ثقافةصحيفة البعث

مــــــــازن الخـطـيــــــب.. يكســــــــب الرهـــــــــان متـوجــــــــاً بالحــــــــــــب

كثيرا ما نصادف في الحياة أشخاصا نظن أننا نعرفهم، سواء من خلال إبداعهم، أم من خلال معلومات شخصية نعرفها عنهم من المحيط،، ولكن عندما نلتقي بهم نكتشف في شخصيتهم تفاصيل مكنونة ما إن نقترب منها حتى تبهرنا ويدفعنا فضولنا للاقتراب منها والتعرف على خفاياها، وهذا ما حصل معي في لقائي مع الشاعر مازن الخطيب الذي أخذني في مسارب حوارية أكثر غنى فهو شخص ممتلئ بالحياة، معجون من حزن لا يشبه الأحزان، ومزركش بفرح لا يدرك كما الأفراح، شاعر متميز ذا رؤية متكاملة ومنسجمة، وهذا دليل على صدق تجربته الإنسانية أولاً والشعرية ثانياً .

تقول: “المبدعون/ يمتطون الضوء/ وحدهم على مدارج الموج/ يعلنون/ بدء الينابيع” ماذا عن الينابيع التي شكلت تجربتك؟ وكيف تطورت هذه التجربة؟

لاشك أن الإنسان كائن موجود على الأرض دائماً لديه سؤال من أنا وما الهدف من وجودي، ما هو المطلوب مني ولماذا خلقت، أسئلة وتناقضات متعددة يعيشها الإنسان بين أن يكون طفلاً أو عاشقاً، أو منتجاً، كل هذه القضايا يريدها في وقت واحد، وبتصوري هذا الوقت هو الوقت الجميل والمناسب للشعر، بمعنى أنه وقت التناقض ووقت البحث عن الذات يظهر  الشعر، وخاصة في هذا الضياع، وبتصوري المسبب الأول للشعر هو ضياع البوصلة، فهذا الضياع يجعل المرء يلجأ إلى تفريغ ما يحمله من وجوده فيطلع الشعر، الذي هو بتصوري ليس حالة رفاهية، بالعكس يصبح الميسورون  كتاباً أو شعراء بقرار والشعر ليس قراراً، بل هو البحث عن الذات الضائعة حصراً.

هوية مختلفة

كيف استطعت أن تكون في شعرك بعيداً عن المألوف، إذ نقرأ لديك شيئاً مختلفاً من حيث الصورة والمعنى واللغة، كيف استطعت أن تحقق هويتك المغايرة لهوية الآخرين الشعرية؟

السبب ببساطة هو الصدق مع الذات، فأنا إحساسي بالكلمة أو بأي موضوع خاص بحياتي، سواء في العمل أو القراءة أو البحث عن الوجود، هذا كله يجب أن أقدمه بصدق نابع من الروح، فأنا ألحق روحي أكثر مما ألحق عقلي، ومن الطبيعي أن تكون الروح مختلفة عن الأرواح التقليدية التي تبحث عن رسم شكل من أشكال الحياة، وهكذا يكون الشعر بشكل عام مشابهاً لبعضه بشكل من الأشكال، لأن الإنسان الذي يقلد الآخر روحه لا تشتغل، والجديد الذي لدي سببه سعيي لاحترام روحي وربما المفردة تختلف، وكثير من العادات والتقاليد والأعراف والواجبات الاجتماعية التي تربينا عليها هي عبارة عن ثقافة تحمل من الصواب الكثير، فيها الحب ببراءة بين الأهل، لكنه متعب لاينتج مبدعاً، فالمبدع عليه أن يخلق ينابيعه، وإلا لا يمكن أن يصبح مختلفاً، والاختلاف ليس بقصد، بل مجرد أن تحترم روحك أنت ابتعدت عن المحيط الذي ربما يكون أفضل منك، هذا الابتعاد يشكل مفردة جديدة ولغة جديدة على المحيط، وأنا من الناس الذين منذ وعيت الحياة وعيت على الحب وتربيت عليه، وربما البيئة هي السبب، إضافة إلى كل ذلك هذا الحب لم يعجبني ولا يشبهني، توقعت الحب في مكان آخر، وحتى الآن لازلت أبحث عن ينابيعه ولا أعرف أين هو، هناك جهل دائم للحب.

