صحيفة البعثمحليات

مع توقعات بإنتاج مليون طن.. الحمضيات بين هاجس التسويق وتهديد الزراعات الاستوائية البديلة

 

دمشق – ميس خليل
مع بدء موسم الحمضيات عادت متلازمة التسويق والأسعار إلى الواجهة من جديد، وعادت معاناة المزارعين، وأيضاً الوعود الحكومية بأن يكون العمل في الموسم الحالي أفضل من سابقه، ولاسيما مع وجود معطيات جديدة قد تنعكس إيجاباً على الموسم برمته، بعد إعادة افتتاح معبر البوكمال مع العراق، والحديث عن فتح باب التصدير باتجاه روسيا وإيران.
رئيس مكتب التسويق والتصنيع في الاتحاد العام للفلاحين خطار عماد توقع في تصريح خاص “للبعث” بأن يكون الإنتاج لموسم الحمضيات لهذا العام 1.031.332 طناً موزعة على 80% في محافظة اللاذقية و20% في محافظة طرطوس، بانخفاض بمقدار مئة ألف طن عن العام الماضي الذي بلغ الإنتاج فيه 1.157.307 أطنان.
وأوضح عماد أن الهاجس الأكبر يتمثل في عملية تسويق المحصول بأسعار تنعكس على المزارع، فوجود أسواق للتصدير لا يعني أننا بإمكاننا تصدير الجزء الأكبر من المحصول، فالمستورد يضع شروطاً كبيرة للحصول على أفضل منتج، وهذا ما حصل في العام 2017 حيث رفضت عدة دول شحنات لعدم مطابقة المنتج للمواصفات المعتمدة في السوق العالمية؛ ولهذا سعينا هذا العام لخطوات إجرائية قصيرة المدى تدعم منتجنا وتسوقه تتعلق بالفرز والتوضيب والنوعية، وأمور أخرى بعيدة المدى سيتم لحظها في الخطط الزراعية القادمة تتعلق بزراعة أصناف مرغوبة عالمياً، لافتاً إلى أن الأمل كبير جداً هذا العام بالاستفادة من إعادة افتتاح معبر البوكمال البري مع العراق في تصدير كميات جيدة لاسيما أن السوق العراقية واعدة.
وكشف عماد أن اتحاد الفلاحين بصدد تطبيق خطة للتسويق الداخلي تعتمد على تعزيز ثقافة التسويق البيني التي تهدف بالدرجة الأولى إلى كسر عقدة الوسيط، وتحقيق انسيابية أكثر بين المزارع والمستهلك، فمثلاً لدينا محل في سوق الهال سنقوم بافتتاحه بطريقة تشاركية مع الجمعية المركزية لتسويق المنتجات النباتية.
أما المشاكل التي تواجه محصول الحمضيات فهي لا تقتصر على التصدير فقط – بحسب عماد – بل هناك مشاكل تتعلق بغلاء مستلزمات الإنتاج “وخاصة العبوات” وأجور النقل وارتفاع تكاليف الفرز والتوضيب وغياب الفرز الضوئي للكميات التي تمكن من المنافسة في الأسواق الخارجية، وعدم قدرة شركات ومؤسسات القطاع العام من استجرار الكميات المنتجة وتحكم التجار والسماسرة بتحديد السعر، كما أن استيراد المكثفات العصائرية يؤثر كثيراً على المنتج خاصة خلال موسمه، إضافة لعدم توفر معامل العصير الطبيعي، وعدم وجود ثقافة استهلاك الحمضيات الطازجة، وهنا يؤكد عماد على ضرورة نشر ثقافة استهلاك العصائر الطبيعية من الحمضيات من خلال منافذ بيع في المدارس والجامعات لتلك العصائر عوضاً عن القهوة والشاي، مطالباً بضرورة الإسراع بفتح معمل العصائر الذي سيحل كثيراً من المشاكل، مضيفأ أنه من بين الصعوبات التي تهدد محصول الحمضيات بشكل كبير أيضاً محاولات الترويج للزراعات الاستوائية البديلة، فلا يمكن أن يكون هناك زراعة بديلة للحمضيات بل رديفة؛ لأن يوم صقيع واحداً كفيل بالقضاء عليها، بالإضافة إلى الفرق في تكاليف الإنتاج.
وفيما يخص الأسعار بين رئيس مكتب التسويق أن الأسعار حتى الآن مشجعة، فمثلاً سعر كيلو الحامض البلدي يصل حالياً إلى 275 ليرة سورية مقابل 125 ليرة العام السابق والحامض الماير حوالي 175 ليرة مقابل 60 ليرة، وسعر الكيلو غرام من الحامض الأمريكي 210 ليرات مقابل 115 ليرة العام الماضي واليوسفي 75 ليرة مقابل 65 ليرة والساتزوما 115 ليرة مقابل 75 ليرة وأبو صرة مصرية 100 ليرة مقابل 85 ليرة، مؤكداً أن درجة نضوج الثمرة ونوعيتها تؤثر في تحديد السعر لكل صنف.