الصفحة الاولىصحيفة البعث

سلسلة بشرية من شمال لبنان إلى جنوبه.. والجيش يعمل على فتح الطرق

 

وسط تحذيرات من استغلال أطراف خارجية الوضع القائم في لبنان حالياً، لتمرير أجندات لنشر الفوضى عبر مجموعات تخريبية تعمل لمصلحة السفارات، وتدار من الخارج عبر شبكات التواصل الاجتماعي، تواصلت الاعتصامات والمظاهرات في مختلف المناطق اللبنانية لليوم الحادي عشر على التوالي احتجاجاً على الأوضاع المعيشية المتردّية وفرض ضرائب جديدة، وذلك مع استمرار إقفال المؤسسات الرسمية والمدارس والجامعات، بينما نظّم الآلاف من المتظاهرين سلسلة بشرية امتدّت من شمال لبنان إلى جنوبه، الأمر الذي يهدّد بشلّ الحركة في البلاد بشكل كامل.
واحتشد المعتصمون في ساحات بيروت وضواحيها وفي صيدا وصور ومناطق الجنوب والبقاع وطرابلس مع قطع الطرقات رغم جهود الجيش اللبناني والقوى الأمنية لفتح بعض الطرقات أمام تنقّل المواطنين، وهو ما تسبّب في إشكالات عديدة على طريق صيدا بيروت وبيروت طرابلس ومنطقة البداوي في طرابلس، وباتت حركة السير في العاصمة خفيفة مع قطع الطرقات الرئيسية من المتظاهرين.
وأعلنت أمس دعوات عديدة للاعتصام في بيروت من بعض الفعاليات الاقتصادية والاتحادات المهنية مع التشديد على الاستمرار في قطع الطرق.
وكانت وزارة الدفاع اللبنانية حذّرت من وجود مندسين لافتعال مشكلات أو إطلاق نار خلال المظاهرات الحالية، مشيرة إلى ضبط أحد المعتصمين خلال المظاهرات على جسر الرينغ وسط بيروت، وهو يحمل سلاحاً حربياً.
وفي السياق، نفّذ عشرات آلاف اللبنانيين سلسلة بشرية تمتد من شمال البلاد إلى جنوبها.
وبدأ آلاف المواطنين الانتشار على الطرق لهذه الغاية، يمسك بعضهم بأيدي بعضهم الآخر، ويسعون إلى أن تغطي السلسلة مسافة تمتد إلى 170 كم من صور جنوباً إلى طرابلس شمالاً، مروراً بساحة الشهداء في وسط بيروت.
وتجمّع المشاركون في “مبادرة السلسلة البشرية” على طول الطرق السريعة من الشمال إلى الجنوب، ووصلوا إليها سيراً على الأقدام، وبعضهم على الدراجات النارية أو الهوائية.
وتميّزت التظاهرات في لبنان بشمولها مختلف الأراضي اللبنانية، وقد طالب المحتجون منذ بدء الحراك بإسقاط الطبقة السياسية بأكملها احتجاجاً على الفساد وعجزها عن حل الأزمات التي تمرّ بها البلاد، وخصوصاً الاقتصادية.
ومن المهم الإشارة إلى أن الحراك اتسم بالسلمية، إلا أن الأيام الأخيرة شهدت توترات بين قوات الأمن والمتظاهرين الذين يقطعون طرقاً رئيسية في العاصمة وخارجها، في محاولة منهم لتكثيف الضغط على السلطة لتنفيذ مطلبهم باستقالة الحكومة أولاً، علماً أن محاولات الجيش فتح الطرق باءت بالفشل.
بالتوازي، عمل الجيش اللبناني والقوى الأمنية على فتح الطرقات المقطوعة من المتظاهرين في العديد من المناطق اللبنانية، حيث أعاد فتح العديد من الطرقات عند أطراف العاصمة ومداخلها وسط دعوات إلى مواصلة التظاهر ولا سيما في وسط بيروت.
وفي منطقة البداوي شمال لبنان أصيب أمس الأول عدد من عناصر الجيش اللبناني والمتظاهرين خلال محاولة الجيش فضّ إشكال بين معتصمين قطعوا الطريق ومواطنين حاولوا المرور بسياراتهم.
قيادة الجيش قالت في بيان لها: إنه لدى تدخّل قوة من الجيش لفض الإشكال تعرضت للرشق بالحجارة وللرمي بالمفرقعات النارية الكبيرة، ما أوقع 5 إصابات في صفوف عناصرها، عندها عمدت إلى إطلاق قنابل مسيلة للدموع لتفريق المواطنين، واضطرّت لاحقاً بسبب تطوّر الإشكال إلى إطلاق النار في الهواء والرصاص المطاطي، حيث أُصيب عدد من المواطنين بجروح.
من جانبهم، أعلن عدد من المتقاعدين العسكريين المشاركين في الاعتصام في ساحة الشهداء وسط العاصمة اللبنانية عن فك خيمة الاعتصام الخاصة بهم تمهيداً لمغادرتهم الساحة، واعتبر المتقاعدون العسكريون أن مشاركتهم كانت لأجل مطالب اجتماعية، ولا يقبلون المشاركة بشتم أحد رجال السياسة أو المطالبة بإسقاط رئيس الجمهورية.
وأعلنت لجنة للإعلام في التيار الوطني الحر أنه سيتم اليوم الإعلان عن إنجاز الخطوات القانونية والنيابية اللازمة لرفع السرية المصرفية عن حسابات وزراء التيار ونوابه، وكان قد أعلن وزير الدفاع الياس بو صعب أنه سيتقدم بطلب لرفع السرية عن حساباته المصرفية وحسابات زوجته وولديه، التزاماً بطلب الرئيس عون من جميع الوزراء رفع السرية عن حساباتهم.
وفي أحدث المواقف من الوضع في لبنان، دعا بابا الفاتيكان البابا فرنسيس إلى الحوار لإيجاد حلول عادلة للأوضاع في لبنان، وقال: أحث “الجميع على البحث عن حلول عادلة من خلال الحوار”.