الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

وشم المرأة الجولانية

 

أغلب نساء الجولان كُنّ يعتمدن الوشم لوناً من الزينة والجمال. وكانت نساء الغجر بارعات في وشم الفتيات غير عابئات بمخاطره الصحية؛ لأن عملهن يفتقر للتعقيم والنظافة. حيث كانت الغجرية الواشمة تقوم برسم الوشم المرغوب من الفتاة على وجهها بلون أزرق مظهرة براعة مدهشة، وتبدأ بحفر الوشم بسبع أبر خياطة صغيرة حتى تسيل الدماء. ليبقى الوشم ظاهراً بلون أزرق جميل لا يزول أبدا. ويستخدم في الوشم الحبر الصيني والفحم المذاب بالماء والنيل الأزرق الذي يخلط مع قماش محروق وحليب وماء.ولا بد من الاعتراف بخبرة الواشمات اللواتي يمتلكن خبرة طبية وفنية فضلاً عن الدُّربة والجرأة التي تمكنهن من القيام بهذا العمل الذي يبدو بعد أن تلتئم الجراح لوحة فنية خلابة ساحرة، ولا يقتصر الوشم على المرأة؛ فثمة رجال موشومون لكن بشكل أقل وضوحاً وانتشاراً مقارنة مع المرأة، كما يتجاوز الوشم الوجه لليدين والرجلين حيث يمكن الحديث عن أشكال الوشم التالية:
– النقطة الزرقاء: وتُسمّى الدّق للمرأة. وهي نقطة زرقاء فوق أنفها وفي منتصف الجبين وعلى الخدين وأسفل. ويكتفي الرجل بنقطة زرقاء على الأنف ويزيد بعضهم على الخدين. ويوصف الرجل الموشوم بأنه (مردوع. مُردّع).
– الحجاب: مثلث متساوي الساقين مسنن الأضلاع بين حاجبي المرأة.
– الدّقة: دائرة صغيرة في وسطها نقطة على الوجنتين.
– السيِّالة: خط يمتد من منتصف الشفة السفلى إلى الذقن.
– الأساور: دق حول رسغي المرأة ؛ كأساور الذهب.
– الحُجول: دق حول كعبي المرأة تقليداً للخلخال.
الهدف الرئيس من الوشم هو الزينة والجمال إضافة لتقليد البنات للفتيات الأكبر سناً. وهناك من يشير للون الأزرق الذي يعني في المخزون المعرفي والذاكرة الشعبية الجولانية الوقاية من الحسد وإبطال ضرر العين الحاسدة. وثمة من يتحدث عن دور علاجي للوشم لبعض الأمراض الجلدية.
محمد غالب حسين