رياضةصحيفة البعث

أربك الأندية واللاعبين.. قرار تأجيل النشاط السلوي يرسم عشرات إشارات الاستفهام؟

 

فجأة ودون أية مقدمات قرر اتحاد كرة السلة تأجيل كافة الأنشطة والمباريات المتبقية من مسابقاته المحلية إلى ما بعد موعد انعقاد المؤتمر الانتخابي للعبة المقرر انعقاده يوم الأحد المقبل، القرار الذي تم اتخاذه جاء بناء على رغبة رئيس الاتحاد الذي بات يتفرد بالقرارات التي يناقشها الأعضاء لتصدر وفق رؤية رئيس الاتحاد، “حسب ما وصلنا من معلومات”!.
الجميع “غمز” بأن اتخاذ مثل هذه القرارات جاء بسبب “الانتخابات”، أي عبارة عن دعاية انتخابية “بحتة” لتلميع صورة الاتحاد قبل الانتخابات، لاسيما أن كافة أعضاء الاتحاد الحاليين رشّحوا أنفسهم لدورة انتخابية جديدة، وهذا بحد ذاته أمر مستغرب.
يبدو أن عادة إيقاف النشاطات أو تأجيلها باتت صفة ملازمة لعمل الاتحاد الحالي منذ نحو عشر سنوات وحتى الآن، حتى إن كافة محبي اللعبة تعوّدوا على مثل هذه التصرفات التي تنم على أن العمل بالاتحاد غير منظم، ويشوبه الكثير من العشوائية باتخاذ القرارات، ويبدو أن الاتحاد لا تهمه مصلحة اللعبة واللاعبين والأندية التي ستتضرر من هذا التأجيل، سواء من الناحية المادية أو الفنية، فعلى سبيل المثال كان من المقرر أن تقام يوم غد المباراة النهائية لمسابقة كأس الجمهورية للسيدات، وبالتالي فإن الفريقين اللذين وصلا للنهائي استعدا جيداً للمباراة، وهما بكامل اللياقة البدنية والنفسية، ليأتي هذا التأجيل “ليثبط” من همة اللاعبات وخطط المدربين الذين سيعيدون حساباتهم من أولها، وفي ذلك أكثر من إشارة استفهام على طريقة العمل الذي ينتهجه الاتحاد، ولمصلحة من جاء هذا التأجيل؟.
وكان الأجدى بالاتحاد أن يستمر بإقامة المباريات، سواء لفئة الرجال عبر دور الستة لمسابقة الكأس، أو عبر بقية الفئات العمرية التي ستتوقف عن ممارسة اللعبة الشهر المقبل مع دخول فترة الامتحانات الجامعية، ومن المتعارف عليه أن أغلب أنديتنا تضم لاعبين مازالوا يتلقون تعليمهم العالي، والتأجيل سيجعل الطلاب يتغيبون عن تدريبات الأندية، وعن المباريات، وفي حال مشاركتهم لن يقدموا المستوى المتوقع منهم بسبب تدني مستواهم الفني والبدني، وبالتالي ستفقد الكأس رونقها، وسيتأثر المستوى الفني للعبة بشكل عام الذي هو بالأساس متراجع، وهذا “إجحاف” بحق الأندية واللاعبين.
لا ندري ربما قام “الاتحاد إن نجح بالانتخابات المقبلة” بتأجيل الدوري العام (الذي لم يقم حتى الآن) بسبب مشاركة أنديتنا بالبطولات الخارجية أو بسبب مشاركة منتخبنا الوطني بالتصفيات الآسيوية المقبلة للشهر الذي يليه كونه تعوّد على تأجيل أنشطته وبطولاته باستمرار!. سبق أن قلنا مراراً إن على القائمين باتحاد السلة وضع دراسة متأنية قبل إصدار أي قرار من شأنه أن يضر باللعبة واللاعبين، كما نتمنى أن يعي أصحاب القرار أهمية اتخاذ القرارات الصائبة قبل تحديد موعد انطلاق البطولات الرسمية، ولكن يبدو أن اتحاد كرة السلة مصر على الاستمرار في تجاوزاته وتخبطاته باتخاذ القرارات التي يصدرها، فبمثل هذه القرارات يكون المعنيون باللعبة قد تجاوزوا كل الخطوط الحمراء.
عماد درويش