أخبارصحيفة البعث

احتفال مركزي في مخيم اليرموك: التصحيح أرسى أسس مشروع النهضة الوطنية والقومية الشاملة

دمشق- سنان حسن:

بمناسبة الذكرى التاسعة والأربعين لقيام الحركة التصحيحية المجيدة، التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد، أقامت القيادة القطرية الفلسطينية أمس مهرجاناً في مخيم اليرموك بدمشق في قاعة السادس عشر من تشرين، حضره الرفاق محمد شعبان عزوز عضو القيادة المركزية للحزب، ومعين حامد الأمين العام لقوات الصاعقة، وعدد من قادة وممثلي الفصائل الفلسطينية والأحزاب الوطنية السورية والعربية، وفعاليات سياسية واقتصادية وثقافية ودينية وأهلية.

وأكد الرفيق سامي قنديل الأمين القطري للتنظيم الفلسطيني، عضو المجلس الاستشاري القومي أن الحركة التصحيحية شقت طريق العزة والكرامة، وكانت بداية مرحلة نوعية في تاريخنا المعاصر، فتمّ فيها إرساء أسس مشروع النهضة الوطنية والقومية الشاملة، مشيراً إلى أن الحركة استلهمت أيضاً تطلعات الجماهير وطموحاتهم، وعبّرت عن توقهم إلى التحرر من جميع أشكال التسلط والهيمنة على اختلاف مصادرها وتعدّد أسمائها، وقد برهنت باستمرار على قدرتها على قيادة النضال بأقصى درجات الأمانة والمسؤولية، واستطاعت بناء قاعدة صلبة للمشروع التنموي والتحرري على مختلف الصعد، وتابع: لقد استطاعت سورية بقيادة القائد المؤسس حافظ الأسد تحقيق أول تضامن عربي فعّال شكّل المظلة العربية لخوض حرب تشرين التحريرية، وقدّمت الدعم والسند والملاذ الآمن للمقاومة الفلسطينية، وقد تابع السيد الرئيس بشار الأسد قيادة مسيرة الحزب والشعب من أجل التطوير والتحديث والإصلاح في كافة المجالات، وأصبحت سورية العربية بقيادته الحكيمة الدولة التي يحسب لها العدو ألف حساب، مضيفاً: بسبب المواقف المبدئية ودفاعها عن الحق العربي عامة والفلسطيني خاصة، فقد تعرّضت سورية لأشرس عدوان كوني على جميع المستويات، الإعلامية والثقافية والعسكرية والاقتصادية، بهدف واحد هو قتل الشعب العربي السوري وتمزيق وحدة الوطن خدمة للكيان الصهيوني، إلا أنه بفضل وعي وحكمة القيادة في سورية والتفاف الشعب وعزيمة الجيش العربي السوري تمّ إحباط هذا المشروع الإجرامي، الأمر الذي انعكس سياسياً وأدى إلى استدارة العديد من الدول العربية والأوروبية نحو سورية العروبة.

وبين الرفيق قنديل أن القضية الفلسطينية تمر اليوم في أخطر مراحلها من حيث تسارع وتيرة الإجراءات الهادفة إلى تصفيتها بدعم غير محدود من إدارة الرئيس الأمريكي ترامب، ومن بعض العرب المنبطحين، عبر ما بات يسمى بـ”صفقة القرن”، وذلك في ظل استمرار الانقسام الفلسطيني، مؤكداً أن أفضل وسيلة لمواجهة هذه المخططات والمشاريع المشبوهة هو توحيد الصفوف ورصها وإنهاء حالة الانقسام والتشرذم التي تعيشها الساحة الفلسطينيةـ على أساس مبادئ وخطوط عريضة تتفق عليها كل القوى والأحزاب على الساحة الفلسطينية، وأضاف: إن المقاومة الفلسطينية الباسلة استطاعت فرض حالة من التوازن مع كيان العدو، وما جرى مؤخراً من رد الفصائل المقاومة في أعقاب عملية اغتيال الشهيد بهاء أبو العطا القائد في سرايا القدس، وحالة الرعب والهلع في الكيان بأكمله، يدلل على أن المقاومة خيارنا الأوحد لتحرير فلسطين.

