أخبارصحيفة البعث

نائب سابق لمدير “سي آي إيه”: السياسة الخارجية الأمريكية متخبطة

 

في إطار سياساته التقليدية المتخبّطة دائماً، التي تتسم بالتقلّب بين الفينة والأخرى، عيّن الرئيس الأميركي دونالد ترامب السفير الأميركي في النرويج الأدميرال كينيث برايثويت وزيراً جديداً للبحرية الأميركية خلفاً للوزير ريتشارد سبنسر على خلفية قضية ضابط في قوات النخبة الأميركية أدين بتجاوزات في العراق.
وأعرب ترامب، على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، عن عدم سروره بالطريقة التي عولجت بها قضية الضابط إدوارد غالاغر الذي أدين بارتكاب تجاوزات في العراق، مشيراً إلى أن الأخير عومل بطريقة سيئة للغاية، ولكن رغم ذلك تمّت تبرئته تماماً من جميع التهم، ثم استعاد رتبته، وسيتقاعد الآن مع حصوله على جميع الامتيازات التي يستحقها.
وأشار ترامب إلى أن وزير الدفاع مارك إسبر أقال غالاغر من منصبه إثر اتهام الأخير في وقت سابق بارتكاب جرائم حرب في قضايا حساسة.
وفي سياق متصل، كتب جون مكلوغلين، النائب السابق لمدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، مقالة عن تخبّط السياسة الخارجية الأميركية في عهد ترامب.
ورأى الكاتب أن السياسة الخارجية الأميركية قد دخلت في نفق محيّر وخطير كنتيجة لسوء الإدارة والتخبّط والاضطرابات السياسية في واشنطن ووزارة الخارجية التي تعاني من نقص الموظفين والإرباك، وأضاف: “لكي نكون منصفين، هناك دائماً جزء من السياسة الخارجية للولايات المتحدة يعاني من اضطراب أو قصور عن تحقيق هدفها – حتى في أفضل الأوقات. ما هو فريد اليوم هو أن كل شيء تقريباً يبدو معطلاً أو فاشلاً أو خارج التركيز. لا أستطيع أن أتذكر مجموعة مماثلة من الظروف في أكثر من 40 سنة من المشاركة المهنية مع الأمن القومي”.
وضرب الكاتب أمثلة على الطريقة التي تعاطى بها الرئيس الأمريكي مع قضايا خارجية مهمة كالاتفاق النووي لعام 2015، الذي تفاوض عليه الرئيس السابق باراك أوباما مع إيران، منتقداً سياسة العقوبات التي جعلت إيران تنسحب تدريجياً من الاتفاق مع وجود إقرار دولي بالتزامها به.
وحول كوريا الديمقراطية، تحدّث الكاتب عن عجز ترامب حتى الآن عن الوصول إلى اتفاق مع بيونغ يانغ، في الوقت الذي تتحدث فيه الأخيرة عن عدم رغبتها بمنح ترامب اجتماعاً لمجرّد أن يتفاخر ترامب به.
وتحدّث الكاتب عن تخبّط إدارة ترامب فيما يخصّ “صفقة القرن” منذ فترة طويلة، حيث كشف كبير المفاوضين جاريد كوشنير عن مقترحات اقتصادية، لكن من المرجح أن تولد ميتة، لأنها ببساطة مستحيلة التحقق على الأرض، ولا يمكن بأي حال فرض حلول بالقوة على الفلسطينيين.
وفي أفغانستان، فاوض ترامب، عبر السفير زلماي خليل زاد، حركة طالبان، التي دعاها إلى الحضور إلى كامب ديفيد في أيلول الماضي، ثم غرّد بأن المحادثات معها ولدت “ميّتة”.
وتعرّض الكاتب إلى سياسة واشنطن إزاء النزاع الهندي الباكستاني وفقدان الثقة بها كوسيط نزيه، كما أشار إلى محاولات واشنطن المستميتة لاحتواء الصين، في حين تأتي النتائج على هذا الصعيد عكسية.
وخلص الكاتب إلى أنه لا شك أن المحترفين المتفانين في وكالات الإدارة المختلفة يعملون بجد لتحقيق نتائج في مصلحة أميركا، لكنهم يفتقرون إلى عنصرين أساسيين: القيادة ومسار العملية، لأن الجميع يأخذون زمام المبادرة من البيت الأبيض، ولا يمكن أن يكون هناك دافع ثابت نحو الأهداف عندما يتصرّف الرئيس على تغيير الدوافع، بينما تتطلب عملية تشكيل السياسة الخارجية وتنفيذها ثبات القيادة والممارسة في مجلس الأمن القومي، الذي مرّ عليه أربعة قادة منذ ثلاث سنوات، إلى جانب ثلاثة مديرين لموظفي البيت الأبيض، وهذا مفقود فيما يخص الإدارة الحالية.