الصفحة الاولىصحيفة البعث

تحالف سائرون يدعو إلى وقف نزيف الدم العراقي

 

تستمر الاحتجاجات العنيفة في عدد من المناطق العراقية، والمتظاهرون يغلقون جسر الزيتون في ذي قار، فقد أعلن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة إصابة 11 عنصراً من أفراد القوات الأمنية، إثر استهدافهم من مجموعة خارجة على القانون بقنبلة يدوية في حافظ القاضي وسط بغداد. وفي بابل، أغلق متظاهرون جسر الثورة وسط الحلة، كما أغلق متظاهرون عدداً من الدوائر الرسمية والكليات والمدارس والشوارع الرئيسة في محافظة النجف، أما في كربلاء، فتحدّث مصدر طبي عن أكثر من 35 مصاباً من المتظاهرين والقوات الأمنية بفعل اشتباكات حي البلدية في المدينة.
هذا وأصدر قائد شرطة ذي قار أوامر عاجلة بسحب قوات مكافحة الشغب ونشر قوات النجدة والشرطة المحلية مكانها، فيما أشارت مصادر إلى أن المتظاهرين أغلقوا دوائر الدولة، وحاولوا التقدّم نحو البنك المركزي، حيث قاموا بإشعال الإطارات المطاطية في محيطه، فيما تعرّض مبنى إدارة التأمين الصحي للحرق.
وفي كربلاء، وقعت صدامات بين عدد من المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب في حي البلدية وسط المدينة، وقال الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة: إن عصابات تستغل التظاهرات لمحاولة تدمير وإحراق مؤسسات الدولة، مضيفاً: إن هذه العصابات تحاول تدمير وإحراق المنشآت النفطية وأملاك المواطنين، مشدداً على أنه سيتم التصدّي لها بحزم ومسؤولية ومنع التخريب، مؤكداً أنه ستتم مجابهة واعتقال من يقف وراء هذه العصابات.
من جهة ثانية أكدت قيادة العمليات المشتركة أن الصفحة الرسمية لجهاز مكافحة الإرهاب قد تعرضت لاختراق، ولفتت إلى أن الإجراءات مستمرة لملاحقة الجناة، وشددت على أن ما نشر على هذه الصفحة عن وجود عصيان عار من الصحة ولا مصداقية له إطلاقاً.
إلى ذلك، دعا تحالف سائرون النيابي الحكومة والمتظاهرين إلى موقف مسؤول للحفاظ على سلمية التظاهر ونبذ العنف في محافظة ذي قار، وقال النائب عن التحالف حمد الله الركابي: إن محافظة ذي قار تشهد وضعاً مقلقاً، فقد سقط عشرات القتلى والجرحى بين المتظاهرين خلال اليومين الماضيين ما يستوجب موقفاً مسؤولاً من جميع المعنيين، مشدداً على ضرورة أن تقوم الحكومة العراقية بواجبها تجاه ما يجري وأن تتحمّل المسؤولية الكاملة والمباشرة، وتوقف نزيف الدم بالسرعة الممكنة، داعياً المتظاهرين للمحافظة على سلمية التظاهرات وعزل الذين يحاولون تشويه تظاهراتهم السلمية.
في غضون ذلك، قال المحلل السياسي العراقي مؤيد العلي: إن أميركا تتحرك لإحداث الفوضى في العراق وزيادة حدة التوتر، وظهر ذلك واضحاً بعد زيارة نائب الرئيس الأميركي مايك بنس إلى البلاد، لافتاً إلى أن واشنطن تسعى للمجيء بحكومة تلبي طموحاتها وتطبع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي لتمرير ما سمي بـ”صفقة القرن”، موضحاً أن هناك محاولات خليجية بدفع أميركي لركوب موجة التظاهرات في العراق في محاولة منها لحرف مسار التظاهرات السلمية باتجاه آخر لتحقيق أهداف سياسية خاصة بعد فشل مشاريعها في العراق.
بدوره، حذّر المحلل السياسي حسين الكناني من تصاعد حدة التوترات في العراق بعد زيارة بنس إلى قاعدة عين الأسد بمحافظة الأنبار، لافتاً إلى أن عدم علم الحكومة بهذه الزيارة يؤكد استهانة الجانب الأميركي بالعراق، موضحاً أن أميركا تستهين بسيادة العراق وعلى الحكومة فرض سلطتها على جميع القواعد العسكرية، مبيناً أن المسؤولين الأميركيين يطلبون حضور بعض الشخصيات العراقية داخل القواعد العسكرية، ويرسلون طائرات خاصة للمجيء بهم، وحذّر من أن أميركا ومن خلال الزيارات السرية لمسؤوليها إلى العراق تحاول رفع حدة التوترات واستغلال التظاهرات الجارية، إضافة إلى فرض بعض الشروط على الحكومة وممارسة الضغط عبر تحريض بعض المكونات على القيام بهذا الدور، وضمان مصالح واشنطن في العراق.
في الأثناء، قضت القوات العراقية على خمسة إرهابيين من تنظيم “داعش”، ودمّرت أوكاراً لهم في محافظة كركوك، وذكر بيان لخلية الصقور: إن الخلية تمكنت بعد حصولها على معلومات استخبارية من تدمير ثلاثة أوكار تابعة لتنظيم “داعش” الإرهابي في قضاء الحويجة في محافظة كركوك، وقضت على 5 إرهابيين، فضلاً عن إلقاء القبض على إرهابي مصاب، والعثور على أسلحة وعبوات ناسفة ومتفجرات.
إلى ذلك، ضبطت قوات الأمن مستودعاً للأسلحة يعود لتنظيم “داعش” الإرهابي في محافظة الأنبار، وأعلنت وزارة الداخلية في بيان: إن مفارز مديرية استخبارات شرطة الطاقة العاملة ضمن وكالة الاستخبارات في الوزارة وأثناء إجراء المسح الميداني في قرية الخسفة بقضاء عنة، تعثر على كدس للعتاد، مضيفاً: أن الكدس احتوى على 5 عبوات ناسفة بداخلها مادة “سي. فور” وقذيفة هاون عيار 120 ملم وصاروخ محلي الصنع، وقد تم التعامل مع المواد المضبوطة أصولياً من قبل الجهد الهندسي.