صحيفة البعثمحليات

لزيادة نصيب الفرد من لحوم الأسماك تتبع المؤشرات والمراحل المنجزة في مشروع الاستزراع السمكي

اللاذقية- آلاء حبيب

يسجّل مشروع مزارع الأسماك الأسرية توسعاً ملحوظاً في مرحلة انطلاقته ضمن خطة الهيئة العامة للثروة السمكية الذي اعتمدته منذ العام الماضي بهدف دعم سكان المناطق الريفية ممن يملكون مزارع صغيرة أو أحواضاً لسقاية المزروعات، أو أحواضاً في حديقة المنزل لاستثمارها في تربية الأسماك والاستفادة من بقايا المنزل في تغذية الأسماك؛ وذلك لما لها من دور كبير في التنمية المستدامة لسكان الأرياف، حيث يتم تقديم الزريعة السمكية للمزارعين إضافة إلى الدعم الفني من الهيئة.

وبيّن الدكتور عبد اللطيف علي مدير عام هيئة الثروة السمكية أن عملية التوزيع التي باشرت بها الهيئة العام الماضي هدفها دعم التوسع بتنمية وتربية الثروة السمكية في المزارع الأسرية الصغيرة، وأنه خلال العام الماضي تم تقديم 2500 من إصبعيات الكارب العام كمنحة من الهيئة لتسعة من المزارعين في قرية ديروتان التابعة لمنطقة جبلة، كما نفذت الهيئة  يوماً حقلياً للاطلاع على النتائج النهائية لموسم تربية الأسماك في المزارع الأسرية، مع ملاحظة مدى التفاعل الإيجابي من المزارعين مع هذه الفكرة الجديدة ومراقبة تحسن أوزان الأسماك المزروعة ووصولها إلى الوزن التسويقي.

وأوضح د.علي أنه تم البدء بهذه التجربة في بداية الشهر السابع من عام 2018، وكانت الأوزان الوسطية للإصبعيات بحدود 35غ، وخلال ثلاثة أشهر وصل الوزن الوسطي للأسماك إلى 350-400غ، وهي أسماك تسويقية وأسماك مائدة، وبالتالي تم تحقيق الغاية المرجوة من المشروع والتي تتمثل في نشر ثقافة تربية الأسماك لدى المواطنين، والمساهمة في زيادة نصيب الفرد من لحوم الأسماك الهامة والضرورية.

ولفت د علي إلى أن هذا العام وضمن استراتيجية الهيئة للتوسع في مشروع التربية الأسرية للأسماك، فإن المشروع يشمل كافة مناطق القطر حيث قامت بتعميم هذه التجربة على ثلاث محافظات، وهي (اللاذقية-طرطوس- حمص)، فتم توزيع /46000/ إصبعية من أسماك الكارب العام مجاناً على /292/ حوض سقاية لدى المواطنين في المحافظات الثلاث.

وأشار مدير الهيئة إلى أنه في محافظة اللاذقية بلغ عدد الأحواض المستزرعة (93) حوض سقاية، حيث قام المهندسون والفنيون في الهيئة بتنفيذ بيان عملي للمزارعين حول كيفية استزراع الأسماك، وشرح طريقة التربية والتعليف والإجراءات الفنية الدالة على درجات الحرارة والأوكسجين، وفي محافظة طرطوس: بلغ عدد الاحواض المستزرعة (96) حوض سقاية.

وقام المهندسون والفنيون في الهيئة بتنفيذ بيان عملي للمزارعين تم خلاله إرشادهم إلى طريقة التعليف أثناء التربية، إضافة إلى معرفة التبدلات التي يمكن أن تحصل على البيئة المائية أثناء التربية، وطرق قياس درجات الحرارة والأوكسجين، وكيفية التعامل فنياً مع الأسماك أثناء التربية، وفي محافظة حمص: بلغ عدد الاحواض المستزرعة (103) أحواض سقاية.

وذكر علي أن لجنة الاستزراع المؤلفة من مديري البحوث والتنمية في الهيئة ومدير مركز حمص للثروة السمكية نفذوا بياناً عملياً للمزارعين في منطقتي قطينة والرستن، وشرح طريقة تربية الإصبعيات انطلاقاً من إطلاق الإصبعيات من أكياس النقل حتى الوصول بها لأسماك المائدة.

كما قام المهندسون والفنيون في الهيئة بلقاء المزارعين وتقديم شرح مفصل حول أهمية المزارع الأسرية والفائدة المرجوة منها، وتزويدهم بأرقام هواتف اللجنة الفنية المشرفة للمتابعة في أي وقت.

وبين مدير الهيئة أن الهدف من هذه الفعالية هو دعم المشاريع المتناهية الصغر، ورفد السوق المحلية بالإنتاج السمكي ونشر ثقافة تربية الأسماك لدى المواطنين، وتأمين الغذاء الصحي للأسرة الريفية، كما أن العمل يعتمد على فكرة تكامل الاستزراع السمكي النباتي حيث إن تربية الأسماك في أحواض السقاية الخاصة بالمزارعين، كمزرعة أسرية صغيرة تُغني المياه بالمادة الآزوتية، وبالتالي تساهم في تخصيب التربة للمحاصيل والخضراوات التي تتم سقايتها بها ضمن الحديقة المنزلية، وتخفف من تكاليف الإنتاج على المواطن.