الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

تقرير “حظر الكيماوي” حول هجوم دوما يعصف بالمنظمة: غارق بالكذب الجيش يستعيد السيطرة على المشيرفة جنوب شرق إدلب

 

استعادت وحدات من الجيش العربي السوري السيطرة على قرية المشيرفة بريف إدلب الجنوبي الشرقي، بعد تكبيد إرهابيي تنظيم “جبهة النصرة” خسائر بالأفراد والعتاد، فيما استشهدت طفلة، وأصيب 17 طفلاً بجروح جراء انفجار لغم أرضي من مخلّفات تنظيم “داعش” الإرهابي في حديقة إحدى مدارس قرية الطيبة بريف دير الزور الشرقي، في وقت كشفت صحيفة ديلي ميل البريطانية أن بريداً الكترونياً مسرّباً أوضح أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تلاعبت بتقرير حول هجوم كيميائي مزعوم في دوما بريف دمشق في نيسان عام 2018 لاتهام الجيش العربي السوري به وتبرير العدوان الأمريكي البريطاني الفرنسي ضد سورية آنذاك.
كما دخلت وحدات الجيش العربي السوري نقطة جديدة في غرب قرية عالية الحسين في الريف الغربي لناحية تل تمر، لتأمين اتصال وحدات الجيش بين محافظتي الحسكة والرقة، فيما نقلت قوات الاحتلال التركي العشرات من عائلات المجموعات الإرهابية، التي تعمل معها، من تركيا، وأسكنتهم مدينة رأس العين، بعد مصادرة منازل المواطنين.
وفي التفاصيل، خاضت وحدات من الجيش العربي السوري اشتباكات عنيفة، خلال الساعات الماضية، مع مجموعات إرهابية من تنظيم جبهة النصرة والتنظيمات التي تتبع له بريف إدلب الجنوبي الشرقي، انتهت باستعادة السيطرة على قرية المشيرفة، وأدّت الاشتباكات أيضاً إلى القضاء على عدد من الإرهابيين وتدمير أسلحة وعتاد حربي كان بحوزتهم، في حين لاذ باقي أفراد المجموعات الإرهابية باتجاه مناطق انتشارهم بريف إدلب الجنوبي.
كما وسّعت وحدات من الجيش العربي السوري انتشارها في المحور الغربي لناحية تل تمر بريف الحسكة الشمالي الغربي باتجاه محافظة الرقة، وذلك ضمن مهامها الوطنية في الدفاع عن الوطن وحماية الأهالي، وذكر مراسل سانا أن وحدات من الجيش دخلت نقطة جديدة غرب قرية عالية الحسين في الريف الغربي لناحية تل تمر بريف الحسكة الشمالي الغربي لتأمين الاتصال والتواصل البري بين وحدات الجيش بين محافظتي الحسكة والرقة.
يأتي ذلك فيما قوات الاحتلال التركي نقلت العشرات من عائلات المجموعات الإرهابية التي تعمل معها من تركيا، وأسكنتهم في مدينة رأس العين بعد مصادرة منازل المواطنين، ومنع الأهالي من العودة إليها، وقامت بنصب أبراج اتصالات تركية في المدينة، ونقلت كتباً مدرسية من تركيا إلى عدد من مدارس المدينة، في إطار محاولاتها تتريك المناطق التي احتلتها مع مرتزقتها من التنظيمات الإرهابية.
يأتي ذلك فيما هاجم أهالي مدينة تل أبيض مقراً لمرتزقة أردوغان، وأضرموا النيران فيه، ما أسفر عن مقتل 3 عناصر في الحريق، وقال مصدر محلي: إن الحادثة جاءت كرد فعل من سكان حي الجسر بالمدينة على إقدام أفراد من ميليشيات أردوغان على التحرش بنساء من الحي، ما أثار غضب المدنيين، مشيراً إلى أن مدينة تل أبيض تشهد فلتاناً أمنياً، منذ سيطرة ميليشيات أردوغان عليها في الثالث عشر من الشهر الماضي، حيث تشهد المدينة بين الحين والآخر تفجيرات وعمليات سلب ونهب وخطف إلى جانب التحرّش والاغتصاب بحق النساء.
