دراساتصحيفة البعث

هل قتل البغدادي حقاً؟

ترجمة: هيفاء علي

عن موقع أوي فرانسيه 29/10/2019

أعلن دونالد ترامب يوم الأحد الماضي مقتل زعيم “داعش” أبو بكر البغدادي خلال عملية عسكرية أمريكية في شمال غرب سورية، وسرعان ما انكب المراقبون على تحليل الواقعة و طرح التساؤلات وعلامات الاستفهام حول التوقيت والأهداف، فما الذي يكمن وراء قيام إدارة ترامب بتصفيته في هذا الوقت  بينما غض الطرف عنه على مدى خمسة أعوام؟  وهل نحن على يقين من أن أمير تنظيم “داعش” قد مات حقاً وأنه تم بالفعل الإعلان عن وفاته عدة مرات منذ عام 2014؟.

هذه المرة، الرئيس الأمريكي بنفسه يعلن مقتله ويقدم سرداً مفصلاً للعملية العسكرية التي تمت فيها محاصرة  زعيم “داعش” من قبل القوات الأمريكية بالقرب من قرية باريشا ، على بعد بضعة كيلومترات من الحدود التركية. جمعت وكالة فرانس برس أيضاً معلومات عن الغارة الأمريكية، و قالت: إن ثماني طائرات هليكوبتر استهدفت بغارة جوية بعد منتصف الليل منزلاً وسيارة ، وأبلغ عن مقتل تسعة أشخاص على الأقل ، بينهم امرأتان وطفل، فيما أشار أحد السكان إلى أنه قصد المنطقة المستهدفة في وقت مبكر من صباح الأحد، فشاهد منزلاً منهاراً وخياماً وسيارة مدنية مدمرة بداخلها قتيلان، وأضاف: إن العملية استمرت حتى الساعة الثالثة والنصف صباحاً.

وقال مصدر في المخابرات العراقية لوكالة فرانس برس: إن الخدمة كانت تراقب تحركات البغدادي في سورية وتمكنت أخيراً من تحديد مكانه من خلال مكالمة هاتفية من إحدى زوجاته، وأضاف مسؤول عراقي آخر: إن المخابرات العراقية قد استغلت أيضاً المعلومات التي تم الحصول عليها من امرأتين محتجزتين في البلاد ، واحدة من زوجات الأمير وزوجة أحد المقربين منه.

والسؤال الآن من سيخلفه لو كان مات حقاً؟ واقع الأمر المرشح الأقوى ليحل محله هو المدعو عبد الله قرداش ، ولقبه حرب أبو عمر، أحد معارف البغدادي القدامى.

تم اعتقاله عام 2003 في معسكر بوكا، وهو سجن أمريكي سابق في شمال العراق على الحدود مع الكويت مباشرة بعد الغزو الأمريكي للعراق.

وتقول المعطيات: إن قردش سيتولى قيادة “داعش”  وليس أنه سيكون “خليفة” كونه من سليلة عربية ما يجعله مؤهلاً للحصول على وضع “الخليفة”. فيما أكد دونالد ترامب أن الخلفاء معروفون و هم في عدسة الكاميرات الأمريكية. والسؤال الأهم هنا هل نهاية البغدادي تعني نهاية “داعش”؟

يشكل مقتل أبو بكر البغدادي ضربة لـ “داعش”،  لكن التنظيم توقع اختفاء زعيمه، وبالنسبة لجان بيير فيليو، الأستاذ في قسم العلوم في باريس،  فإن موت البغدادي “يمثل ضربة قاصمة” لتنظيمه  لكنه “ليس مؤكداً” ، كما قال لوكالة فرانس برس ” مثل هذه الخسارة الرمزية تؤثر بشكل أساسي على الاتجاه التشغيلي لـ “داعش” الذي تم احتجازه لفترة طويلة في أيدي محترفين متمرسين. بهذا المعنى قد يكون لاختفائه تأثير أقل على المدى الطويل من تأثير القضاء على أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة.

لكن ما هي عواقب موته في المنطقة؟ يشير قائد من” قسد” إلى احتمال قيام الخلايا النائمة بالانتقام للبغدادي وأنهم يتوقعون كل شيء ، بما في ذلك الهجمات على السجون “التي تديرها مجموعات قسد” والتي تضم الآلاف من عناصر “داعش” من جنسيات عربية وأجنبية، ويتوقع محللون أن هناك صفقة عقدها ترامب مع التركي أردوغان تقضي بتسليم “قسد” له مقابل تسليم البغدادي للأمريكان.