ضمن هذا الإطار وحديثك عن المبدعين، إلى أي مدى يمكن أن ينطبق على من يقدمون أنفسهم الآن مبدعين، إلى أي مدى هم موجودون وكم حققوا من الحضور؟

ربما أدباء الستينيات حتى السبعينيات حققوا حضورهم قليلاً، احترموا أنفسهم وحاولوا أن يقدموا روحاً مختلفة عن السائد، أنا أرى في سورية تفردوا قليلاً بسبب بحثهم عن حقيقة أخرى، أما أجيالنا نحن في الثمانينيات والتسعينيات ومابعد بصراحة ما يقدمون مازال في محاولة الكتابة، أنا الآن لا أرى شعراً في سورية، وأنا أول شخص لست شاعراً، بل أبحث لأن أكون شاعراً، أنا أكتب الشعر منذ ثلاثين عاماً، وحتى هذه اللحظة أسأل نفسي أين الشعر، لأن الشعر ليس حالة امتلاك وصلنا إليها وتوقفنا، هي حالة بحث دائم، ففي سورية الآن هناك حالة بحث دائم، ربما هذا الشيء مخاض كبير يمكن أن يعطينا شعراً واضحاً فيما بعد، لكن الآن ما يقدم كشعر كله محاولات شعرية مع احترامي لكل الأسماء.

تقول: “ياأيها الكل العارف/ لن أسأل/أحداً منكم عن الشمس.. أشباهي/ الذين نحتوا وهماً جميلاً/ ما زالوا يصدقون/ أن الوطن للجميع” كيف تتعاطى مع الحلم وماذا حققت منه، بمعنى آخر إلى أي مدى يتطابق حلمك مع واقعك الذي تعيشه؟ وإلى مدى استطعت أن تتصالح مع هذا الحلم من خلال ما تعيش وتكتب؟

الحلم أهم عوامل الكتابة رغم أنه واقع غير موجود، وأنا كشاعر اشتغلت موظفاً وعاشقاً ومتزوجاً، لكن حتى هذه اللحظة لم يفارقني الحلم لحظة واحدة، وهذا الشيء يتعبني لأن الواقع لا يعترف بالحلم، ومع ذلك لازلت مصراً على الحلم، فمعه أقل ما يمكن أكون مرحوماً من الآخرين.

الإنسان..الحياة.. الموت

أيضاً تقول: “أيها الموت/ كن جريئاً/ لاتأت كي تتشفى/ إن كان لابد من قدومك/ تعال أنيقاً/ واضحاً/ يوم الجمعة/ العاشرة صباحاً/ والناس نيام” .. هل تسترحم الموت بكلامك هذا ومامفهومك للحياة والموت، كيف ترى هاتين المفردتين اللتين كل واحدة منهما تؤدي للأخرى؟

الحياة هي موت مؤجل، ومن هنا هي رفيقة الموت كواقع، ولابد من الاعتراف بأن هناك موتاً سريرياً، موتاً جسدياً، لكن أنا لا أسترحمه بل اعتبره صديقاً والصديق لا تطلب منه الرحمة، يُطلب منه التفهم، هو كصديق يعيش معي فعلاً، فكصديق ليأتي لطيفاً، وكما يعرفني، فأنا طوال عمري أنيق وحالم فليأتني الموت بهذه الطريقة.

مما نقرأ في “الرهان من يأتي ثالثاً”: “كلما فتشت عن الإنسان دخت من البكاء.. كل الكائنات تنعم بالانقراض إلا الإنسان؟ هل تعني بكلامك أنك فقدت إيمانك بالإنسان كقيمة، أم أنه لازال لديك أمل؟

بالتأكيد لابد من الأمل، هي حالة انفعالية لكن لابد من وجود الإنسان، فهو القيمة الحقيقية للكون، ووجوده وعدم وجوده يتعلق بقيمته الأخلاقية، ماذا يمكن أن يقدم، فإذا كان بعيداً عن الأخلاقيات يجب أن ينقرض، وهذا مطلب مشروع، عندما لايكون يشبه جماله فلينقرض، وللأسف هؤلاء الذين لايشبهون جمالهم هم أكثر من يقاومون الانقراض، أما نحن الحالمون الأخلاقيون إلى حد ما، الذين نسعى لوطن جميل يشبه الأوطان الراقية، أنا سافرت ورأيت أناساً راقيين يطبقون القانون، فإذا كنا نرفض تطبيق القانون فلننقرض فعلاً.