وكانت قوات العدوان التركي ومرتزقتها من المجموعات الإرهابية، وفي إطار عدوانها على الأراضي السورية، احتلت مدينة تل أبيض بعد قصف أحيائها بمختلف صنوف الأسلحة، وتدمير معظم البنية التحتية فيها، ما أدى إلى نزوح أعداد كبيرة من أهلها.
وفي دير الزور، ذكر معاون مدير مشفى أنه وصل إلى مشافي دير الزور جثمان طفلة و17 طفلاً مصابين بجروح متفاوتة، اثنان منهم بحالة حرجة، نتيجة انفجار لغم من مخلّفات تنظيم “داعش” الإرهابي في قرية الطيبة، وبيّن أن الإصابات، التي تعرّض لها الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و13 عاماً، ناتجة عن شظايا في مختلف أنحاء الجسم جراء انفجار لغم في إحدى زوايا حديقة المدرسة في القرية.
وعمدت التنظيمات الإرهابية إلى زرع الألغام والعبوات الناسفة ضمن القرى والبلدات والأراضي الزراعية في المناطق التي كانت تنتشر فيها بعد اندحارها، وغالباً ما تنفجر وتؤدي إلى استشهاد وجرح المدنيين.
بالتوازي، قالت صحيفة ديلي ميل البريطانية: إن عالماً وظّفته منظمة حظر الأسلحة الكيميائية يقول في بريد الكتروني مسرب: إن التحقيقات على الأرض في دوما لم تتوصل إلى دليل قوي حول وقوع هجوم الغاز المزعوم فيها، مشدّداً على أنه تمّ إخفاء الحقائق بشكل متعمّد في تقارير المنظمة، وأضافت: إن البريد الالكتروني يشير إلى أن الأدلة التي جمعت في دوما، وتمّ فحصها من قبل علماء غير سياسيين لا يدعم نسخة التقرير الذي تبنته المنظمة رسمياً، وأن هذا الأمر أدى إلى قيام المنظمة بإعادة صياغة التقرير إلى الحد الذي تمّ فيه تحريف استنتاجاته.
وبيّنت الصحيفة أن هذا الكشف المثير للدهشة، والذي جاء بصيغة احتجاج عبر بريد قدّمه أحد العلماء في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في الـ 22 من حزيران 2018 إلى كبار المسؤولين التنفيذيين في المنظمة، يعد أسوأ مثال على محاولة الدفع باتجاه دعم الحرب منذ ملفات طوني بلير المزورة لتبرير الغزو الأمريكي للعراق، وأوضحت أن البريد الالكتروني يقول: إن التقرير الرسمي للعلماء المستقلين حول حادثة دوما فرضت رقابة شديدة عليه، وتمّ اختصاره لدرجة تحريف الحقائق من خلال ترك معلومات رئيسية، وإخفاء حقيقة أن آثار الكلور التي زعم العثور عليها في الموقع كانت مجرد عناصر ضئيلة للغاية بمعدل جزء في المليار وفي أشكال يمكن العثور عليها في أي مواد تبييض منزلية في أي بيت، مشيراً إلى وجود انحرافات كبيرة في تقرير المنظمة بحيث تحوّل إلى شيء مختلف تماماً.
ولفت البريد، وفق الصحيفة البريطانية، إلى أن التقرير أخفى عدم تطابق تام بين الأعراض التي أظهرها الضحايا المزعومون في موقع الحادث وتأثيرات المواد الكيميائية التي تمّ العثور عليها بالفعل، إذ إن الأعراض التي تظهر في مقاطع الفيديو لا تتطابق ببساطة مع الأعراض التي كان يمكن أن تحدث بسبب أي مادة موجودة في الموقع، وبيّنت أنه بلغها في الأيام التي سبقت نشر الوثيقة الأصلية للمنظمة أنه تمّ إعداد تقرير ثان دون علم معظم علماء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وحذف منه الكثير من أهم نتائجه.
