صحيفة البعثمحليات

مقنن علفي “متجبل وذو رائحة نتنة” هاجس يلاحق مربي الثروة الحيوانية!!

 

حماة- منير الأحمد
موجة من السخط أثارتها صور لعينات من المادة العلفية التي يجري بيعها لمربي الثروة الحيوانية في محافظة حماة عن طريق مؤسسة الأعلاف، وصفحات التواصل الاجتماعي غصت بهذه الصور التي كشفت النقاب عن أعلاف رديئة يرغم المربي على استلامها تحت مسمى المقنن العلفي المدعوم.
نداءات تطالب الجهات الرقابية في حماة بالتدخل لحماية رؤوس الماشية من مادة الجريش التالف التي يستلمها المربي والتي تحتوي نسباً عالية من الرطوبة والتعفن، وهي ذات لون ورائحة كريهة جداً قد تكون قاتلة لقطعان الماشية في المحافظة..؟!
واشتكى عدد من مربي الثروة الحيوانية من قرى ريف السلمية الشرقي من واقع المقنن العلفي لقطعان الأغنام حيث يستلم المربي 8 كيلو من النخالة، وتلزمه مؤسسة أعلاف حماة بشراء 4 كيلو من الجريش على كل حصة علفية للرأس الواحد من الأغنام، ومادة الجريش التي يلزم المربي بشرائها ضمن حصة المقنن ذات مواصفات سيئة جداً؛ كونها تأتي في الغالب متجبلة ورطبة وذات رائحة نتنة، بالإضافة إلى أنها ذات لون متغير، وفي الحقيقة هي غير صالحة للاستهلاك الحيواني، كما أنها تعرض القطيع إلى التسمم في حال تم التعليف منها. في حين رأى آخرون أن الجريش هو عبارة عن نواتج خلطة من مواد علفية مختلفة، عمرها في الغالب أربع سنوات في مستودعات السورية للحبوب، وهي بقايا ذرة وشعير وحنطة وصويا، حيث يجري تجميع هذه البقايا ومن ثم طحنها وخلطها وبيعها كجريش علفي للمربين بسعر يصل إلى 98 ألف ليرة للطن الواحد، هذه المادة نجبر على استلامها من أجل الاستفادة من المقنن العلفي النخالة التي تأتي بسعر منخفض وجودة عالية، ويبلغ سعرها 45 ألف ليرة للطن، ويرغب بها المربي لكون أسعارها أرخص من أسعار السوق المحلية.
وأوضح مدير فرع أعلاف حماة المهندس عثمان دعيمس في تصريح لـ”للبعث” أن بيع وتوزيع المواد العلفية يتم للمربين حصراً، ووفق قوائم اسمية ترد من جداول الإحصاء التابعة لمديرية زراعة حماة وفقاً لإحصاء عام ٢٠١٧. مضيفاً لم ترد مباشرة أي شكوى من المربين حول سوء نوعية المادة العلفية التي يتم تسليمها، وهي مطابقة تماماً للمواصفات الفنية وقال: نحن بدورنا قمنا بالتوجيه إلى كافة المراكز التابعة لمؤسسة أعلاف حماة بعزل وحصر أي مادة علفية يتم لحظها غير مطابقة للمواصفات الفنية لمعالجتها وفق قرارات اللجنة / ٦١٢٧ /، بالمقابل نحن لا نلزم أي أحد من مربي الثروة الحيوانية باستلام المقنن العلفي عندما يشك بأنها غير مطابقة للمواصفات، كما أننا مستعدون لاستبدالها فوراً في حال لحظ فيها أي سوء فني.
وعن مدى ضرر المادة العلفية التي يشتكي المربون منها نفى دعيمس أن يكون لدى المؤسسة أعلاف سامة وغير صالحة للثروة الحيوانية، وأن المؤسسة تقوم بتوزيع ما يقارب ٢٠٠٠ طن من مادة الجريش خلال دورة المقنن في كافة المراكز التابعة لها، وربما أن الكميات التي يشتكي منها المربي موجودة في الأسواق عن طريق البيع المباشر التي تتم من المطاحن إلى التجار بشكل حر ومستقل عن أداء عمل مؤسسة الأعلاف. وبين حاجة المربي الماسة لهذه الأعلاف وواقعها ومواصفاتها الفنية يبقى مصير قطعان ورؤوس الماشية في محافظة حماة رهينة جودة هذه المادة العلفية.