الصفحة الاولىصحيفة البعث

الخامنئي: لا تفاوض مع واشنطن وماكرون ساذج أو متواطئ

 

انتقد قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي الخامنئي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمحاولته الترتيب لمحادثات بين واشنطن وطهران، معلناً عن معارضته لأي حوار مع واشنطن، فيما أكد الجيش الإيراني استعداده التام لمواجهة جميع التهديدات المحتملة التي تحدق بإيران.
وقال القائد العام للجيش، اللواء عبدالرحيم موسوي: “إن أحد الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها هي تدريب وحدات متعددة المهارات ومتعدّدة الأغراض، وقادرة على التعامل مختلف التحديات، ومختلف الظروف البرية والجوية والبحرية”، وأشار، خلال تفقّده وحدات الرد السريع والقوات الخاصة التابعة للقوة البرية بالجيش الإيراني، إلى أن طريقة أداء القوة البرية تغيّرت، حيث باتت مستعدة تماماً للتهديدات.
من جهته أكد كبير متحدثي القوات المسلحة الإيرانية العميد أبو الفضل شكارجي بأنه إذا ارتكبت أميركا أي عدوان فإن إيران ستستهدف مصالحها أينما كانت، وسترد على العدوان بأعنف وأقوى رد، وقال: “سنستهدف مصالح أميركا وحلفائها في أي نقطة وفي أي مكان كانت، وقد أثبتت إيران قدرتها على هذا الأمر، وحتى لو لم تشارك دولة ما في حرب محتملة، لكنها تضع أرضها تحت تصرف العدو، فإننا سنعتبر تلك الأرض أرض عدو، وسنتصرف معها كما نتصرف مع العدو”.
وأشار المتحدّث إلى أن طهران أكدت مراراً أنها لم ولن تكون بادئة بأي حرب، ولكن لو ارتكب العدو أي خطأ استراتيجي، فإننا سنرد على ذلك العدوان بأعنف وأقوى رد يجعل العدو نادماً على فعلته وفي نطاق جغرافي لا يتصوّره أعداؤنا، وأضاف: “إن أميركا وبريطانيا أصبحتا اليوم موضع سخرية العالم، وأصبحتا على علم بأنهما في حال ارتكابهما أي خطأ استراتيجي، فإن ساحة العمل والجغرافيا وساحة الحرب سوف لن تكون تحت تصرفهما.
تلك التصريحات أتت بالتوازي مع الإعلان عن مناورات عسكرية إيرانية روسية صينية مشتركة في كانون الثاني القادم، إذ كشف قائد القوة البحرية، الأدميرال حسين خانزادي، عن إجراء مناورة مشتركة بين الدول الثلاث، ستبرهن عن قدرة إيران العسكرية، موضحاً أن إيران دخلت تصنيف الدول التي تطلق صواريخ تحت الماء، من خلال إطلاق أول صاروخ تحت الماء في كانون الثاني الماضي، وأن هذه التقنية العسكرية دخلت خط الإنتاج الواسع.
في الأثناء، أكد خامنئي أن عداء أمريكا للشعب الإيراني لم يتوقّف لحظة، وأنه يعود إلى ما قبل نجاح الثورة والسيطرة على وكر التجسس الأمريكي في السفارة الأمريكية السابقة في طهران، معتبراً أن واشنطن أضعف اليوم مما كانت عليه، لكنها أصبحت أكثر وحشية.
وخلال كلمة أمام آلاف الطلبة عشية اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي، أشار إلى أن صمود إيران قطع الطريق أمام تغلغل وتسلل أمريكا إلى داخل البلاد.
واعتبر أن دعم واشنطن لانقلاب عام 1953 كان بداية عدائها لإيران، وأكد أن واشنطن نفّذت على الدوام مشاريع عدائية ضد إيران، وأن نجاح الثورة عام 1979 كان بداية العداء الأمريكي العلني لنا، وأن بعض الممارسات الأمريكية على مدى الأعوام الـ 41 الماضية ضد إيران، ومنها التهديد والانقلاب والحظر وتحريض القوميات ونزعة الانفصال وإثارة الفوضى والحصار الاقتصادي والتغلغل، كلها أدلة على عداء واشنطن.
وشدّد أنه لا فائدة من التفاوض مع واشنطن، وأن طهران لن تقدّم تنازلات، وأنه لو تعامل المسؤولون الإيرانيون بسذاجة، وذهبوا للمفاوضات فإن نتيجة ذلك ستكون خطيرة على إيران، ولفت إلى أن “فرنسا تقول إنها ستلعب دور الوساطة، وتبعث برسائلها لنا، ونحن نرى أن رئيسها هو إما بسيط أو شريك لأميركا”.
بدوره، رئيس مجلس الشورى، علي لاريجاني، أوضح أن النظام الأمريكي يسعى من خلال إجراءاته الحمقاء إلى إثارة الفوضى في المنطقة، وكلما فشل بالسيطرة على النفط في المنطقة، يحاول في مغامرة أخرى، قلب الأوضاع لتمرير نواياه العدوانية.