تحقيقاتصحيفة البعث

الشباب والمستقبل!

تركت الحرب ندوباً واضحة في حياة عدد لا يستهان به من شبابنا، إلا أنهم رغم كل ذلك كانوا ومازالوا صمام الأمان، وأثبتوا حباً حقيقياً وصادقاً لوطنهم بأفعال وأعمال ترجمها دورهم الكبير في الدفاع عن بلدهم، وتحقيق الانتصار تلو الانتصار على جميع الجبهات، ونعتقد أن المرحلة الآن باتت مهيأة أكثر من أي وقت مضى لإعادة النظر في خارطة الفرص الشبابية، وتوسيع مدار استهدافها لتكسر طوق المحسوبيات، وإطلاق صفارة بدء تنفيذ استراتيجية تنموية شبابية غير قابلة للاحتكار من قبل فئة شبابية محدودة، وتعتمد في الوقت ذاته منهج عمل واضحاً، وبشكل ينتشل الشباب من خيارات ملاحقة الأحلام خلف البحار.

ومع تكرار خيبات الأمل يتخوف الكثير من الشباب من فكرة بقاء مستقبلهم معلّقاً على مشاجب التمني والأحلام، ويعتبرون بعد كل هذه السنوات أن أية خطة شبابية لا تقترن بخطة تنفيذية محددة الزمن والخطوات هي مناورة غير ناجحة، ودوران في حلقات التشخيص التي لم تؤت ثمارها حتى الآن، فالواقع الشبابي مازال مأزوماً رغم الحديث المتكرر عن محاولات عديدة، سواء في ميادين المعالجات، أو الاستثمار الفعلي لطاقاتهم، فإلى هذه اللحظة لم يتم توجيه السياسات والبرامج القادرة على تفعيل وتطوير صفات الإبداع والتجديد والابتكار الخلاق، وبشكل يسهم في تطوير وتنمية الشباب، والتعامل مع قضاياهم من منظور مركب وشامل، أي أن يتحمّل المجتمع بكافة فعالياته وأركانه مسؤولية تحسين ظروفهم، والسؤال هنا: هل وضعت استراتيجية لدورات تدريبية حقيقية تصقل مهارات الشباب، وتحدد مسارات طاقاتهم؟ وهل أخذت بعين الاعتبار زيادة حصة الإنفاق على إنشاء المؤسسات التدريبية والتأهيلية الشبابية بمختلف أنواعها؟.

طبعاً ليس من باب الانتقاد لعمل الجهات المعنية بالشباب، بل من باب النصيحة نقترح لتحقيق خطوات متقدمة على صعيد تفعيل دور الشباب في قيادة الدولة إلزام المؤسسات العامة بإيفاد العاملين الشباب فيها إلى دورات تأهيلية مستمرة بما لا يقل عن 100 ساعة سنوية للعامل الواحد بشرط أن تكون حقيقية، وإشراك المنظمات والنقابات والاتحادات كافة، ولاسيما اتحاد الطلبة، واتحاد العمال، والشبيبة، ونقابات المهندسين، وغرف التجارة والصناعة في مشروع وطني لتأهيل العمالة الشابة بما يتوافق مع متطلبات سوق العمل، ولابد من تفعيل أدوات الضمان الاجتماعي لأفراد قوة العمل الشابة، ولاسيما من العاطلين عن العمل، ويأتي في مقدمة ذلك منح تعويض البطالة لهم.

بشير فرزان