صحيفة البعثمحليات

أخطار صحية على العاملين.. وأجرة 25 ليرة لكل 1 كغ غير كافية معالجة 5 – 6 طن يومياً من النفايات الطبية وفرزها عن “المطبخية” ضرورة

يشكل التخلص من النفايات الطبية هاجساً لدى القائمين على العمل البلدي في ظل تصنيف بعض أنواع هذه النفايات على أنها خطرة، وقد تؤدي للعديد من الأمراض المعدية؛ ولذلك فهي بحاجة إلى إجراءات وخطوات محددة للتعامل معها قبل إتلافها، ومع وجود مايقارب من 5 – 6 طن من النفايات الطبية يتم جمعها يومياً من المشافي العامة والخاصة في مدينة دمشق، فإن عملية الإدارة والتخلص من تلك النفايات بشكل صحيح يساهم في حماية البيئة والعامة وحتى العاملين في المرافق والرعاية الصحية الذين هم أكثر عرضة لخطر تلك النفايات الطبية باعتبارها خطراً مهنياً.

50 ألف غرامة
مدير النظافة في محافظة دمشق عماد العلي أوضح في تصريح خاص “للبعث” أنه يتم جمع النفايات الطبية يومياً من المشافي العامة والخاصة وحتى من المستوصفات والمراكز الصحية والمخابر كافة، وهذه النفايات لها حاويات خاصة وأكياس لونها أزرق لكي يتم فصلها عن النفايات المطبخية ونقوم نحن بتزويد المشافي بها، مشيراً إلى أن خلط النفايات الطبية مع المطبخية يعرض المشافي لعقوبات رادعة تصل لـ50 ألفاً كغرامة أولية.
وذكر العلي أنه بعد أن يتم جمع النفايات الطبية يتم نقلها لمعمل الغزلانية، ويتم تحويلها هناك من نفايات طبية خطرة إلى نفايات عادية عن طريق جهاز “أوتكليف”، منوهاً إلى أنه من الضروري زيادة عدد الآليات التي تجمع تلك النفايات، فوجود 3 على مستوى محافظة دمشق يشكل ضغطاً على السائقين، حيث سيقوم العاملون لدى المديرية في الفترة القادمة بزيارة العيادات التي تجري عمليات جراحية وجمع النفايات الطبية منها.

تجربة جديدة
وأشار مدير النظافة إلى أن هناك لجنة مشكلة من وزارة الصحة والبيئة تجول على المشافي وتقيم مدى تقيدهم بالظروف البيئية من حيث وجود مصرفات للمياه، وأماكن تموضع الحاويات والتزامهم بالشروط والمعايير البيئية اللازمة، كما أن هناك لجنة مشكلة من تلك الوزارات والهدف منها مراجعة المشافي، وتقديم الإرشادات التي يجب أن تتبعها إدارات المشافي للحد الكامل من آثار النفايات الطبية، كما أن هناك جولات فجائية نقوم بها على المشافي لمعرفة التزامها بالشروط، مشيراً إلى أنه عندما يتم إبلاغ المديرية من قبل المواطنين عن وجود نفايات طبية داخل الحاويات العادية نتوجه إلى أقرب مستوصف ونضع كامل المسؤولية عليه، مؤكداً أنه تم البدء بتجربة جديدة في منطقة شرق التجارة، يتم من خلالها فرز النفايات المطبخية عن النفايات الأخرى التي لا تدور، مثل البطاريات وغيرها، وسيتم تعميم تلك التجربة على كافة المناطق.
وأوضح مدير النفايات الصلبة في محافظة دمشق موريس حداد “للبعث” أن المديرية تقوم بمعالجة النفايات الطبية منذ عام 1997 بعد نقل كافة المحارق التي كانت موجودة ضمن المشافي الكبيرة ( المواساة – الزهراوي – المجتهد ) إلى مركز المعالجة بالغزلانية منعاً للتأثيرات البيئية السيئة ضمن المدينة، واستمرت عملية المعالجة بطريقة المحارق حتى عام 2008 حيث تم تركيب جهاز أتوغليف حديث يقوم بمعالجة النفايات الطبية عن طريق الضغط بالبخار وبالحرارة العالية، وتم إيقاف العمل بالمحرقة لما له من نتائج سلبية على البيئة والعمال بالمديرية.

