الصفحة الاولىصحيفة البعث

“سرايا القدس” للعدو: القرار بيدنا.. والاحتلال يعلن حالة الطوارئ اغتيال القيادي “أبو العطا وزوجته”.. والمقاومة تدك مستوطنات غلاف غزة والـ 48

 

 

في ظل صمت دولي، شنّ الاحتلال الإسرائيلي عدواناً بالصواريخ والطائرات على مناطق متفرقة جنوب وشرق وشمال القطاع، فيما بدأت المقاومة الفلسطينية ما وعدت به، وردّت بقوّة على تلك الجرائم.
سبعة شهداء فلسطينيين وعشرات المصابين ودمار كبير بمنازل الفلسطينيين وممتلكاتهم والبنى التحتية كانت حصيلة العدوان الإسرائيلي المفتوح على القطاع، منذ فجر أمس، وسط صمود فلسطيني وإصرار على مواجهة الاحتلال، ومن بين الشهداء القيادي في حركة الجهاد الفلسطيني بهاء أبو العطا وزوجته.
واستهدف طيران الاحتلال بالصواريخ مناطق متفرقة جنوب وشرق وشمال القطاع، ما أدى إلى استشهاد القيادي أبو العطا “42 عاماً” وزوجته “39 عاماً” وإصابة خمسة آخرين بجروح بينهم أربعة من أبنائه جراء استهداف منزله في حي الشجاعية شرق القطاع، واستشهاد الفلسطينيين محمد عطية حمودة “20 عاماً” وزكي محمد عدنان غنامة “25 عاماً” وإبراهيم أحمد الضابوس “26 عاماً” وإصابة عشرة آخرين بجروح في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع.
وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن عملية الاغتيال أوصى بها رئيس الأركان ورئيس الشاباك، وأقرّها رئيس الحكومة ووزير الأمن.
وردّاً على جرائم كيان الاحتلال استهدفت المقاومة الفلسطينية بأكثر من 100 صاروخ المستوطنات الإسرائيلية المقامة على أراضي الفلسطينيين شرق وشمال القطاع وجنوب الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، ما أدى إلى إصابة أربعة مستوطنين بجروح، موضحةً في بيان أن ردّها على الاعتداءات سيكون قوياً وأن دائرة الرد سوف تتسع في الساعات القادمة.
وقد تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن إصابات بالهلع في صفوف المستوطنين من جراء سقوط قذائف في أشدود، وقد دوت صفارات الإنذار في “تل أبيب” وغوش دان، فيما طلب التلفزيون الإسرائيلي من المستوطنين في الشمال والجنوب الإصغاء إلى التوجيهات، لأن التطوّرات قد تكون خطيرة في الساعات المقبلة.
وأعلن الناطق العسكري باسم “سرايا القدس” أبو حمزة: إن توقيت نهاية المعركة لم يعد بيد قوات الاحتلال، وأكد أن الساعات المقبلة “ستضيف عنواناً جديداً إلى سجل نتنياهو الأرعن”، وتوجّه للعدو قائلاً: “ربما نجحت في بدء هذا العدوان على شعبنا ومقاومتنا، لكنك لن تستطيع أن تحدد توقيت النهاية”، وكذلك الأمر بالنسبة إلى المستوطنين الذين دعاهم إلى “عدم الاستماع إلى قيادتهم، لأن القرار الآن بيد “سرايا القدس””، وحمّل العدو “المسؤولية الكاملة لتبعات القرار الغبي باغتيال قيادة المقاومة”.
كلام أبو حمزة سبقه تصريح للناطق باسم “الجهاد الإسلامي” مصعب البريم، أعلن فيه أن الساعات المقبلة “تحمل ما يشفي صدور الشعب”، مضيفاً: إن “تفاصيل الرد وطبيعة الأهداف بيد الأذرع العسكرية”، فيما أعلنت قوات الاحتلال حالة الطوارئ، واستدعت مئات جنود الاحتياط للخدمة في القبة الحديدية والجبهة الداخلية، وسادت حالة من الهلع بين المستوطنين جرّاء استمرار استهداف المقاومة الفلسطينية للمستوطنات بالصواريخ والقذائف.
كما أغلقت قوات الاحتلال جميع المعابر البرية والبحرية في القطاع، حيث تمّ إغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري، وإغلاق البحر بشكل كامل بوجه الصيادين حتى إشعار آخر.
الناطق باسم  لجان المقاومة الفلسطينية أبو مجاهد، قال: إن من بدأ المعركة عليه أن يتحمّل تبعاتها والردود ستفاجئ العدو، مؤكّداً أن فصائل المقاومة في غزة اتخذت قراراً موحّداً بالرد على جريمة الاحتلال، وأشار إلى أن التصعيد مع حركة الجهاد هو تصعيد مع كل فصائل المقاومة في غزة ومع كل محور المقاومة.
واعتبر إن عملية اغتيال أبو العطا ومحاولة استهداف العجوري تعتبر بمثابة فتح أبواب معركة مع المقاومة.
الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، أعلنت أنها في حال استنفار وانعقاد دائم لبحث سبل الرد المناسب.
سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أكدت أن الرد حتماً آت وسيزلزل الكيان الصهيوني، وأعلنت مع فصائل المقاومة الفلسطينية استهداف المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة بدفعات صواريخ.
الرئاسة الفلسطينية من جهتها، أدانت جرائم الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وتصعيد عدوانه على القطاع، داعيةً المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري، وإلزام سلطات الاحتلال بوقف عدوانها وتوفير الحماية الدولية للفلسطينيين. بدورها، طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي والأمين العام للأمم المتحدة بالتدخل السريع لإلزام الاحتلال بوقف عدوانه على القطاع، مشددةً على أن عدم محاسبة مسؤولي الاحتلال على جرائمهم المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني يشجّعهم على التمادي في استباحة الأرض والدم الفلسطيني.
عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين محمود خلف، قال: “إن جريمة اغتيال القيادي في الجهاد بهاء أبو العطا وزوجته واستمرار عدوان طيران الاحتلال تشكّل جرائم حرب يجب على المجتمع الدولي التحرك بشأنها وعدم الصمت عنها”، مشدداً على أن هذه الجرائم لن تزيد الشعب الفلسطيني إلا صموداً وثباتاً في طريق النضال والمقاومة.
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، دعت إلى انتفاضة شاملة في وجه الاحتلال في قطاع غزة والضفة الغربية، لافتةً إلى أن عدوان الاحتلال الغاشم سيزيد من إصرار الشعب الفلسطيني على المضي في طريق المقاومة.
دولياً، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن موسكو قلقة من تفاقم الوضع في قطاع غزة بعد تصعيد الاعتداءات من قبل قوات الاحتلال على القطاع، وقال: “نحن قلقون من زيادة التصعيد الحالي في الموقف ونمو التوتر في المنطقة، وندعو للتهدئة”.
في سياق آخر، اقتحمت قوات الاحتلال مدينتي طولكرم وبيت لحم بالضفة الغربية، واعتقلت خمسة فلسطينيين، كما اعتقلت أحد حراس المسجد الأقصى من محيط مصلّى باب الرحمة.
إلى ذلك، اقتحم مستوطنون إسرائيليون قرية عوريف جنوب مدينة نابلس بالضفة، وأفاد مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس بأن مستوطنين اقتحموا القرية، واعتدوا على ممتلكات الفلسطينيين، وأعطبوا إطارات عدد من المركبات.