صحيفة البعثمحليات

التسويق الإلكتروني.. نصب واحتيال وحسابات بلا رقابة القصص والروايات شاهد إثبات.. ولائحة تنفيذية للضوابط والنواظم تضمن الحقوق

 

 

استطاع التسويق الإلكتروني اختراق كل منزل فارضاً نفسه على جميع أنواع التسويق التقليدية كونه الأحدث والأسرع والأقل كلفة وجهداً، كيفما يشاء صاحب المنتج وخاصة مع تعدد مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت واقعة ولا يمكن السيطرة والتحكم بها.

مميزات ولكن..
ومع هذه المميزات العديدة التي تقدمها مواقع التواصل للعالم، إلا أن هناك من خلط المفاهيم واستخدم الخدمة بالشكل المخالف والمنافي للحقيقة والمصداقية، ولاسيما في ظل قدرة إخفاء المصدر وصاحب الصفحات والمواقع؛ مما جعل صفحات التواصل الاجتماعي باباً يفتح مصراعيه للجرائم الإلكترونية من قذف واتهامات باطلة ونصب واحتيال لمتسللين على الشبكات الإلكترونية، حيث تعد جرائم الاحتيال والنصب من أخطر الجرائم وأكثرها وأوسعها انتشاراً بوسائل وطرق وأشكال متنوعة بعقول احترافية من أجل الإيقاع بالضحايا والاستيلاء على أموال الآخرين.
ويؤكد خبراء بالتسويق أن أسهل طريق لهؤلاء يكون عبر “الفيس بوك” و”التويتر” كونهما أسهل الأدوات للتلاعب والغش والاحتيال؛ ما أدى إلى وقوع الكثير من مستخدمي هذه المواقع فريسة للمحتالين.
وبين الخبراء أن هناك صفحات تواصل تعمل بشكل أصولي ومصداقية عالية ضمن الأطر القانونية والتجارية وفق تراخيص معتمدة من وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، معتبرين أن هذا النوع من التسويق الإلكتروني يقدم الفائدة والمعلومة والسرعة بشرط الترويج للمنتج بالشكل الحقيقي من دون تحريف أو مبالغة أو تزييف.
وحذر خبراء من مواقع إلكترونية وصفحات تواصل تعتمد النصب بذكاء حاد وخلق حيل وطرق تتناسب مع التطورات والاحتياطات المبذولة، من أجل تمرير أعمالهم الاحتيالية تحت غطاء التسويق والعرض لمنتجاتهم.

ضحايا “الإلكتروني”
“البعث” تابعت واستطلعت بعض هذه الحالات من النصب والاحتيال، حيث كشفت “م” عن محاولة إحدى صفحات ترويج لمنتجات المكياج عبر الفيس بوك للإيقاع بها من خلال استعلامها عن سعر منتج، حيث طلب منها التواصل على رقم معين، ومن بعد التواصل لم يكن الحديث مريحاً لتكتشف من خلال التواصل مع المروج أنه يريد التعرف عليها وطلب منها لقاء؛ مما دفعها لحظر الصفحة والرقم.
ولم يك “س” أفضل حالياً، حيث قام بشراء سيارة من خلال صفحات الفيس بوك، وقام بكتابة عقد بعد أن دفع “رعبوناً” ليفاجأ أن السيارة لها مالك آخر؛ مما جعله يقوم بتقديم معروض بالنيابة العامة على البائع الذي توارى عن الأنظار وألغى رقم جواله. ويوضح أحد أصحاب المكاتب العقارية أنه سمع عن حالات نصب يقوم بها بعض المروجين عبر الفيس بوك لبيع منازل ليست لهم وأصحابها خارج البلد، حيث يتم عرضها بأسعار مغرية جداً؛ مما يدفع الزبائن للتسابق على شراء ودفع مقدمة من ثمن المنزل، ثم يكتشفون أنهم وقعوا ضحايا عملية نصب واحتيال.

استقصاء واستغراب
ومن خلال الاتصال على رقم مكتوب تحت منشور لمحل بيع أثاث منزلي، تبين أن الرقم لأحد المنازل، وعند التواصل على رقم الجوال كان خارج التغطية، ليوضح لنا أحد المتابعين لهذه الصفحات أن بعد أي عملية نصب أو احتيال يقوم هؤلاء بإلغاء أرقامهم وبيع أرقام هواتفهم الأرضية.
وما زاد استغرابنا غياب الرقابة التامة من الوزارة والجهات المعنية وخاصة وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، ولاسيما مع وجود صفحات تواصل تقوم بترويج لمواد مهربة وغير معروفة المصدر، وبعض الصفحات يروج لمواد وأشياء غريبة عن مجتمعنا بطريقة مسيئة وفاضحة.