ونقلت الصحيفة عن مصدر من داخل المنظمة قوله: إن هذه الخطوة تم الكشف عنها في اللحظة الأخيرة، وقوبلت حينها باحتجاجات من قبل العلماء، من بينها البريد الالكتروني الذي أرسل إلى مسؤولين اثنين رفيعي المستوى في المنظمة، والذي اطلعت عليه الصحيفة، وأنه تم عرض تسوية يتم بموجبها قول الحقيقة حول الآثار الضئيلة من مادة الكلور، ورغم ذلك فإن التقرير لا يزال منقوصاً بشكل كبير.
وتابعت الصحيفة: إن العلماء قبلوا هذا الأمر، ولكن حتى هذا الوعد لم يتم الوفاء به، وتم إصدار نسخة ثالثة من الوثيقة التي استبعدت الحقيقة الحيوية، لافتة إلى أن صياغة هذا التقرير كانت غامضة لدرجة أن المؤسسات الإخبارية حول العالم خلصت بشكل غير صحيح إلى أن غاز الكلور ربما تم استخدامه، وأكدت أنه منذ ذلك الحين سعى العلماء المعارضون للتقرير منذ أشهر لإيجاد طريقة لوضع الأمور في نصابها الصحيح داخل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، لكن جهودهم باءت بالفشل، ما أدى إلى تسريب البريد الالكتروني.
وأوضحت الصحيفة أن هذا التسريب الجديد يأتي بعد تطورات مثيرة للقلق فيما يتعلق بتقرير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عن دوما تظهر أن هذه المنظمة تعيش أزمة حادة، مشيرة إلى أنه في شهر أيار الماضي ألقى تسريب آخر من مقر المنظمة في لاهاي بظلال من الشك العميق على مزاعم بأن أسطوانتي الغاز الموجودتين في موقع دوما قد أسقطتا من الجو، وهو ما يعد جزءاً حيوياً من التهمة الغربية ضد سورية، حيث بيّن الخبير بالأمور الهندسية والباليستية التابع للمنظمة إيان هندرسون بأن الأسطوانتين تم وضعهما يدوياً، ما يدحض تقرير المنظمة بأنهما أسقطتا من الجو.
إلى ذلك أشارت ديلي ميل إلى أن موقع  “كاونتربانش” الأمريكي الذي نشر العديد من المخالفات التي ارتكبتها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية طلب من المكتب الإعلامي للمنظمة توضيح سبب استبعاد مستويات الكلور الضئيلة جداً من التقارير المرحلية والنهائية، كاشفاً أن المنظمة لم تستجب لطلبه.
وشددت الصحيفة على أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية مستقلة اسمياً، لكن ميزانيتها السنوية البالغة نحو 75 مليون جنيه استرليني مقدّمة من الدول الأعضاء، حيث تأتي معظم الأموال من الولايات المتحدة الأمريكية وأعضاء الاتحاد الأوروبي والناتو، والكثير منهم يدعمون الإرهابيين في سورية، موضحة أنه في عام 2002، أي في الفترة التي سبقت حرب العراق أجبر مدير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية آنذاك الدبلوماسي البرازيلي خوسيه بستاني على ترك منصبه بسبب ضغوط أمريكية شديدة عليه احتجاجاً على خططه لجعل العراق يوافق على زيارة مفتشي منظمة حظر الأسلحة، ما يعني إمكانية عرقلة مخططات واشنطن المسبقة لشن الحرب ضد العراق بأي ثمن تحت مزاعم امتلاكه الأسلحة الكيميائية.