صحيفة البعثمحليات

عشوائية التقنين ولعبة “الغميضة” تعود إلى الواجهة مجدداً

 

دمشق – ريم ربيع
لم يك مستغرباً إعلان وزارة الكهرباء عن بدء تقنين التيار مع عودة فصل الشتاء بمعدل ساعتي قطع مقابل أربع ساعات وصل، فتزايد الاستهلاك لاعتماد الأغلبية العظمى على التدفئة بواسطة الكهرباء يفرض نظام تقنين لعدم قدرة المحطات على استيعاب قدر كبير من الاستهلاك، إلا أنه سرعان ما تكشّف أن برنامج التقنين الذي تقبّله الشارع بدايةً على أنه أمر واقع لا بد منه، لم يكن أكثر من وهم يخفي وراءه ساعات من القطع “المفاجئ” نتيجة الأعطال والأحمال الزائدة التي لطالما صرحت الوزارة باستعدادها لها عبر الصيانات وإنشاء مراكز التحويل في مختلف المناطق، وتركيب المحولات البالغ عددها 344 حتى نهاية الشهر المنصرم، وتنظيم الأسلاك العشوائية للتخفيف من الأعطال.
اليوم وبعد مضي أسابيع قليلة على بداية التقنين سرعان ما تعالت الأصوات والشكاوى من مختلف المناطق عن الانقطاعات العشوائية، وعدم الالتزام بالأوقات المحددة للقطع؛ فالساعتان المفترضتان تحولتا لثلاث أو أربع، وساعات الوصل يتخللها فصل عشوائي، فضلاً عن الأعطال المتسببة بانقطاعات تمتد لساعات طوال، مقابل تلك الشكاوى كان تبرير وزير الكهرباء منذ أيام بأن السبب هو ارتفاع الأحمال الكهربائية بنسبة 50% بحدود 1500 ميغا؛ مما تسبب بعدم التوازن بين التوليد والاستهلاك، موضحاً أنه أعلن عن التقنين لتجنب الانقطاعات العشوائية، الأمر الذي استنكره مواطنون، كون استباق زيادة الاستهلاك بالتقنين لم يجدِ نفعاً، مؤكدين أن جل مطالبهم الالتزام بمواعيد محددة، إلا أن واقع الحال يقول: “رضينا بالتقنين والتقنين ما رضي فينا” لتتجدد أحاديث كل شتاء بعد أشهر من الغزل بين الشارع والوزارة.
شكاوى أخرى وردت بعد تطبيق الحمايات الترددية في عدد من المناطق والتي تتسبب بعدم استقرار التغذية ولا حتى لدقائق متواصلة، فتكون كما كل عام السبب الرئيسي بأعطال الأجهزة الكهربائية، ليفضل الأغلبية قطع التيار بشكل نهائي حفاظاً على ما تبقى من المعدات والتجهيزات، ولا جديد في ردود الوزارة بأن الحمايات لتحافظ على استقرار الشبكة من القطع العام الذي يكلفها الكثير.