بدوره، أكد أبو أحمد فؤاد، نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وممثل فصائل المقاومة الوطنية الفلسطينية، أن الحركة التصحيحية شكّلت نقلة نوعية لسورية نحو البناء وتطوير الحياة السياسية والاقتصادية، وأبرز المؤسسات التي جرى عليها التطوير هو المؤسسة العسكرية، التي تم إعادة بنائها من أجل استعادة المحتل من الوطن ودعماً للشعب الفلسطيني وحقوقه الثابتة، فكانت حرب تشرين التحريرية البداية لذلك ولولا التآمر من الخائن أنور السادات لكنا أمام وضع مختلف تماماً عما هو عليه اليوم، مبيناً أن الجميع دون استثناء يعلم حجم المواقف والسياسات التي اتبعتها سورية بعد التصحيح نحو فلسطين والمقاومة والقدس والأمة ووحدتها واستقلال أقطارها، واليوم تتابع المسيرة تحت قيادة الرئيس بشار الأسد، لذلك رأينا حجم المؤامرة الكونية على سورية وأهدافها، ولكن بفضل حكمة القيادة وتضامن الشعب والجيش انتصرت سورية، وأضاف: إن الوضع العربي الرسمي في غالبيته بأسوأ حالة، ويكفي أن نرى نظام آل سعود هو القائد لهذا الوضع، المعروف بمرجعيته الواضحة للولايات المتحدة الأمريكية، ولكن الشعوب المناهضة للاستعمار والاحتلال هزمت هذه التحالفات في اليمن والعراق وفي فلسطين وسورية، ولم يحقق حتى الآن أياً من أهدافه.

وألقى رافع الساعدي عضو الأمانة العامة لاتحاد كتاب وصحفيي فلسطين كلمة المنظمات المهنية الفلسطينية، مؤكداً أن التصحيح حوّل سورية إلى قلب العروبة النابض وقلعة العرب الحصينة وعاصمة الصمود والمقاومة والشموخ، داعياً إلى الحذر في التعاطي مع المصطلحات التي تمرر من الغرب الاستعماري ويتلقفها البعض، ولاسيما مصطلح التطبيع لتجميل الاستسلام بلا قيد أو شرط للعدو.

كما ألقى عبد السلام الحراش منسق اللجنة التحضيرية للتيار العربي المقاوم كلمة المقاومة الوطنية في لبنان، فيما ألقى الشاعر مصطفى خليل قصيدة بعنوان “لك الحب والامتنان” تحدّث فيها عن معاني التصحيح.

وسبق المهرجان حفل استقبال أقامه فرع اليرموك للحزب، تخلله معرض بعنوان “أمل من تحت الركام” للفنان الفلسطيني سعيد غنيم.

جيش التحرير الفلسطيني

في هذه الأثناء أكدت رئاسة هيئة أركان جيش التحرير الفلسطيني أن الحركة التصحيحية المجيدة كانت ثورة وطنية وقومية خالدة في ربوع سورية صنعت الإنجازات العظيمة في مختلف المجالات ودافعت عن قضايا الأمة العربية وحقوقها وخاصة القضية الفلسطينية، ورأت في بيان أن الحركة كانت ولادة جديدة للوطن تفاعلت فيها إرادة الجماهير الكادحة وعبقرية القائد المؤسس حافظ الأسد وفكر ومبادئ حزب البعث العربي الاشتراكي وأسست لبناء دولة قوية حقيقية شاهد العالم قوتها ومنعتها في صمودها الأسطوري المستمر منذ نحو تسع سنوات بتضحيات الجيش العربي السوري وإرادة الشعب السوري الأبي الصامد وبحكمة وشجاعة الرئيس بشار الأسد، وجدّد البيان عهد الوفاء والولاء لسورية الإباء وفلسطين المقاومة، والتمسّك بخندق التلاحم النضالي السوري الفلسطيني، جنباً إلى جنب مع أبطال الجيش العربي السوري، حتى تطهير آخر شبر من أرض سورية العروبة من دنس الإرهاب.

جبهة النضال الشعبي الفلسطيني

كما أكدت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني أن الحركة التصحيحية أرست لنهضة وطنية وقومية شاملة وصنعت الإنجازات العظيمة في مختلف المجالات ودافعت عن قضايا الأمة العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، ولفتت في بيان إلى أن ذكرى التصحيح تأتي هذا العام في الوقت الذي يحقق الجيش العربي السوري الانتصارات التاريخية الكبيرة في أعتى المعارك ضد قوى التكفير والإرهاب، مؤكدة وقوفها إلى جانب سورية، شعباً وجيشاً وقيادة، وجدّدت ثقتها الكبيرة بتجاوز سورية للأزمة التي تمر بها، وأنها ستواصل دورها التاريخي في الدفاع عن حقوقها وسيادتها الوطنية وقضايا وحقوق الأمة العربية.