زواياصحيفة البعثمحليات

 وقت ضائع

خلال لقاء رئيس الحكومة المحافظين أكد أن المحافظ هو السلطة الأعلى المسؤولة عن النهوض بخطة التنمية، وذلك من خلال استثمار كل المكونات المادية والبشرية التي تعد مدخلاً للتنمية الاقتصادية في المحافظات، وبناءً على ذلك لو سألنا بشفافية عن واقع الحال التنموي في محافظة ريف دمشق على سبيل المثال لا الحصر كونها المحافظة الأكبر والتي تتزاحم أخبارها عبر القنوات الإعلامية المختلفة بما فيها صفحات الفيس.. ماذا سنجد.؟

طبعاً الإجابة ليست بالصعبة، حيث تتزاحم الشواهد على غياب التقييم الصحيح لعمل المحافظين بناء على إجراءاتهم وقراراتهم المدرجة في خانة تحسين الوضع التنموي والاستثماري والخدمي، وسبل تمكين البنية الاستثمارية لدى الوحدات الإدارية، ويؤسفنا القول إن هناك من يعرف أنه غير مؤهل للعمل، ولكنه يصر على البقاء وتجاهل القول: من يرى نفسه غير مؤهل لذلك، فليخرج من مكانه”.

والغريب أن ما دار في هذا الاجتماع لم يختلف عن الاجتماعات السابقة، فكان نسخة مكررة للمطالبة بتفعيل أداء المحافظين وجميع مستويات الإدارة داخل المحافظات للارتقاء بالواقع الخدمي فيها، وتعزيز عملية التنمية المحلية وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين، وذلك ضمن  التوجه نحو فصفصة المشكلات والتحديات، والبدء بتقوية مفاتيح العمل الحكومي الأساسية وصولاً إلى رضى المواطن الذي على ما يبدو لا يعجبه العجب كما يقال خاصة في علاقته مع الوحدات الإدارية التابعة مباشرة لموقع المحافظين، كونهم كما تم وصفهم في اجتماعات سابقة رافعة حقيقية لعملية مكافحة الفساد عبر وضع خطط تنموية حقيقية لمحافظاتهم، والتطبيق الشفاف للأنظمة والقوانين وتبسيط الإجراءات الإدارية، وتقديم خدمات سهلة ومرنة وذات جودة عالية بعيداً عن الروتين والبيروقراطية، وخلق قنوات تواصل فعالة لتوصيف المشاكل الخدمية التي يعانون منها، والتشبيك المنظم مع الوزارات المعنية لمعالجتها، هذا عدا عن دورهم في تطوير المنظومة التشريعية من خلال الدراسة الدقيقة للصلاحيات الممنوحة للوحدات الإدارية التابعة لمحافظاتهم، وتقييم مدى جدواها في ممارسة هذه الوحدات لدورها بنزاهة وشفافية.

وطبعاً العودة للتذكير بالدور المنوط بالمحافظين يشكل بحد ذاته معضلة كبيرة كونه يكشف عن عدم المتابعة من الجهات الأعلى التي تكتفي بمثل هذه اللقاءات دون أي إجراءات فاعلة على صعيد المحاسبة والمساءلة عن حقيقة تنفيذ الخطط المدرجة في أجندة عمل المحافظ التي تتساقط الكثير من بنودها في أدراج النسيان، وعدم المتابعة  والتفاعل مع مطالب الناس الخدمية، والمقصود هنا تلك الأساسيات المتعلقة بالنظافة وصيانة الطرق وغيرها ووو…..

بالمختصر آن الأوان لإجراء تعديلات جذرية على مستوى المحافظين، وهذا لا يعني التقليل من عمل المجتهد والمتابع منهم، ولكن تكرار أسطوانة المهام والواجبات التي تعتبر من البديهيات المقوننة لا يمكن ترجمتها، إلا في سياق وجود تقصير وخلل في العمل، وهذا يعني إضاعة الوقت بدلاً من  البحث عن آليات جديدة للعمل لتحسين الخدمات المقدمة وتحقيق قفزات تنموية حقيقية يتلمس المواطنون نتائجها على أرض الواقع، وشد جميع المهام بوثاق المحاسبة والكفاءة والنزاهة والحرص على خدمة المواطنين والاهتمام بقضاياهم المعيشية، والعمل على تلبية احتياجاتهم التي لم تعد كبيرة، بل تمثل أبسط متطلباتهم الأساسية.

بشير فرزان