الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

الجيش يعزّز انتشاره على محور يمتد 60 كيلومتراً.. ومسيرات ترحيب في ناحية أبو راسين

 

في إطار مهامها لمواجهة العدوان التركي، ووسط ترحيب الأهالي، عزّزت وحدات الجيش العربي السوري، أمس، نقاط انتشارها وتمركزها في الريف الشمالي الشرقي لمحافظة الحسكة، حيث قامت بنشر وحدات معزّزة بريف تل تمر الشمالي الشرقي، في الوقت الذي التقت فيه القوات المتقدّمة من محور الرقة مع القوات المتمركزة بريف الحسكة الغربي. وركّز الجيش وجوده على محور يمتد 60 كيلومتراً بدءاً من قرية الأغيبش غرب بلدة تل تمر وصولاً إلى قرية الواسطة جنوب منطقة صوامع عالية، وفرض طوقاً يمتد من الجهة الغربية وصولاً إلى الجهة الشمالية الشرقية بريف البلدة لتأمين المنطقة وصدّ أي عدوان تركي محتمل.
يأتي ذلك فيما قتل أحد أعضاء فريق “فري بورما رينجرز الطبي الأمريكي”، وهو من تايلاند، بعدوان تركي على قرية الرشيدية في ريف تل تمر، فيما كشف مركز دراسات أن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان كان على علاقة قوية مع متزعم تنظيم “داعش” الإرهابي أبو بكر البغدادي حتى مقتله.
وفي التفاصيل، ووسط ترحيب الأهالي، عزّزت وحدات الجيش العربي السوري انتشارها في القرى والبلدات من تل تمر إلى ناحية أبو راسين في ريف رأس العين الجنوبي الشرقي وعلى طريق الدرباسية-رأس العين بريف الحسكة الشمالي الشرقي باتجاه الحدود السورية التركية.
والتقت وحدات الجيش، المعزّزة بالآليات والعربات، المتقدّمة من محور الرقة مع الوحدات المتمركّزة في الريف الغربي لمحافظة الحسكة، فيما دخلت تعزيزات للجيش العربي السوري إلى بلدة أبو راسين بريف تل تمر الشمالي الشرقي، بالتوازي مع توجّه وحدات أخرى شمالاً لاستكمال الانتشار باتجاه الحدود السورية التركية.
وتتمّ عمليات انتشار الجيش وسط ترحيب الأهالي، حيث تجمع أهالي بلدة ابو راسين للترحيب بالجيش، ورفعوا الأعلام الوطنية، وأطلقوا الهتافات والأهازيج المرحبة بوحدات الجيش، التي عزّزت انتشارها في البلدة والقرى المحيطة بريف رأس العين الجنوبي الشرقي وعلى طريق الدرباسية-رأس العين بريف الحسكة الشمالي الشرقي باتجاه الحدود السورية التركية.
وفي إطار استمرار العدوان التركي على الأراضي السورية، أدخلت قوات الاحتلال التركي أدخلت تعزيزات عسكرية إلى الأراضي السورية من محور قريتي جان تمر والمطلة بريف رأس العين وتقيم تحصينات في المناطق التي احتلتها.
وكانت وحدات الجيش العربي السوري انتشرت خلال الفترة الماضية على الحدود السورية التركية بريف الحسكة الشمالي من ريف رأس العين الشرقي غربا وصولاً إلى القامشلي شرقاً، وثبتت نقاطها على محور يمتد بنحو 90 كم، وذلك في إطار مهامها الوطنية لمواجهة العدوان التركي ومرتزقته، وحماية الأهالي.
بالتوازي، تواصل الجهات الإغاثية العاملة في محافظة الحسكة جهودها المكثّفة لاستيعاب الضغط الناتج عن موجات النزوح جراء العدوان التركي ومرتزقته من المجموعات الإرهابية، لاسيما في أرياف رأس العين وأبو راسين وتل تمر، والتي بلغ عددها 21.274 ألف أسرة، عدد أفرادها نحو 100 ألف مواطن، حيث تمّ تجهيز 65 مركز إيواء مزودة بالخدمات الحياتية الأساسية ليتمّ استقبال المهجرين فيها، فيما عملت الجمعيات الخيرية على توزيع المساعدات المختلفة لهذه الأسر، كالسلال الغذائية والصحية والألبسة الشتوية ولوازم النظافة وعدة مطبخ وخزانات المياه وعبوات مياه الشرب والأغطية والفرشات وكراسي الإعاقة.
