الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

سوريون.. “بالمصري”

 

يبدو أن حكاية تحدث السوريين باللهجة المصرية خلال لقاءاتهم التلفزيونية وظهورهم على الشاشات تشبه حكايات ألف ليلة وليلة ومهما تحدثنا عنها وروينا القصص سنجد “حدوتة” جديدة بأبطال وتفاصيل جديدة في الغد، فهي ليست فقط لا تنتهي بل ترفض الانتهاء حتى أنها “تولد في كل آن من جديد”، وبكل بساطة نستطيع تعداد وذكر الممثلين السوريين الذين يتكلمون بلهجتهم السورية على أصابع اليد خلال ظهورهم على الشاشات المصرية، إذ يبدو أنه وصل لدى بعضهم حد المنافسة في التحدث باللهجة المصرية فما أن نفاجأ بإحدى الممثلات السوريات قد نسيت لهجتها السورية واستبدلتها بالمصرية في لقائها الذي يرافقه جدل كبير ليس بمحتواه بل بما يثيره لدى جمهورها من الاستغراب واستهجان لهجتها، حتى يظهر فنان آخر على التلفزيونات و”يلوق” لسانه ويبدأ التكلم باللهجة المصرية، ثم لا تطول المدة حتى تطل علينا فنانة أخرى تتكلم اللهجة المصرية بكل طلاقة على الرغم من أن هذا هو حضورها الأول في المهرجانات المصرية!! وكأن حال السوريين يقول “الأرض بتتكلم مصري”.
الحقيقة نحن لسنا ضد اللهجة المصرية فمصر أم الدنيا وهي بوابة العالم العربي إلى السينما والفن ولهجتها محببة لدينا جميعاً وما نقوله بكل بساطة دعوة إلى الفخر بلهجتنا السورية والتمسك بها في كل المحافل والأماكن والشاشات ليس فقط لأنها هويتنا وعلينا الاعتزاز بها دائماً، لكن أيضاً لأنها وبكل جدارة حققت النجاح والحضور لدى كل الجمهور العربي وكانت أحد أهم أسباب نجاح درامانا السورية ودخلت القلوب بسلاستها وقربها من الناس، لذلك من المفارقة أن يحتفي جميع العرب بالمتحدث باللهجة السورية بينما يبتعد أصحابها عنها، ولكي نكون منصفين نحن لانتهم الفنانين بأن ما يفعلوه هو أمر مقصود لأن اللهجة المصرية معروف عنها أنها “تأخذ” المتحدث بها أو قد يكون تحدثهم بها نوع من أنواع التسويق والاستعراض وضرورات العمل، لكن في النهاية تعصبنا لسوريتنا ولهجتنا الجميلة سيقول كلمته الأخيرة وسوف يحرم جميع المبتعدين عنها من أي مبرر أو عذر.
لوردا فوزي