30م3 يومياً
وعن ميزات هذا الجهاز واستطاعته ذكر حداد أن جهاز الأتوغليف يقوم بعملية معالجة النفايات الطبية بطريقة تعقيم هذه النفاية وتحويلها إلى نفاية عادية ( آمنة )، وذلك بواسطة ضغط البخار الذي يصل حتى 4 بار وبدرجة حرارة 140مْ، وتبلغ استطاعة الجهاز خلال دورة العمل الواحدة (ساعة كاملة) 5م3 وبالتالي يمكن معالجة حتى 30م3 يومياً.
أما عن كيفية التعامل مع النفاية الطبية بعد خروجها من جهاز الأتوغليف بين حداد أن النفاية المعالجة ضمن جهاز الأتوغليف تعتبر نفاية آمنة؛ لذلك يتم طمرها ضمن التربة ( بمنطقة خاصة ضمن المطمر ) دون أن يكون لها أي تأثير سلبي على العمال، أو تأثير بيئي على التربة والمياه الجوفية، ويتم معالجة ما يقارب من 5-6 أطنان، أي ما يعادل ( 25- 30) م3 يومياً تجمع من كافة المشافي العامة والخاصة والمستوصفات والمراكز الطبية الكبيرة العاملة ضمن مدينة دمشق عن طريقة مديرية النظافة، وهي مسؤولة عن عملية الجمع والنقل إلى المديرية حيث يتوفر لديها سيارة نقل مبردة.

غير كافية
وعن كيفية جمع تلك النفايات من المراكز الطبية، وهل هناك من مبلغ يتم فرضه على الجهة المولدة لمثل هذه النفايات يشير حداد أنه يتم جمع النفايات الطبية بواسطة سيارة مبردة خاصة لهذه الغاية من قبل مديرية النظافة، أما بالنسبة للأجور المترتبة على الجهات المولدة لهذه النفايات فقد حُددت بقرار من المكتب التنفيذي لمحافظة دمشق بمبلغ /25/ ليرة فقط لكل كيلو غرام من هذه النفاية للقطاع الخاص و/20/ ليرة للقطاع العام، منوهاً إلى أن تلك الأجرة المقررة لمعالجة مثل هذه النفاية غير كافية باعتبار أن قطاع معالجة النفايات الصلبة بما فيه النفايات الطبية هو قطاع خدمي بامتياز، وتتحمل محافظة دمشق والحكومة عبئاً مادياً كبيراً لمعالجة هذا الملف، وبالتالي فإن مبلغ الـ /25/ ليرة المفروضة لكل /1/ كغ نفاية طبية هو مبلغ رمزي، فلو أرادت الجهة المولدة للنفاية نقل النفاية إلى مركز المعالجة فإن كلفة النقل تتجاوز هذا الرقم بكثير.

بالجملة
وعن الصعوبات التي تواجه العمل بهذا المجال بين حداد أن هناك عدة صعوبات، لعل أبرزها ورود بعض كميات من النفايات الطبية غير مفرزة بشكل جيد ضمن المراكز الطبية حيث يرد كميات من النفايات العادية والمطبخية ضمن النفايات الطبية، الأمر الذي يشكل عبئاً مادياً على محافظة دمشق عند معالجة هذه النفايات بسبب زيادة الكمية المعالجة، إضافة لوجود بعض الأدوات الحادة في أكياس القمامة الطبية التي تعرض العمال ضمن المراكز الطبية وعمال محافظة دمشق لأخطار صحية أثناء حمل ونقل الأكياس لحين وصولها إلى مركز المعالجة، حيث يجب أن توضع ضمن عبوات بلاستيكية أو كرتونية خاصة.
مدير النفايات الصلبة ذكر أن المديرية تسعى لتأمين عدد إضافي من السيارات المجهزة الخاصة بنقل مثل هذه النفايات لضمان جمع أكبر قدر ممكن من هذه النفاية، بحيث يمكننا عندها التوسع بجمع النفايات التي تولدها المراكز الطبية الصغيرة والعيادات والصيدليات، مشيراً إلى أنه تم إصدار النظام الوطني لإدارة نفايات الرعاية الصحية في سورية من قبل وزارات المحلية والبيئة ووزارات ( الصحة – الدفاع – التعليم العالي – نقابة الأطباء- -نقابة الصيادلة – محافظة دمشق – مديرية المعالجة – مديرية النظافة – جمعية حماية البيئة)، ويهدف إلى تحديد المسؤوليات التي يتوجب القيام بها في مجال إدارة نفايات الرعاية من قبل الجهات المعنية، ووضع إطار للمراقبة والتفتيش على المنشآت التي تنتج نفايات الرعاية الصحية أو تقوم بمعالجتها والتخلص منها، وحظر إدخال نفايات الرعاية الصحية إلى سورية، وحظر إعادة استخدام أو تدوير نفايات الرعاية الصحية، مع إلزام مولدي الرعاية الصحية بفرز النفايات ووضعها ضمن أكياس خاصة، إضافة للحد من التأثيرات البيئية والصحية الناجمة عن إدارة نفايات الرعاية الصحية.

ختام القول
إن موضوع النفايات بشكل عام والنفايات الطبية بشكل خاص بحاجة لوعي المواطن والعامل في طريقة التعامل معها، وموضوع الفرز من المصدر هو الموضوع الأهم في هذا المجال، وهو يحتاج إلى ثقافة وتوعية وإرشاد مستمر لذلك، فلماذا لا يكون هناك مكافآت لمن يتعامل مع النفايات بشكل حضاري، وعقوبات لمن يتعامل معها بشكل سيئ حسب قانون النظافة رقم /50/؟!
ميس خليل