ثقافةصحيفة البعث

“قيثـــــارة الطفــــولــــة.. شــــــــــباب الغــــــــــد”

 

الأطفال بناة المستقبل لذلك تبوؤوا أولى فعاليات اتحاد الكتاب في أسبوعه الثقافي بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس اتحاد الكتاب العرب في سورية، حيث يقيم فرع دمشق للاتحاد أسبوعه الثقافي الأول والبداية كانت مع فعالية “قيثارة الطفولة.. شباب الغد” قدمتها الطفلة قمر قشلان التي قالت: إنها لمسؤولية كبيرة تلقى على عاتقنا -نحن الأطفال- أن نكون في بداية احتفالات فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب، وإن إقامة مثل هذه الفعالية تؤكد الإيمان بالمسؤوليات الجسام الملقاة على عاتق الأدباء والمثقفين تجاه الأطفال، فالطفل هو الباني الحقيقي لمستقبل يليق ببلدنا وإنجازات جيشنا.

ريشة ولوحة
تتكامل الطفولة بنقاء كلمتها ورقي شعورها وإحساسها مع الفن الراقي من خلال مجموعة من الفنانين الرسامين الذين زينت رسوماتهم الصالة كالطفلة حلا درويشة التي رسمت بريشة قلبها ورقة يديها حب الوطن وأصالة الانتماء، والمقاتل شادي موسى الذي لم يمنعه دفاعه عن الوطن من الاهتمام بموهبته الراقية، وكذلك الطبيبة الشاعرة د.أسمهان الحلواني التي تعالج الناس بالدواء والرسم، والأم المربية هبة البيك التي لم تمنعها مسؤولياتها من الاهتمام بالرسم وفنه.

رجال الجيش
ومن وحي الطفولة قرأت الطفلة شهد السعيدي شعر من تأليفها بعنوان “سر الأمل” و”نسور الأرض” قالت فيها: سأحدثكم عن أخبار/عن جيشِ بلادي المغوار/ نسرٌ حامَ بكل غمار/ صان العهد بكل جدارة/ كان عِزَّاً دامَ فخار/ فتكلل هامه بالغار/ صنع المجد فكان شعار/ لم يرضَ وطناً ينهار/ رغم المحن ورغم الوهن/ كان نوراً/ شعلة نار/ بزغ الفجرُ طلع نهار/ طردَ الدَّنَسَ والأشرار بذل النفس كالأمطار/ لينموالزهر ويمحو العار/ صمدَ في وجهِ الأخطار ليحمي الأرضَ وتبقى الدار..” وأهدى الطفل محمد عريضة قصيدة لرجال الله في الميدان: “يا نصرُ قد ذكرتني الشهدا/ بدمائهم رووا تُرابها دفقا/ يا نصرُ أحيي دماءهم ألقَاً/ وأخبرهم بأن النصر قد سبقا/ يا نصرُ أكمل طريقكَ واثقاً/ خضراً وحرر ترابَ وطني/ من الأعَرابِ ومن فسقا/يا نصرُ أخبرهم بأن سهام الغدر قد انفلقَا وأن غرابيبهم السّود قد سحقا/ يا نصرُ حيلكَ ممدود من الشام إلى القدسِ قد اقتربا/ والوعد من دمائكم الطهر في التحرير قد صدقا….”.
الطبيعة السحر
وقرأت ماسة عمر دعبول نصين بعنوان: “تأملات” و”من العطر إلى المطر”: طبيعيةٌ والوصفُ بذاتهِ وضع النقط على أسطرٍ نحسُ ونشعر بالحروف التي تكتب عليها، صوت الصدى يسأل زهور الليلك التي تمشط شعرها البنفسجي بكل رقةٍ وهي تستمع لغناء العندليب، نهرب من واقعنا لندخل إلى طبيعةٍ هادئةٍ لنرى الخيال مرتين مرةً نراها في الأحلام ومرةً نراها لا نعرفُ خيالاً أم حقيقة، أما شلال القص الذي نستمع إلى صوته ونتخيل قصصنا ومستقبلنا الذي نحلم به وتتفتح في قلبنا زهورٌ وفي أوراقِ تلك الزهور أحلامٌ نريد تحقيقها نذهب إلى عالمٍ آخر لا يعرفُ الضجيج، وكأنَّهُ اختارَ صديقاً اسمهُ هدوء المشاعر.

ذكرى
وقدمت مايا منصور نصاً بعنوان “ذكرى حبيب صغاري”: مرحباً.. يا مشاعل الحب المتناثرة في هذه الدنيا الموحشة، ها أنا ألوح لكم من الدرجة الخامسة والسبعين في سلم المئة على الأقل من عالمنا هذا، قد تراءت لأذهانكم بعض من أفكار بديهية، نعم أنا عجوز في الخامسة والسبعين من عمري، فقدت خمسة وسبعين فكرة جنونية، وها أنا أضيف واحدةً أخرى لهذا العالم الكئيب، لابد له أن يكون بجنون أفكاري.. وضجيج روحي التي تعج بالتجارب. سأفصح للجميع الآن عما أكنه من حب عظيم منذ خمسة وخمسين عاماً وسبعة أيام وخمس ساعات لكنزي الثمين من هذه الدنيا لحبيبتي “كارلا” تلك التي كنت أعزف بين أمواج عينيها لساعات طويلة أنسى فيها من أكون، برغم الرعب الذي كان يشكله البحر لي، إلا أن العزف في بحر عينيها كان له لذة أخرى… كان كل شيء يتعبني إلاهما لم يزعجني عدم وجود مرافئ أرسو عليها خلال رحلتي المميتة فيهما.

مشاركات
وعزفت الطفلة بتول دعبول على آلة التشيللو مقطوعات لباخ، وقدم الطفلان براء البقاعي وأسامة الخطيب مناظرة شعرية متميزة، في حين أطرب شادي عليان الحضور بغناء عذب للمطرب الراحل محمد عبد الوهاب، وقدم نور الدين زرزور أداءً متميزاً، وعزف أحمد عوض مجموعة من المعزوفات المتميزة على آلة الأورغ، كما شارك عبد الرؤوف ومحمد خليل بمجموعة من الأغاني المتميزة المترافقة مع العزف على آلة الأورغ.
جمان بركات