الصفحة الاولىصحيفة البعث

تجدّد الاحتجاجات في لبنان.. والجيش يتدخّل لفتح الطرقات

 

 

تجدّدت الاحتجاجات المطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية في عدد من المناطق اللبنانية، أمس، وسط استمرار المحتجين في إغلاق الطرقات، ومحاولات الجيش اللبناني والقوى الأمنية فتحها.
وعمد المحتجون، الذين ظلوا في ساحات الاعتصام في بيروت وصيدا وطرابلس، إلى قطع العديد من الطرقات داخل بيروت والمناطق اللبنانية، وأشارت غرفة التحكم المروري إلى أن المحتجين أغلقوا الطرقات من البقاع باتجاه بيروت، والطرقات الواصلة من الجنوب اللبناني باتجاه العاصمة، ولاسيما أوتوستراد الناعمة ومثلث خلدة، كما لا يزال أوتوستراد البترون مقفلاً بالاتجاهين، بينما عمد بعض المحتجين إلى قطع الطريق الرئيس أمام سراي زغرتا الحكومي، وإلى إغلاق العديد من المؤسسات في صيدا، وإجبار العاملين فيها على مغادرتها.
وفي هذه الأثناء يواصل الجيش اللبناني والقوى الأمنية بذل الجهود لفتح بعض الطرقات أمام المارة والسيارات، وأفادت المصادر بأن الجيش اللبناني ينفّذ عملية واسعة لإعادة فتح الطرقات في جميع محافظات البلاد.
وعمد الجيش اللبناني إلى تفريق المحتجين أمام شركة مياه طرابلس، كما أوقف عدداً منهم خلال عملية فتح الطرق.
وأزال الجيش اللبناني خيم الاعتصام من ساحة إيليا في مدينة صيدا جنوب البلاد، كما أزال خيم الاعتصام في ساحة  ساسين- الأشرفية في بيروت. وأفادت مصادر أمنية بأن الجيش سيتخذ الإجراءات اللازمة على الطرقات لتسهيل حركة المواطنين.
وكان الجيش اللبناني أصدر في 30 تشرين الأول الماضي بياناً طالب فيه المتظاهرين بالمبادرة إلى فتح الطرق التي يقطعونها، لإعادة الحياة إلى طبيعتها، مؤكداً احترامه حق التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي.
في غضون ذلك، تأجّلت جلسة مجلس النواب التي كانت مقررة أمس، في وقت دعت فيه مجموعات الحراك الشعبي للاعتصام عند مدخل مجلس النواب.
وينتظر اللبنانيون انطلاق استشارات نيابية تفضي إلى تكليف رئيس جديد للوزراء، وتشكيل حكومة جديدة.
دولياً، جدّدت روسيا رفضها أي محاولات للتدخل الخارجي في شؤون لبنان الداخلية ودعمها سيادته واستقلاله.
جاء ذلك خلال لقاء المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف مستشار الرئيس اللبناني أمل أبو زيد في موسكو أمس، حيث بحث الجانبان تطورات الأوضاع في لبنان على خلفية الاحتجاجات التي يشهدها.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: إن الجانب الروسي شدّد على دعمه سيادة لبنان واستقلاله ووحدته والاستقرار فيه، مؤكداً موقفه الثابت الداعي إلى حل كل القضايا “الحادة للأجندة الوطنية” من اللبنانيين أنفسهم في الإطار القانوني وعبر حوار شامل في مصلحة ضمان التوافق الوطني.
وأكد الجانب الروسي وفق البيان رفض أي محاولات خارجية لاستغلال وتأجيج الصعوبات القائمة التي يواجهها لبنان.
وسبق أن أكدت الخارجية الروسية أن الاحتجاجات التي تجري في لبنان شأن داخلي، ودعت إلى إيجاد حل عبر حوار شامل يسمح بالحفاظ على الاستقرار السياسي داخل البلاد.
وفي إيران، أكد مستشار قائد الثورة الإسلامية للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، أن ما يجري في لبنان والعراق شأن داخلي وأن شعبي البلدين هما من يقرّر مستقبل بلديهما، وقال: إن ما يقرّره الشعبان العراقي واللبناني والأنظمة القانونية في هذين البلدين هما المعيار الأساس لتحديد مصيرهما، مشدّداً على أن إيران لن تتدخل في الشأنين الداخليين للعراق ولبنان كما لم تفعله بالنسبة لأي بلد.
بدوره شدّد نائب القائد العام لحرس الثورة الإسلامية الأدميرال علي فدوي، على أن دور الولايات المتحدة والكيان الصهيوني في التطورات الأخيرة في العراق ولبنان هو دور خبيث وأن محاولاتهما هذه عقيمة ولن تفلح.
وتشهد العديد من المناطق اللبنانية منذ الـ17 من الشهر الماضي مظاهرات واعتصامات احتجاجاً على تردّي الأوضاع المعيشية والاقتصادية.