الأسئلة ودور القصيدة

المرأة حاضرة بكل بهائها في شعرك إذ تخاطبها: “ياامرأة بلغت سن القرنفل/ يا امرأة استوطن السوسن مجرى ريحانها/ ذوبي ألقاً/ على عشبة/ يكلل تاجك/ بالبرق الرحيم”. الأنثى في نتاجك هل تشابهت مع الأنثى في الواقع؟ وهل أنت تتحدث عن الأنثى المعرفة أم الأنثى بالمطلق التي تجمع الواقع والحلم؟

أنا عاصرت نوعين من الأنثى هما: الأنثى المعرفة التي هي الطيبة، العطاء، وأنثى المعرفة التي تزهر الأرض حين تمشي، هذا رأيي، والاثنتان موجودتان في حياتي، أنثى العطاء وأنثى الزهر، هما واقعاً وليس حلماً.

أيضاً تطرح في شعرك الكثير من الأسئلة، بعد هذه التجربة هل تناقصت أسئلتك أم زادت؟ أم تشعر باللاجدوى؟

بصراحة السؤال لا ينتهي، السؤال ولّد أكثر من سؤال، وكلما كبرنا كنا بانتظار جواب، لكن للأسف يخلق سؤالاً آخر، وأنا لا أتمنى أن يكون الإنسان عبارة عن سؤال، دائماً هناك بحث، وما دام هناك بحث عن الإنسان هناك سؤال لنصل إلى إنسان نحلم به جميعاً، بمعنى أنه دائماً هناك حلم، والسؤال نهايته هو الإنسان، لايوجد كون آخر غير الإنسان، هذا رأيي، هو الذي يدخل في العتم لوحده، وهو الذي يخرج إلى النور لوحده، وهو النور والظلام، لذلك السؤال سيبقى طالما الكائن حي.

كذلك هناك من يرى في الشاعر نبياً يؤمن أن الشعر حالة خلاص، أو قادر على تغيير التاريخ وتخليص البشرية من هزائمها، إلى أي مدى تقتنع بهذا الكلام؟ وما مدى إيمانك بدور القصيدة في زمن الثقافة فيه ليست ببهائها المنتظر؟

الشاعر ليس نبياً، هو فقط يملك بالجينات حساسية أعلى من محيطه، هذه الحساسية إيجابية، فبقدر ما يثقف نفسه بقدر ما يخدم الإنسان ويصبح شاعراً جميلاً، هذا هو الشعر. أما إذا لم توظف هذه الموهبة الشعرية باتجاه الصدق، فأي موهوب سواء كان شاعراً أم روائياً أم قاصاً أم فناناً ليس صادقاً، موهبته لن تكون مكتملة ولن يؤدي دور لا نبي ولا أي شيء آخر.

حضور التراث

في مقدمته لديوانك الأول ختمها الشاعر عماد جنيدي بالقول: “هذه المجموعة رائدة على المستوى الحداثوي للشعر، فتحت المزيد من الآفاق والمجاهيل عبر لغة شفافة ورصينة مغسولة من التراث حتى العراء” مع أنني أرى أنك تتكئ على التراث في كثير من مفرداتك، إلى أي مدى تتوافق مع الشاعر جنيدي في رؤيته حول التراث؟

