تحقيقاتصحيفة البعث

السويداء في ظل التصحيح.. تطور خدمي وارتقاء فكري

مازالت الإنجازات التي حملتها مسيرة التصحيح المجيد في مختلف المجالات حاضرة بقوة في كل مفاصل الحياة الخدمية، والاجتماعية، والاقتصادية، والفكرية في السويداء، تلك الإنجازات التي انعكست واقعاً ملموساً، وقد قطفت المحافظة ثمارها باكراً، لتحقق اليوم أرقاماً متميزة في كافة المجالات الخدمية، والاقتصادية، والتعليمية، والثقافية.

وبمقابل تلك الإنجازات تعامل أبناء المحافظة بوعي معها، وساهموا بتطويرها، وخلال فترة الحرب على سورية ساهموا بالحفاظ عليها، فلم تسجل أية حادثة اعتداء على تلك المنشآت، ورفع أبناء المحافظة شعاراً منذ بداية الحرب: “بصدورنا نحمي مؤسساتنا”، وهذا ما حدث فعلاً لا شعاراً فحسب.

زراعة نظيفة

قد يكون النشاط الاقتصادي هو الأبرز على ساحة المحافظة، فمساحة محافظة السويداء تبلغ /555/ ألف هكتار، منها/ 195200/ هكتار قابلة للزراعة، المستثمر منها /154052/ هكتاراً، وتضم أراضي مروية مساحتها /2159/ هكتاراً، وأراضي بعلية مساحتها /151893/ هكتاراً، أما الأراضي غير القابلة للزراعة فمساحتها /141728/ هكتاراً، وهي عبارة عن أبنية، ومرافق، وسدود، وبحيرات، وأراض صخرية ورملية، إضافة لمساحات الحراج، وغابات، ومروج، ومراع، وأن المساحة المستثمرة زادت نتيجة لدخول مساحات جديدة في الاستثمار خلال عمليات الاستصلاح، وقد ازداد الناتج المحلي بمعدل نحو /9.8/ ما بين عامي 2000- 2009، وذلك بسبب زيادة المساحات المزروعة، والإنتاج، وزيادة عدد الأشجار المثمرة الداخلية في طور الإنتاج، ونشير هنا إلى أن التنوع المناخي والطبوغرافي والحيوي، وانعدام التلوث، ساهما في نجاح الزراعة بأنواع مختلفة من الأشجار المثمرة، وتتمتع المنتجات الزراعية بالجودة العالية، وكذلك توفر الأيدي العاملة، والخبرات الفنية التي يمكن استثمارها في حال تأمين فرص العمل المخبرية مالياً، مع إمكانية الحصول على منتجات زراعية نظيفة لا كيميائية قابلة للتصنيع.

صناعة واعدة

توجد على مساحة المحافظة ثلاث منشآت صناعية كبيرة للقطاع العام وهي: معمل تقطير العنب: طاقته الإنتاجية 14200 طن سنوياً من العنب العصيري، ومعمل السجاد الآلي الذي ينتج أجود أنواع السجاد الصوفي 100%، ومعمل الأحذية الذي يتبع للشركة العامة لصناعة الأحذية، أما عدد المنشآت الحرفية المنفذة في المحافظة لغاية تاريخه فوصل إلى /3548/ حرفة، وذلك وفق القانون رقم 47 برأسمال إجمالي بلغ /1.087/ مليار ليرة، وفرص عمل بلغت /5392/ فرصة عمل، أما قيمة الآلات فبلغت /849.3/ مليوناً، بينما بلغ عدد المنشآت الصناعية المنفذة وفق القانون رقم 21 /710/ منشآت صناعية برأسمال بلغ /2.8/ مليار ليرة، وفرص عمل بلغت /3579/ فرصة عمل، وقيمة الآلات /1.9/ مليار ليرة، بينما المشروعات الصناعية المنفذة وفق قانون الاستثمار رقم /10/، والمرسوم رقم /8/ بلغت /15/ منشأة صناعية برأسمال بلغ /1.6/ مليار ليرة، وفرص عمل بلغت /465/ فرصة عمل، وتوجد حالياً 11 منشأة صناعية قيد التنفيذ وفق قانون الاستثمار رقم /10/، والمرسوم رقم /8/، آلات /163.76/ مليون ليرة، وفرص عمل بلغت /92/ فرصة عمل.

