خلال التعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر “الانتروبولوجي” المعروف بعلم “العظام” الذي يعطي العمر والجنس والعرق والطول التقريبي، بالإضافة إلى القدرة على تحديد سبب الوفاة من خلال القراءة الجيدة للعظام والوصول إلى الاستعراف. وفي حال  الوصول إلى مرحلة اليائس من التعرف عن الجثة بين حجو أنه سيتم اللجوء إلى مرحلة الاستعراف بـDNA، علماً أنه لا تدفن أي جثة دون أخذ عينة منها وحفظها، أن مخبر الـDNA جاهز، وقد تم إعادة تأهيله من خلال التعاون مع الأدلة الجنائية، وهو بانتظار”الكيتات” اللازمة للبدء بالعمل، وهناك محاولات لتأمينها بالرغم من الحصار الجائر. وكشف حجو عن وجود العديد من المراسلات مع منظمات دولية من خلال الورشات لتأمين الكيتات اللازمة لبدء العمل ضمن بروتوكول عمل مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر” ICRC”، بالتزامن مع وجود مشروع ضخم سيكون أكبر مركز طب شرعي بالشرق الأوسط هو الطبابة الشرعية في حلب، حيث تم إعادة تأهيله وسيتم تفعيله نهاية العام القادم  بالتزامن مع البدء بإعادة ترميم مركز الطب الشرعي في حمص، وهناك عدة خطط  لمراكز الطب الشرعي في كافة المحافظات، بالإضافة إلى تجهيز مخبر السموم الذي حول لعهدة وزارة الصحة التي ستقوم بإجراء مناقصة له خلال الأيام القليلة القادمة ليتم الانتهاء منه وتفعيله خلال الشهر الثالث أو الرابع من العام القادم بشكل فعال على أرض الواقع، بحيث لا يبقى هناك جرائم مبهمة وغامضة ولاسيما بوجود فرق طب شرعي جاهزة للتدخل المباشر، وإجراء كافة العمليات اللازمة للاستعراف.