لاشك عماد شاعر كبير وموهبة أعطت نتاجاً لكنه لم يطبع، كان إنساناً متمرداً على الحياة، وهو بكل ما يملك من فوضى وجمال وحب كان شاعراً جميلاً، وكان يحلم أن تستمر مسيرة تمرده بي، وهذا الحلم حاول أن يؤكد عليه بهذه الكتابة. أما أنا- مازن الخطيب فحقيقة أتقاطع مع عماد بأشياء كثيرة، أؤمن بالعراء والخصوبة، أما التراث فنحن لا نستطيع إلغاءه، لا أنا ولا هو نستطيع أن نخرج منه، هذا نتاج لا يقل عن ألفي عام، فالعرب موجودين كلغة منذ 1600 سنة، وقبل ذلك كانت لهجات، ولا يستطيع أي شاعر أن يتخلى عن إرثه وتاريخه وثقافته وتراثه، لكننا نسعى لتشذيب هذه الثقافة لأن فيها الكثير من الأخطاء يجب أن نصوبها، -ونحن حتى لا نجلد ذاتنا- من الشعوب التي لديها أخطاء وعندما نكون مصرين كأمة على تمجيد ثقافتنا دون الرجوع إلى بعض أخطائها، فأنا مع عماد بأن نعمل شيئاً جديداً.

مما يقوله عماد أيضاً أن المجموعة مبرأة من التخبط المعرفي وبعيدة عن مؤثرات الآخرين، وفيها احتفاء هائل بالحب والمرأة وبالوجود، بمفردات البراري العذراء؟ هل يمكن اعتبار اللغة التي تكتب بها هي التكنيك الذي يجعل القارئ متجدداً دائماً؟

لغتي فيها تكنيك وقد حاولت أن تكون بعيدة عن التأثر بشعراء سابقين، هذه حقيقة لأنني عندما كتبتها استغرقت زمنياً عشر سنوات، علماً أنها بالكتابات الجديدة لاتأتي أكثر من ست صفحات، وقد أخذت معي 13 سنة لأنني حاولت أن أكون حالماً، فكتبتها بكل صدق بعيداً عن أي احترام لأي شيء آخر، لا لأبوة، لأن أبي يؤمن بالمتنبي فقط، وأمي تحب العتابا، المحيط كله كان يتراوح اهتمامه بين المتنبي والعتابا، وأنا بصراحة أرى المتنبي والعتابا حالة جميلة في تاريخنا، لكنها لا تكفي، لابد من أن يكون لنا بصمة كجيل، فحاولت أن أكون أنا، ماذا رأيت بهذه الحياة وكيف رأيتها، فكنتها فعلاً بكل بساطة وبعيداً عن التصفيق، باختصار أنا كتبت روحي تماماً.

معرفة مغايرة

تعقيباً على الكلام الذي قلته إلى أي مدى استطعت أن تتحدى هذا العتم أو أن تفرض معرفة مغايرة للمألوف؟ وإلى أي مدى نجحت بذلك؟

إلى حد ما نجحت، أقل ما يمكن المحيط من أصدقاء أو من أجيال أكبر أو أصغر وجدت  ترحيباً جيد جداً، وتناقلوا المجموعة بين بعضهم بعيداً عن أي بروتوكول ثقافي، وهذا كان نوعاً من التحدي أنني لا أريد أن أطبع بموافقات وتكنيك ودار نشر أبداً، لم يكن يعنيني بأي دار نشر طبعت، لاتعنيني دور النشر ولا اتحاد الكتاب، ولا أي مسؤول عن الأدب، لا أؤمن بمسؤولية الأدب.

اعتمدت عنوانا رئيسياً بنصوص حملت أرقاماً على مدى المجموعتين، لكن ديوانك الثاني كان أوضح، هناك نصوص لها ملامح مستقلة أكثر ممكن قراءتها بدون عنوان أكثر من الديوان الأول، ما سبب اعتمادك هذه الخطوة؟

لا أؤمن بإعطاء النص عنواناً، أحب أن يختار القارئ عناوينه كما يريد، أنا لا أستطيع أن أكتب نصاً يأخذ مني يومين أو ثلاثة، لأقولبه أو أحجمه بعنوان، لا أستطيع وضع عنوان لمقطع شعري أبداً، لأن المقطع الشعري حر بذاته عندما أُلف لم يُألف معه العنوان، لم أضع عنواناً وقلت سأكتب بما يتناسب مع هذا العنوان أبداً.

