ثقافةصحيفة البعث

لوحات معرض فداء منصور بلمسات دائرية

أطلق الفنان فداء منصور تجربة الدائرة في صالة “أدونيا” وهي عن استخدام الدائرة والخط الدائري في تشكيل اللوحات بحيث لا يهرب التشكيل الذي يريده، وعن معرضه الذي افتتح في صالة لؤي كيالي للفنون الجميلة في العفيف قال :

قدمت 20 لوحة بحجم متر بمتر، عالجت فيها حالات إنسانية خاصة بي، وحالات أنثوية وطبيعية وحصاد وشيء من رمضان، وعملت ثلاث لوحات ضمنتها الخط الحروفي بمعنى استخدمت الدائرة بتشكيلات حروفية جديدة فيها شيء من الغرابة، وقد أحببت من خلال هذا المعرض تقديم شيء يميزني، والدائرة بطبيعة الأحوال ترمز إلى النضج والخبرة والغموض والصعوبة، فالدائرة ليست حكراً على أحد، ولكنني حاولت التعمق فيها بأسلوبي الخاص، رأيتها في اسكتشات الكبار التي لا تخلُ من هذه اللمسة الدائرية وفيها حرفية وصعوبة في الوقت نفسه، وترمز الدائرة إلى الهدوء والسلام، وكما تلامس الأشكال الأخرى العين والخط الدائري يلامسها بسلام، وأحاول جاهداً قدر الإمكان أن تكون الأعمال منسجمة مع بعضها.

الألوان قوية

يعتبر الفنان منصور أن المرأة داخل الدائرة، وعن لوحات معرضه وأفكارها تحدث: المرأة هي كائن الدوائر الجميلة، وهي نصف الحياة وملهمتها وهي الأم والرحم والعشيقة، ولا يمكن إهمالها ويجب أن تكون موجودة. ورسمت لوحة للشاعر نزار قباني بجو دمشقي مليء بالحب وكتبت قصيدة له، واللون الأحمر هو حالة شعور بالحب، مثل أغنية فيروز “أنا عندي حنين مابعرف لمين” رسمت المطر بجو من الحب الأحمر، ولوحة حمراء هي بوستر معرضي وكنت حينها بحالة من العزلة والمحبة للخالق.

مدرسة دائرية

وعن رسالة المعرض أجاب: أتمنى من خلال هذا المعرض أن تصل تجربتي وتكون أكثر نضجاً من التجربة الأولى التي حصل رهان على فشلها أو وقوعها في التكرار من خلال صعوبة التجربة والتعامل مع الدائرة، وأتمنى أن تكون تجربة الدائرة مدرسة فنية أو طرح جديد في عالم الفن التشكيلي وأنا بدوري أحاول تأسيس هذه المدرسة باستخدام الخط الدائري أو الدائرة.

هوية خاصة

هناك سلسلة من المعارض تقام برعاية الاتحاد تشكل نوافذ وإطلالات مختلفة على تجارب فنانين، وعبّر الفنان هشام كفارنة عن رأيه بالمعرض قائلاً: لكل فنان هويته وصوته الخاص بألوانه وتشكيلاته، والفنان فداء ينتقي وضعيات قد تكون مألوفة ولكنه يقوم بمعالجتها عبر رؤية خاصة به، وهنا تكاد تكون كل التكوينات والتشكيلات تنتمي إلى الدائرة من الوجوه والكرسي والمنجل والسرير وربما الدائرة هنا هي دائرة الكون، أو الدائرة التي تحيط بنا أو ربما نكون في مركزها أو على دائرة جانبية على محيط الدائرة الكبرى، هي رؤية يقوم فداء بمعالجتها دون الغرق في رمزيته أو تعبيره.

وحدة اللوحات

وعن رأيه في المعرض قال الفنان التشكيلي سهيل بدور: فداء ينتج بكثافة وكم كبير وهو نشيط، وهذا الكم يؤثر على النوع، وفي الوقت نفسه فداء متميز وبصرف النظر عن تسميته الدائرية إلا أن المنتج الفني وأعماله فيها حساً لونياً عالياً وتكنيكاً وتكويناً ووحدة تجمع بعض الأعمال ببعضها، وأتمنى أن يكمل بهذا الخط بقدر ما يستطيع، وفي المعرض أعمال جديرة أن تشاهد ولكن اعتقد أن الفنان ينقصه بذل جهد أكثر في العمل ليكون أمام لوحة مكتملة ومميزة تستحق التقدير.

جمان بركات