شروط وعقوبة
يؤكد مدير حماية المستهلك في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك علي الخطيب أن الوزارة لديها لائحة تنفيذية للضوابط والنواظم الخاصة بحماية المستهلك الإلكتروني وفق مواد وبنود تضمن الحقوق للجميع، حيث يخضع التسويق الإلكتروني لشروط تحدد في مواد معينة توضح كيفية منح التراخيص، مشدداً على ضرورة تقديم شكوى من المواطن الذي يتعرض لحالة نصب واحتيال، على أن تكون موثقة مع صور للصفحة والعرض والمنتج، وفوراً تتم متابعة الموضوع أصولاً وإحالته إلى القضاء، علماً أن الوزارة تلقت شكاوى نصب واحتيال إلكتروني عبر المواقع وصفحات التواصل، وتمت معالجة القضايا وإعادة الحقوق لأصحابها. واعتبر القاضي غسان البكار أن من الصعوبة مراقبة صفحات الفيس بوك كونها بأعداد كبيرة ومجهولة المصدر في أغلبها، موضحاً أن عقوبة الجريمة الإلكترونية في القانون مضاعفة عن مثيلتها في الواقع، مؤكداً على ثقافة الوعي لدى المواطنين، مع ضرورة الشكوى للحد من هذه الجرائم كونها بازدياد كبير مع هذا التطور الإلكتروني.

احتيال تربوي
ولم تقتصر حالات النصب والاحتيال على تسويق منتجات المكياج والألبسة والمنازل وغيرها، بل وصلت إلى القطاع التعليمي والتربوي وذلك من خلال نشر ملخصات وتوقعات امتحانية عن المقررات الدراسية؛ مما أربك الطلبة وخاصة قيام بعض الصفحات بنشر أسئلة قبل موعد الامتحان، حيث تؤكد هذه الصفحات أنها ستنشر أسئلة الامتحان، حيث أصبح الطالب يقلب قبل كل مادة عبر صفحات التواصل عن الأسئلة؛ مما يشتت ذهنه ويضيع أفكاره، لتشير الخبيرة التربوية علا سلمان إلى أهمية مواقع التواصل الاجتماعي في عرض الكثير من المعلومات التي قد تكون رديفاً إيجابياً وفائدة حقيقة للطالب، على ألا يصل الأمر إلى حالة من الإدمان التي تؤدي إلى القلق ونشر التوقعات وشائعات عن الأسئلة مما يشتت الذهن، لافتة إلى دور الأهل في التوعية وإبعاد أبنائهم عن الفيس بوك في فترة التحضير للامتحانات، والاعتماد على المنهاج كمرجع أساسي ولاسيما أن وزارة التربية أكدت أن الأسئلة ستأتي من المقرر حصراً.
وكشف مدير التوجيه في وزارة التربية المثنى خضور عن إحالة أكثر من مدرس قام بنشر ملخصات عن المقررات إلى الرقابة كونه يخالف التعليمات الوزارية، والغرض الأساسي من المناهج المطورة التي تعتمد على مهارات الطالب والتفكير والتحليل لا الحفظ والتلقين، مؤكداً على متابعة صفحات الفيس بوك والتدقيق بما ينشر ويتعلق بوزارة التربية والمناهج.

تسول “فيس بوكي”
وعن “التربية” لن نبتعد كثيراً، حيث يمتهن البعض عبر صفحات التواصل التسول “الفيس بوكي” من خلال نشر صور مؤثرة وكلام يثير الشفقة ويحرك المشاعر الإنسانية لا أحد يعلم مصداقيتها من زيفها.
ويعتبر متابعون أن هناك من اتخذها مهنة مربحة لا تتطلب جهداً، ويجني منها تبرعات وافرة، ولاسيما أن الناشر يصعب معرفة اسمه الحقيقي ومكان إقامته أو مكانته الاجتماعية، لافتين إلى ضياع المحتاج الحقيقي بالمزيف والمحتال. ويؤكد خبراء على أهمية دور الأسرة بالتوعية مع مؤسسات المجتمع الأهلي من جمعيات ومؤسسات خيرية بأن يكون توجه التبرع إلى جهات رسمية معتمدة مستحقة بالفعل.

حيطة وحذر
ختام الكلام.. رغم أن صفحات التواصل الاجتماعي ومع أهميتها في ظل التطور المعرفي وإيصال المعلومة بالسرعة الكلية والترويج الحقيقي والمفيد، إلا أنه بالمقابل خطورتها كبيرة؛ فهي سلاح ذو حدين لابد من أخذ الحيطة والوعي.
علي حسون