رياضةصحيفة البعث

اتحادات استثنائية

 

 

 

مع انطلاق انتخابات اتحادات الألعاب بداية الأسبوع المقبل، تبرز مجموعة من النقاط الهامة حول الرؤية المستقبلية لهذه الاتحادات، وعن مدى وجود أفق لتطوير عملها في ضوء إمكانية بقاء الأسماء ذاتها في مكاتبها دون وجود تغيير جذري كما هو مأمول.
واللافت في رياضتنا أن اتحاداتها منقسمة لنوعين متناقضين، فالبعض منها يعمل وفق رؤية مستقبلية، ويعمل وفق الإمكانيات المتاحة دون شكوى أو تذمر، مع تحقيق تواجد مقبول خارجياً ومميز محلياً على صعيد تطوير الكوادر، أو تنظيم البطولات، وفي هذه الاتحادات تجد الانتخابات مغرماً لا مغنماً، وبالتالي من يريد الترشّح هم من الكفاءات حكماً.
أما في بقية الاتحادات فالعشوائية والتخبط هما العنوان الأبرز لعملها دون وجود بارقة أمل عن مستقبلها، حتى إن أغلب كوادرها لا تنطبق عليها التعليمات الانتخابية، وبالتالي تنتظر أن تحصل على استثناءات من المكتب التنفيذي للدخول في المعترك الانتخابي.
وبعيداً عن موضوع الاستثناءات ومحاذيره الكثيرة فإن الخطوة الأولى نحو وجود اتحادات قوية ترتبط بشكل أساسي بتغيير نظرة كوادرها للعمل، فالاتحاد هو المفصل الأهم في العملية الرياضية مع امتلاكه للخيوط الفنية والإدارية، وقدرته على فرض رؤيته إن وجدت على الأندية واللجان الفنية، وحتى اللجان التنفيذية، وبالتالي فإن تحميل الآخرين مسؤولية التقصير والفشل غير منطقي نهائياً.
طبعاً في هذا المجال لابد من الإشارة إلى أن حديث أغلب أعضاء الاتحادات في السر يدور عن العلاقة مع المكتب التنفيذي، ورغبتهم في الحصول على مزيد من الاستقلالية، لكن واقع الحال بكل منطقية يعطي مؤشراً على أن الكثير من الاتحادات بحاجة “لحلال مشاكل” بسبب كثرة الخلافات السخيفة داخلها.
في الختام لا يسعنا إلا أن نأمل أن نشهد في قادم الأيام اختيار الأفضل لقيادة ألعابنا، وأن نرى تعالياً عن الصغائر من العاملين فيها علّنا نشهد مرحلة جديدة قولاً وفعلاً.
مؤيد البش