صحيفة البعثمحليات

التوسع في زراعة النباتات الطبية و العطرية أولوية “تنموية”

اللاذقية – مروان حويجة
يعيد التحدي الحقيقي الذي يواجه غطاءنا النباتي الأخضر وبالأخص الحراجي من مخاطر عدة ولاسيما الحرائق والتعدّيات بأشكالها المختلفة التي تطال مساحات منه سنوياً لأسباب عدة،-أغلبها بات معروفاً- إلى واجهة الأهمية و الاهتمام، وضرورة دعم برامج تأهيل وتنمية هذا الغطاء وفق الجدوى البيئية والإنتاجية والاقتصادية، وهنا يمكن الحديث عن النباتات الطبية والعطرية التي يتم التأكيد المستمر على قيمتها وأهميتها وجدواها بعد سنوات قليلة من إطلاق مشروعات التوسع بمساحاتها و أصنافها في محافظة اللاذقية، وتدفق منتجاتها إلى المنافذ التسويقية.
وفي هذا السياق يوضح مدير زراعة اللاذقية المهندس منذر خيربك أهمية التوسع في مشروعات زراعة النباتات الطبية والعطرية في ضوء قيمتها وجدواها المتكاملة، مشيراً إلى أنه من بين أهم المنتجات غير الخشبية المستخلصة من الغابات هي النباتات الطبية والعطرية، وهذه النباتات موجودة بشكل طبيعي في غاباتنا، ويمكن العمل على التوسع بنشر زراعتها ضمن المشاريع الأسرية في مناطق الهضاب ذات الحيازات الصغيرة والمناطق محدودة موارد التربة والمياه؛ كون هذه النباتات من الأنواع والأصناف المحلية البرّية والمتأقلمة والمرنة ولاسيما أنها نباتات يتزايد الطلب المحلي والعالمي عليها وبالأخص النباتات الطبيّة الخام والمستخلصات. و بيّن خيربك أنّه تمّ حصر أكثر من 600 نوع من النباتات الطبية والعطرية من خلال لجنة علمية مشتركة من مديرية زراعة اللاذقية وهيئة البحوث العلمية الزراعية وجامعة تشرين، حيث تشكّل هذه النباتات الطبية و العطرية ثروة سياحية، إضافة إلى كونها المادة الأولية لكثير من الصناعات الدوائية والعطرية وغيرها.
وبيّن خيربك أنّه تم تصدير كميات من هذه الأنواع النباتية إلى دول العالم، ومن هذه الأنواع ورق الغار 4197 طناً وحبة البركة 7979 واليانسون 5880 طناً وكمية 17311 طناً من الكمّون الحب وورق زعتر 360 طناً و152 طناً من نبات السمّاق و440 طناً من العرقسوس وتصدير كمية 2172 طناً من نبات القبار، وغيرها من هذه النباتات الهامة غذائياً وصحياً وإنتاجياً واقتصادياً.
وذكر المهندس باسم دوبا رئيس قسم الحراج والغابات في مديرية الزراعة أنّ خطة العمل الجاري تنفيذها تشمل تحديد الأنواع النباتية الأكثر أهمية وجدوى، وتحديد واعتماد الأعمال الفنية والبحثية بالتوازي مع إقامة مشتل متخصص بإنتاج النباتات الطبيّة والعطرية في قرية بسّين بالقرداحة، ويشمل أصناف: الزعتر بنوعيه والميرمية والخزامى وإكليل الجبل والمردقوش، وزراعة حقل أمهات للأنواع السابقة الذكر في مشتل حراج الهنادي للحصول على البذور والعقل اللازمة لإنتاج الشتول من النباتات الطبية والعطرية في مشتل بسّين.
ويعتبر هذا الحقل النوعي حقلاً إرشادياً وعلمياً وبحثياً، وهو جزء مهم في تفعيل مشروع النباتات الطبيّة والعطرية لدعم التوسع في هذه الزراعة النوعية، وإنشاء حديقة نباتية في موقع بلوران، وتنفيذ الخارطة الخاصة به لتحقيق القيمة المضافة للموارد الزراعية، واستثمارها بالشكل الأمثل.