أخبارصحيفة البعث

استمرار التظاهرات في العراق.. والجيش يدعو للحفاظ على السلمية

قطع المحتجون العراقيون طرقاً عدة  في بغداد، وتجمّعوا في ساحة التحرير، في وقتٍ تجمهر فيه المتظاهرون في البصرة على طريق حقل مجنون النفطي وحقل السيبة الغازي وميناء أبو فلوس، وثبّتوا خيماً للاعتصام، فيما خرجت تظاهرات في الديوانية وواسط وكربلاء.
هذا وأحبطت الأجهزة الأمنية العراقية مخططاً إرهابياً لتنفيذ هجمات بالتزامن مع التظاهرات التي تشهدها البلاد، وأعلنت خلية الإعلام الأمني في بيان أن قوة من قيادة العمليات الخاصة ألقت القبض على الإرهابي المدعو “أبو هارون” بعد نصب كمين محكم له جنوبي بغداد، وأنه بعد التحقيق معه عثر على أكياس تحوي أسلحة ومخازن ومعدات تفجير وأجهزة اتصال، كانت معدة لتنفيذ عمليات إرهابية بالتزامن مع التظاهرات.
في الأثناء، دعا قائد عمليات بغداد في الجيش العراقي الفريق الركن قيس المحمداوي المتظاهرين إلى الحفاظ على سلمية التظاهر والتعاون مع القوات الأمنية خلال الاحتجاجات التي تشهدها بعض المدن العراقية.
وأضاف في بيان: إن مهمة القوات الأمنية حماية المتظاهرين، مؤكداً أهمية الحفاظ على سلمية التظاهر، وعدم الاقتراب من الحواجز الأمنية، وأن يكون التظاهر في المكان المخصص، والتعاون مع القوات الأمنية من خلال الإخبار عن المندسين والمخربين الذين يسعون إلى حرف التظاهرات عن مسيرتها السلمية، مبيناً أنه تم تخفيف حظر التجوال ليتمكن العراقيون من العودة إلى منازلهم، وواعداً بأن يتم رفع حظر التجوال خلال الأيام المقبلة.
وبالتوازي، عقد رئيس الوزراء عادل عبد المهدي اجتماعاً للقادة الأمنيين بحضور وزير الداخلية، جرى خلاله التأكيد على أداء الأجهزة الأمنية لمهماتها بحفظ الأمن والاستقرار وحماية المتظاهرين السلميين والممتلكات العامة والخاصة والمنشآت الحيوية.
وقال عبد المهدي: إن الشعب العراقي عبّر عن رأيه بوضوح في نظامه السياسي والانتخابي وفي أداء الحكومة والاصلاحات المطلوبة، وأضاف في بيانٍ بعد مرور شهر على التظاهرات في العراق: إن التظاهرات السلمية لم يعكر صفوها إلا استمرار وقوع الضحايا من المتظاهرين، مشيراً إلى أنه تمّ تكليف لجنة للتحقيق في أنواع المعدات المستخدمة لدى القوات الأمنية عند دفاعها عن مواقعها، ولفت إلى التعليمات ما زالت مشددة لقوى الأمن بعدم استخدام الرصاص الحي أو أي أسلحة قاتلة.
وفي وقت رأى عبد المهدي أن التظاهرات هزّت المنظومة السياسية ودفعت السلطات الثلاث لمراجعة مواقفها، إلا أنه اعتبر أنه آن الأوان أن تعود الحياة لطبيعتها وتفتح جميع الأسواق والمصالح والمعامل والمدارس والجامعات أبوابها، كما رأى أن التظاهرات للتعبير عن الرأي من دون التأثير على الحياة والمصالح العامة والخاصة، مشدداً أن أمرها متروك للمتظاهرين، وأضاف: لقد قلّصنا ساعات حظر التجوال لكن الأهم هو عودة الحياة الطبيعية مع الحرص على حماية حقوق المواطنين، ولفت إلى أن تهديد المصالح النفطية وقطع البعض الطرق عن موانئ العراق يتسبب بخسائر كبيرة تتجاوز المليارات.
وغداة دعوة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بغداد إلى الاستماع لمطالب المتظاهرين، دعت الخارجية العراقية جميع الأطراف الخارجية إلى احترام السيادة وعدم التدخّل في الشأن العراقي، وأكّدت احترام إرادة العراقيين في المطالبة بحقوقهم التي يكفلها الدستور.
في حين أعلن رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي أن المجلس سيعمل على إجراء تعديلات دستورية بالشراكة مع ممثلين عن المتظاهرين.
كما بحث الرئيس العراقي برهم صالح تطورات الأوضاع في العراق مع رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، وناقشا الإجراءات التي من شأنها أن تسهم بتلبية مطالب المتظاهرين، وأكدا ضرورة الحفاظ على سلمية التظاهرات، وعدم الإخلال بالأمن، وعدم الاستمرار في شل مؤسسات الدولة، وشددا على ضرورة الإسراع في تنفيذ حزمة الإصلاحات التي أعلنتها الحكومة.
وحذّر وزير التجارة العراقي محمد هاشم العاني من أن إغلاق متظاهرين للموانئ الجنوبية سيؤثّر سلباً في انسيابية دخول المواد الغذائية إلى مخازن الوزارة، وقال في بيان: إن بواخر محمّلة بالأرز والمواد الغذائية لمصلحة وزارة التجارة تأخّر إفراغ حمولتها بسبب إغلاق الموانئ، ما يكلّف العراق أموالاً طائلة، ويخلّ بمواعيد عمليات الشحن والتفريغ.