الصفحة الاولىصحيفة البعث

حزب الله: واشنطن والنظام السعودي يؤجّجان الفتنة في لبنان

حمّل حزب الله الولايات المتحدة والنظام السعودي المسؤولية عن “محاولة تأجيج الفتنة في البلاد”، مبدياً حرصه على مساعي تشكيل حكومة جديدة “لا تخضع لإملاءات خارجية”، فيما اتهم التيار الوطني الحر رئيس حكومة تصريف الأعمال بأنّه لم ينفّذ أيّاً من الأمور التي تعهّدها عند طرح اسم الوزير السابق محمد الصفدي لرئاسة الحكومة، وتحدّثت مصادر في التيار عن “مماطلة وتأخير في التكليف لحرق الأسماء والضغط”، وأشارت إلى أن التيار “طرح فكرة حكومة اختصاصيين مؤلفة ومدعومة من الكتل النيابية، ويتمثّل فيها الحراك، لم يوافق عليها كل من حزب الله وحركة أمل، ليطرح الحزبان فكرة حكومة تكنوسياسية لم يوافق عليها الحريري”.

وأوضحت المصادر أن التيار اقترح فكرة وافق عليها الجميع تتمحور حول “رئيس مدعوم من الحريري، ويتمثّل فيها كل فريق بحسب ما يريد”، وأضافت: بناءً على هذه الفكرة طرحت أسماء متعددة ليجري الاتفاق على اسم الصفدي، ليدعمه الحريري بالكامل، إلا أن الصفدي انسحب بعدما رأى أن الدعم غير متوافر.

وطلب الوزير والنائب اللبناني السابق محمد الصفدي، السبت، سحب اسمه من التداول كأحد الأسماء المطروحة لتأليف الحكومة الجديدة.

وفي السياق نفسه، اتهم عضو المجلس المركزي في حزب الله، نبيل قاووق، خلال احتفال تأبيني في حسينية بلدة الصوانة الجنوبية، “السياسة الأميركية والإعلام الالكتروني السعودي بمحاولة دفع اللبنانيين إلى التصادم في الشارع”، مضيفاً: إن “حزب الله نجح في قطع الطريق على الفتنة والإملاءات الأميركية وحرب أهلية تريدها “إسرائيل””.

وشدد قاووق على أن المتظاهرين خرجوا إلى الشارع من أجل “إنقاذ البلاد والمطالبة بحقوقهم المعيشية”، مضيفاً: إن الذين “دخلوا على الحراك الشعبي من قوى حزبية أو من تدخلات أميركية لا يريدون إنقاذ البلد، إنما إغراقه من أجل تحقيق مكاسب سياسية”، وأعرب عن حرص حزب الله على تسهيل كل الاتصالات والمشاورات من أجل تشكيل الحكومة، محذّراً من أن “هناك من يتعمّد زرع الألغام في طريق تشكيل الحكومة” بهدف تغيير المعادلات السياسية في البلاد، وتابع: “نحرص ونعمل بمسؤولية لأجل تشكيل حكومة موثوقة قادرة على إنقاذ البلد، ومحاسبة الفاسدين، وإيقاف مزاريب الهدر، واستعادة المال المنهوب، شرط ألا نجر البلد إلى الفتنة، وألا يكون هناك أي تسلل أميركي لتحقيق أي هدف يخدم العدو الإسرائيلي، ويستنزف قوة لبنان في المواجهة”. وحمّل قاووق قوى حزبية المسؤولية عن “افتعال الأزمات بغية تحقيق مكاسب سياسية”، واصفاً ذلك بأنه “موقف غير وطني”، مشيراً إلى أن البعض في دول الخليج “يشجعون “إسرائيل” على تصفية المقاومة، سواء في لبنان أو فلسطين”.

وفي السياق نفسه، أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش أن بعض الجهات في لبنان تسعى لاستغلال الحراك المطلبي وقطع الطرق والتلاعب بسعر الليرة لتحقيق مآرب خاصة، وأوضح “أن البعض يلجأ لاستخدام أساليب ميليشياوية قد تأخذ البلد إلى الفوضى والخراب، وضرب الاستقرار الداخلي، وتخريب السلم الأهلي في لبنان”، مضيفاً: إن من يلجأ لقطع الطرق، وتعطيل حياة الناس، وحريتهم في التنقل، وممارسة العمل لفرض شروطه السياسية هو مفلس سياسياً، واستخدامه لهذه الأساليب هو دليل إرباك وتوتر.

وشدد دعموش على أن حزب الله لن يسمح باستهداف المقاومة وحلفائها أو إخراجها من المعادلة الداخلية، كما لن يسمح لأمريكا وأدواتها في الداخل بتحقيق ما عجزوا عن تحقيقه في عدوان 2006 أو الوصول إلى أي مكاسب سياسية على حساب قوة ومنعة ومصلحة لبنان والشعب اللبناني.

من جانبه، أكد عضو المكتب السياسي لحركة أمل النائب هاني قبيسي أن محاولات البعض للتآمر على لبنان وإثارة الفوضى على أرضه تهدف لإسقاط المقاومة الوطنية، وقال: “ما يحصل على الساحة اللبنانية منذ فترة هو مؤامرة على المقاومة وثقافتها بدأت بفرض عقوبات على لبنان لحصاره وتجويع مواطنيه لكي ينتفضوا على نظام يؤمن بالمقاومة”، مشيراً إلى أن “بعض المتآمرين في الداخل اللبناني يشاركون في نفس السياسة لكي يحرموا المواطن اللبناني من حياة كريمة على المستوى الاقتصادي”.

ولفت قبيسي إلى أن الأهداف المطلبية والاجتماعية والإصلاحية التي خرج البعض مطالباً بها في بداية الحراك الشعبي أصبحت في مكان، فيما الأهداف السياسية في مكان آخر، وبدأنا نرى سياسة فرض قناعات جديدة عبر الدعوات لسحب سلاح المقاومة والتطبيع مع العدو الإسرائيلي.

بالتوازي، أكد قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون أن الجيش هو المسؤول عن أمن المتظاهرين وباقي المواطنين في لبنان، مجدّداً التأكيد أن إقفال الطرق أمر غير مسموح به، وأضاف، خلال تفقّده وحدات الجيش اللبناني المنتشرة في بيروت وجبل لبنان والتي تنفّذ مهمات حفظ الأمن في ظل التحركات الشعبية في عدد من المناطق اللبنانية: “إن التوقيفات التي حصلت مؤخراً شملت عناصر عملت على إحداث شغب، وواجهت الجيش، وحاولت منعه من تنفيذ مهماته وتعرضت له، كما شملت أشخاصاً من غير اللبنانيين وآخرين تبيّن أن بحوزتهم مخدرات ومواد ممنوعة”.

ودعا عون إلى الابتعاد عن الشائعات التي تهدف إلى تضليل الرأي العام وإحداث شرخ بين المواطنين والمؤسسة العسكرية، مشدداً على بقاء الجيش اللبناني على أقصى درجات الجهوزية والوعي في مواجهة التحديات التي يمر بها لبنان.