وكيف يخطر ببالك العنوان وما سبب اختيارك لهذه العناوين الصدامية والمدهشة؟

كوني لا أؤمن بوضع عنوان لكل مقطع، فلابد من أن تكون المجموعة بعنوان يعبر عنها ويؤدي الغرض ويكون مدهشاً، تعبت كثيراً على العناوين، المجموعة قد تستغرق معي سنتين أو ثلاث، لكن العنوان قد يأخذ أربعة أشهر أشاور أصدقائي المختلفين وآخذ رأيهم بالعنوان.

والقارئ، إلى أي مدى هو شريكك بهذا الإبداع يمكن أن يعيد صياغة أخرى من خلال القراءة، وإلى أي مدى كانطباعات تقاطعت دلالات القارئ مع دلالات ما ترمي إليه من كتابتك؟

إلى حد ما هناك بعض التقاطعات مع القارئ، ولو أنها قليلة، عندما يوجد هذا الحر والبعيد عن النمطية والتأثر بالآخرين فإنه يعجب بشعري، أما كل من له ميول درويشية أو أدونيسية، أو متنبية أو غيرهم لا ألتقي معه أبداً، مع احترامي لمن ذكرت من الشعراء، أنا أحب أن التقي مع القارئ الحر الجميل الذي يعتز بحريته وثقافته، وهؤلاء ألتقي بهم كثيراً.

على ذكر النقاد الذين استشرتهم بعناوينك إلى أي مدى كان النقد حاضراً في تجربتك أم أنك ترى أنها ظلمت نقديا؟

لأكن صريحاً معك لايوجد نقد حقيقي، هناك محبون لا يعطون الحقيقة لأنهم يحبونك فيضيؤون على الشيء الجيد بتجربتك، وإذا ما أعجبهم لا يقولون لك لم يعجبنا، أنا مع هذا النقد وقد أرضاني رغم أنهم مختلفون كل في اتجاه، لكن بشكل عام شعرت بقيمة ما تحدثوا وشعرت أنهم قرؤوني بشكل جيد ورأيته بكتاباتهم، لم أر مجاملة، أما النقد الحقيقي فهناك أكاديميات للنقد هي ابعد من الموضوع الشخصي، ونحن في سورية نفتقد لها وأتمنى على مبدأ ماهو معتمد في فرنسا، كندا، أمريكا، أن يخضع الكتاب فعلا لنقد حقيقي ومن خلاله يطبع أو لا يطبع، لأنهم بذلك يخدمون بلدهم، أتمنى أن يكون لدينا مؤسسة نقدية، ليس بمعنى الوظيفة، إنما من النخبة المتعارف عليها أخلاقياً أولاً، وإنسانياً ثانياً، وثقافياً ثالثاً، يحبون سورية وهدفهم سام، وليس بالضرورة أن يكونوا من أصحاب الشهادات أو المناصب، يأتي إليهم الكتاب فإن حصل على الموافقة شيء جميل، وإذا لم تتم الموافقة يعيد الكاتب حساباته من خلال وقفته مع ذاته ومع منتجه. نحن يهمنا سورية، فأنا لست متحزباً عروبياً ولا قومياً سورياً، أنا إنسان بسيط جدا، ابن منطقة اسمها سورية زرتها كلها وأحببت شعبها وأفتخر أنني انتمي إليها، رأيت فيها أشياء جميلة بالطبيعة والإنسان، كل منطقة لديها ما يميزها ويجعلها تكمل المنطقة الأخرى، السوري جميل فعلاً.

وحالة التناغم التي نقرأها بين غلاف المجموعة ومقدمة الفنان ياسر حمود وبين نصوصك، كيف تقرأ هذه الحالة؟

ياسر صديق وفنان معروف يتمتع بحس إنساني جميل، صداقتنا ثقافية وجدانية أخلاقية، وطبيعي أن يقدم شخصاً كياسر حمود شيئاً ينسجم مع شعري، فعلاقتنا عمرها عشرون عاما، وهو رسام بارع وأشكره أنه وصل إلى تناغم كبير مع شعري في لوحة الغلاف والمقدمة التي كتبها.

  •  حاورته: سلوى عباس