يأتي ذلك فيما ذكر مصدر في الجهات المختصة أن وحدة من “الجهات المختصة ضبطت خلال استكمال تمشيط المناطق التي حررها الجيش العربي السوري من الإرهاب في المنطقة الجنوبية مستودعاً يحوي كميات كبيرة من الأسلحة المتنوّعة والذخائر والقذائف وأجهزة الاتصال ولوحات سيارات خليجية من مخلفات الإرهابيين”، لافتاً إلى أن كمية المضبوطات ونوعيتها “تدل على حجم الدعم الذي قدمته الدول والأنظمة المعادية للدولة السورية وأبنائها للتنظيمات الإرهابية التي اندحرت أمام بطولات وتضحيات الجيش”، وبيّن أنه من الأسلحة والذخائر المضبوطة “رشاشات ثقيلة ومتوسطة من مختلف العيارات وبنادق آلية وقناصات وقواذف “آر بي جي” وصواريخ كونكورس وفاغوت المضادة للدروع وقذائف مدفعية ودبابات وهاون و”آر بي جي” متنوعة وقنابل يدوية وغيرها”.
واستشهد 4 مدنيين في قرية أم العصافير بريف رأس العين بعبوة ناسفة زرعتها قوات الاحتلال التركي، فيما استشهد مدنيان، وأصيب آخر بجروح جراء انفجار لغم أرضي من مخلّفات الإرهابيين ضمن الأراضي الزراعية في محيط بلدة صوران بريف حماة الشمالي.
وذكر مراسل سانا في حماة أن لغماً أرضياً من مخلّفات الإرهابيين انفجر ضمن الأراضي الزراعية في شمال بلدة صوران، ما تسبّب باستشهاد مدنيين اثنين وإصابة آخر بجروح نقل على أثرها إلى المشفى لتلقي العلاج اللازم.
وتعمد التنظيمات الإرهابية ضمن المناطق التي تسيطر عليها إلى زرع الألغام والعبوات الناسفة ضمن القرى والبلدات والأراضي الزراعية في محاولة منها لإعاقة تقدّم الجيش العربي السوري وغالباً ما تنفجر هذه الألغام بالمدنيين، وتتسبب بارتقاء شهداء وإصابات في صفوف الأهالي.
في الأثناء، كشف مركز الدراسات الاستراتيجية الكردية أن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان كان على علاقة قوية مع متزعم تنظيم “داعش” الإرهابي أبو بكر البغدادي حتى مقتله، وأشار إلى الاتصالات الدائمة بين البغدادي ورئيس جهاز مخابرات هذا النظام هاكان فيدان، موضحاً “أن فيدان ورئيس جهاز العمليات الخاصة في المخابرات العقيد المتقاعد كمال اسكين تان كانا يجريان بتوجيه من أردوغان اتصالات دائمة مع البغدادي، وحتى الأيام الأخيرة من وجوده في قرية باريشا التركمانية القريبة من الحدود التركية”، ولفت إلى الدعم الكبير الذي قدّمه النظام التركي لتنظيم “داعش” الإرهابي منذ بدايات الأزمة في سورية.
ولفتت الدراسة إلى أن الجهاز الأمني الاستخباراتي المرتبط بأردوغان مباشرة، والذي كان على صلة مع البغدادي، مسؤول عن تدريب وتسليح التنظيمات الإرهابية المدعومة من قبل هذا النظا،م وعن تنفيذ عمليات الخطف والاغتيال التي تستهدف من يرى فيهم النظام التركي عائقاً أو خطراً على مخططاته ومشاريعه في سورية.
وكان زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض كمال كليتشدار أوغلو أكد أن أردوغان كان دائماً في خدمة واشنطن في إطار مشروع الشرق الأوسط الكبير، ودعم تنظيم “داعش” ولم يكن يرى فيه تنظيماً إرهابياً، حتى بعد أن قام بأعمال إرهابية في اسطنبول وأنقرة ومدن أخرى سقط نتيجتها العديد من الضحايا الأتراك.
وشدّد كليتشدار أوغلو على أن سياسات أردوغان تجاه سورية والشرق الأوسط عموماً أفلست لأنه لم ينتهج سياسات وطنية، وأضاف: “لقد تدخل أردوغان ومعه أمريكا والسعودية وقطر في سورية بحجة الديمقراطية إلا أنهم دعموا الجماعات الإرهابية التي دمّرت سورية وأجبرت ملايين السوريين على ترك بيوتهم”، مؤكداً أن هذه السياسات أثبتت فشلها تكتيكياً واستراتيجياً، مشيراً إلى أن حل المشاكل بين سورية وتركيا يحتاج لتنسيق وتعاون مباشر مع الدولة السورية بكل مؤسساتها وأجهزتها الشرعية.