 

جامعة قريبة

يسجل لمحافظة السويداء أنها قامت بخطوات هامة في مجال التعليم أهمها عدم وجود دوام نصفي في جميع المدارس، وتحسن كافة المؤشرات التعليمية، وتغطية جميع التجمعات السكانية بالمدارس، وقلة عدد المدارس المستأجرة، وهي لا تتجاوز 1% من مجموع المدارس، وقلة عدد المتسربين والراسبين من التعليم الأساسي والثانوي العام، وتزايد نسبة الإناث من الطلاب، حيث زادت عن 50%، وقد تم في عام 2008 إعلان محافظة السويداء خالية من الأمية، وهي المحافظة الأولى في القطر التي تخلو من الأمية على مستوى الشباب من الفئة العمرية من 15 حتى 45 سنة، حيث تم تحرير /4393/ أمياً خلال الفترة 2005 حتى 2008، منهم /1636/ أمياً حرروا عام 2008، وهذا يدل على ارتفاع مستوى التعليم لأهالي المحافظة، وقد ارتفعت مؤشرات التعليم على مستوى المحافظة، وتقدمت بالنسبة للقطر، وانخفض معدل التسرب في الحلقة الأولى من التعليم الأساسي إلى 0,2%، وفي الحلقة الثانية 2%، ومعدل الإلمام بالقراءة والكتابة للذين تتراوح أعمارهم من 15 حتى 24 سنة 100٪، ونسبة التلاميذ الذين يلتحقون بالصف الأول ويصلون إلى الصف الخامس 99%، وقد تزايد عدد الطلاب والمدارس بكافة مراحلها بما يتناسب مع الزيادة الطبيعية بعدد السكان، حيث توجد في المحافظة /385/ مدرسة تعليم أساسي، وعدد الطلاب /60183/، و/42/ مدرسة تعليم ثانوي، وعدد الطلاب /10051/، و/32/ مدرسة مهنية، وعدد الطلاب /4195/، ومعظم هذه المدارس “بناء حكومي”، والمدارس المستأجرة مدرسة واحدة في كل مرحلة تعليمية: أساسي، ثانوي، مهني، معهد الفنون، ولا يوجد في المحافظة نظام الدوام النصفي، وبانتظار الانطلاق ببناء جامعة السويداء تكون السويداء دخلت مرحلة جديدة من التطور التعليمي بعد أن أحدثت فيها العديد من الكليات، ووصل عدد الطلاب في كليات ومعاهد المحافظة إلى /15/ ألف طالب وطالبة، موزعين على كليات الآداب بأقسامها السبعة، وكليات التربية، والزراعة، والعلوم، والفنون الجميلة، والميكانيك، كما تم إحداث مصرف تسليف طلابي، ودبلوم للتأهيل التربوي.

 

خدمات صحية

تعتبر مؤشرات الصحة في المحافظة متقدمة على مستوى القطر، وتأتي في المرتبة الأولى في دليل العمر المتوقع عند الولادة (العمر المتوقع عند الولادة 74,3 سنة)، حيث شهد هذا القطاع تطوراً ملحوظاً، وتوسعت رقعة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين بشقيها العلاجي والوقائي، حيث توجد في المحافظة 3 مشاف عامة وهي: مشفى الشهيد زيد الشريطي، بسعة 440 سريراً، ومشفى باسل الأسد في صلخد، بسعة 208 أسرة، ومشفى سالة، بسعة 60 سريراً، ومشفى شهبا، 60 سريراً، قابلة للزيادة، و3 مشاف خاصة، إضافة لوجود 51 مركزاً صحياً، و43 نقطة طبية موزعة في كافة أنحاء المحافظة، ورافق ذلك تطور في الكادر الطبي والتمريضي، حيث بلغ عدد الأطباء العاملين في القطاع الصحي العام /580/ طبيباً، و/2278/ ممرضاً وممرضة.

