الصفحة الاولىصحيفة البعث

واشنطن تستقبل أردوغان بالتظاهرات

 

في نهج واضح لتعميق الهوّة بين نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاستبدادي وبين النخب التركية، التي تواجه حالة قمع مستشرية، عمدت سلطات نظامه إلى إعادة اعتقال الصحفي والكاتب أحمد ألتان، بعد أسبوع من الإفراج عنه.
وقالت شرطة مدينة اسطنبول التركية: “إن الصحفي والكاتب البارز أحمد ألتان عاد رهن الاحتجاز بعد نحو أسبوع من الإفراج عنه من السجن لاتهامه فيما يتعلق بمحاولة انقلاب”.
وقبع الصحفي ألتان “69 عاماً” في السجن منذ اعتقاله في 2016 بعد شهرين من محاولة انقلاب زعمت أنقرة: إن شبكة الداعية المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن دبّرتها، ولم يخرج سوى يوم الاثنين قبل الماضي.
وأثارت قضية ألتان انتقادات من جماعات معنيّة بالدفاع عن حقوق الإنسان ومن حلفاء غربيين لتركيا، إذ أثار نطاق الحملة الأمنية التي أعقبت محاولة الانقلاب ضد من يشتبه بأنهم من أنصار غولن قلقهم.
وصدرت بحق ألتان وشقيقه وصحفيين آخرين أحكام بالسجن مدى الحياة لإدانتهم بمساعدة شبكة غولن، وأُدين ألتان مجدّداً الأسبوع الماضي في إعادة محاكمة، لكن السلطات أفرجت عنه لانقضاء فترة الحبس.
وبموجب قرار المحكمة الأسبوع الماضي، صدر بحقّ ألتان حكم بالسجن لمدة عشر سنوات وستة أشهر بعد أن أسقطت المحكمة التركية العليا الأحكام السابقة بالسجن مدى الحياة بحقّه وأحالته لإعادة المحاكمة.
في سياق متصل، أقالت سلطات النظام التركي أربعة رؤساء بلديات بزعم ارتباطهم بجماعات إرهابية، ليبلغ عدد رؤساء البلديات المقالين بعد انتخابهم في وقت سابق هذا العام 20 رئيس بلدية.
وعيّنت وزارة داخلية النظام التركي اثنين من السكان المحليين كرئيسي بلدية بدلاً من اثنين من المقالين في منطقتين بمدينة ديار بكر الواقعة جنوب شرق البلاد، فيما عزلت رئيسي بلدية شرناق وتونجلي.
وهناك أكثر من 77 ألفاً قيد الاحتجاز في تركيا انتظاراً لمحاكتهم منذ الانقلاب الفاشل، بالإضافة إلى فصل وإيقاف 150 ألفاً من العاملين في الحكومة والجيش وسلك القضاء والتعليم ومؤسسات أخرى.
ولا تزال حملة الاعتقالات واسعة النطاق ومتكرّرة، فيما أكد منتقدون أنه مؤشر على تزايد الديكتاتورية في تركيا، بينما يضرب نظام أردوغان بذلك عرض الحائط، ولا يعير أي اهتمام للانتقادات الدولية المتصاعدة لعمليات القمع والاعتقال التي يشنّها بحق سياسيين ومفكرين معارضين له.
وفيما تظاهر المئات أمام مقر إقامة أردوغان خلال زيارته الولايات المتحدة، وسط دعوات للتظاهر، تزامناً مع وصوله إلى البيت الأبيض، نشر الممثل الأمريكي، روبرت دينيرو، عبر “تويتر”، مقطع فيديو يظهر لحظة وصول أردوغان إلى مقر إقامته في واشنطن، حيث اشتبك عناصر الأمن مع المحتجين.
وكثّفت الشرطة الأمريكية وجودها أمام مقر إقامة أردوغان في واشنطن، وأغلقت شارع “أف استريت” أحد أبرز الشوارع المهمة في قلب العاصمة، الذي يبعد دقائق عن البيت الأبيض لتأمين مقر إقامة أردوغان عقب تزايد الأصوات الرافضة لزيارته.
وأحاطت الشرطة مقر أردوغان بعربات نقل كبيرة في خطوة لإعاقة أي احتجاجات مناهضة لزيارة رئيس النظام التركي للولايات المتحدة.
وفي السياق نفسه أعلنت المغنية الأمريكية الشهيرة الأرمنية الأصل شير أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأردوغان كانا السبب الرئيسي في ظهور تنظيم داعش الإرهابي، وقالت في تغريدة على موقع تويتر مخاطبة ترامب: “إذا كان داعش قد عاد فعلا فقد جلبته أنت وأردوغان”، مضيفة: “لا شك في أن وحشك الصغير مسرور الآن، لأن داعش قتل قساً أرمنياً ووالده”، في إشارة إلى استشهاد الأب هوسيب حنا بيدو ووالده على يد عصابات الحقد والإجرام.
وكانت التنظيمات الإرهابية قامت باستهداف الأب بيدو ووالده أثناء جولتهما على الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية في دير الزور.
وفي فيينا، جدّد وزير الخارجية النمساوي الكسندر شالينبريغ معارضة بلاده لانضمام النظام التركي إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، داعياً الى وقف مفاوضات الانضمام معه، وطالب، في جلسة برلمانية مكرسة لمناقشة مستقبل أوروبا، بفرض حظر أوروبي شامل على صادرات السلاح إلى أنقرة وقطع المعونة المالية الأوروبية على خلفية عدوان النظام التركي على الأراضي السورية وتهديداته لأوروبا بإرسال الإرهابيين إليها، واعتبر أن على أوروبا توجيه دعوة لأنقرة للالتزام بالمعايير الأوروبية وسيادة القانون.