 

المياه للجميع

تعتمد المحافظة في إرواء المواطنين على مصادر مياه أساسية، وهي الآبار بشكل كبير البالغ عددها أكثر من /300/ بئر في المحافظة تغذي جميع المناطق، والمصدر الثاني هو السدود، وأيضاً الينابيع، وتقوم المؤسسة بتوصيل شبكات المياه الرئيسية والفرعية لكافة المناطق في المحافظة، وكافة التجمعات السكنية، حيث بلغ عدد المشتركين /85500/ مشترك في المحافظة، وبلغت نسبة المستفيدين في المدينة 99.5%، وفي ريف المحافظة 98%، ويبلغ عدد محطات الضخ في المحافظة /15/ كبيرة، و/85/ صغيرة قائمة على مشاريع آبار تغذية التجمعات السكانية، وبلغ معدل نصيب الفرد في المحافظة قبل الحرب نحو 100 ليتر/ يوم، ليتناقص خلال فترة الحرب إلى حوالي 75 ليتراً باليوم، مع وجود خطط لتحسين معدل نصيب الفرد ليصل إلى /150 ليتراً/ يوم، حسب ما هو معتمد عالمياً.

وفي مجال الاتصالات وصل عدد المراكز الهاتفية على مستوى المحافظة إلى 63 مركزاً، بسعة 136 ألفاً، و959 رقماً، منها /101374/ مستثمراً، وعدد وحدات النفاد الضوئي 14 وحدة، بسعة /7488/ رقماً، وبلغ عدد محطات PMP عشر محطات، بسعة /1100/ رقم، وبلغت نسبة التخديم الجغرافية 99,5%، وهي قريبة من نسبة التخديم في مجال الطاقة الكهربائية التي بلغت 99,9% من إجمالي عدد السكان، حيث بلغ عدد المشتركين بخدمات الكهرباء /105596/مشتركاً.

 

مسرح قومي

الثقافة تشكّل الغذاء الروحي لأبناء المحافظة، وتوجد العديد من المقومات الثقافية فيها من وعي اجتماعي، وكوادر متميزة بكافة الجوانب الفنية، والمسرحية، والإبداعية، ويكمن تميزها من خلال المهرجانات، والملتقيات التي تقيمها المحافظة، ودعم الفرق الموسيقية، والمسرحية، والفنية، والشعبية، إضافة إلى وجود العديد من المراكز والمعالم الحضارية المتميزة، ومنها صرح الثورة السورية الكبرى، ويوجد في المحافظة /20/ مركزاً ثقافياً، منها /10/ مراكز أبنية مستقلة، إضافة إلى /5/ محطات مكتبية، وكذلك فرقة للموسيقا العربية، وأخرى للفنون الشعبية، وفرقة مسرحية، و/3/ معاهد للثقافة الشعبية، و/3/ مراكز فنون تشكيلية، ومعهد فريد الأطرش للموسيقا الذي يضم /226/ طالباً وطالبة، كما تم إحداث المسرح القومي في السويداء.

مقومات سياحية

يعتبر الاستثمار السياحي الأهم على ساحة المحافظة نظراً لتوفر مقوماته من طبيعة، ومناخ، وأوابد أثرية منتشرة، وتوفر البنى التحتية، حيث بلغ عدد المشاريع المستثمرة 54 مشروعاً بعد إقلاع تسعة مشاريع هذا العام مستفيدة من المقومات الاستثمارية التي تزخر بها المحافظة بكلفة إجمالية تجاوزت 13 مليار ليرة، وذلك بموجب القيم المالية الاستثمارية المعتمدة من قبل وزارة السياحة عام 2009، وتسير محافظة السويداء بخطا حثيثة لمعالجة الصرف الصحي عبر إطلاق العديد من مشاريع محطات المعالجة، إضافة لمعالجة واقع النقيات الصلبة عبر محطة معالجة مخصصة لذلك.

إنجازات مستمرة

بالمحصلة نقول: إن إنجازات مسيرة التصحيح كانت حاضرة بقوة في محافظة  السويداء، وساهم في ذلك توفر البيئة المناسبة لامتداد تلك الإنجازات لتشمل كافة المجالات، ومختلف المناحي، وكذلك المقومات التي تشكّل قاعدة أساسية لديمومة تلك الإنجازات وتطورها بشكل مستمر، وأهم تلك المقومات وجود إنسان واع ومفكر أدرك جيداً معاني التصحيح فحوّلها إلى سلوك وطني يومي، ونهج دائم مستمر.

رفعت الديك