أخبارصحيفة البعث

طهران: الاتفاق النووي في غرفة العناية المشدّدة

وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي تصريحات وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان بشأن الاتفاق النووي بأنها “غير مسؤولة وغير بناءة”، وتمس جدوى المبادرات السياسية لأطراف الاتفاق النووي لتطبيقه بشكل كامل.

وقال موسوي في تصريح: “منطق وهدف آلية حل الخلافات في الاتفاق النووي يتمثّل بتوخي إجراءات التعويض لطرفي الاتفاق”، مضيفاً: “الاتفاق النووي لا يمنح الحق للأطراف الأوروبية التوسل بهذه الآلية ضد إجراءات إيران التي اعتمدتها بموجب المادة 36، وعليه فإن إجراء الجمهورية الإسلامية الإيرانية جاء في سياق حقوقها من هذا الاتفاق”.

وكان لودريان هدد إيران في تصريح صحفي الأحد الماضي بإمكانية العودة إلى آلية حل الخلافات التي ينصّ عليها الاتفاق النووي.

من جانبه، اعتبر عباس عراقجي، المساعد السياسي لوزير الخارجية الإيراني، أن الاتفاق حول برنامج إيران النووي “في غرفة العناية المشددة”، محمّلاً الجانب الأوروبي المسؤولية عن الحفاظ على الصفقة، وقال: إن “الاتفاق النووي في غرفة العناية المشددة والحفاظ عليه رهين الجهود الأوروبية”.

واعتبر عراقجي أن إيران لم تجن من التزامها ضمن الصفقة سوى المزيد من العقوبات، مضيفاً: “علّمنا الاتفاق النووي درساً مفاده أن مقاومة الطرف المقابل تعطي ثماراً أكثر من الرغبة بالتعاون معه”، وتابع:إأن “أوروبا أثبتت أنها عاجزة أمام سيطرة أمريكا على نظامها المالي أو أنها لا تريد مقاومتها”، ورأى أن “هناك فرصة للحفاظ على الاتفاق النووي إذا التزم الأوروبيون بتعهداتهم. لم نشاهد أي فرصة تساعد في الحفاظ على الاتفاق النووي في محاولة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون”، وأردف مشدداً: “لا نريد التفاوض مجدداً حول الاتفاق النووي، كما نرفض إجراء أي مفاوضات حول نظامنا الصاروخي”.

ويمر الاتفاق النووي، الذي أبرم عام 2015 بين إيران، من جهة، وكل من روسيا والولايات المتحدة والصين وبريطانيا وفرنسيا وألمانيا، من جهة أخرى، بأزمة كبيرة منذ إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، انسحاب بلاده من الاتفاق في 8 أيار 2018، وبعدها فرض عقوبات على إيران تستهدف قطاعات مختلفة لاقتصادها، بينها النفط، على الرغم من أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت التزام طهران بالاتفاق.

وطالبت إيران مراراً الأطراف الأوروبية للاتفاق باتخاذ إجراءات ضرورية للتخفيف من خسائر البلاد جراء العقوبات الأمريكية، متهمة كلا من فرنسا وبريطانيا وألمانيا بعدم الإيفاء بوعودها للحفاظ على الاتفاق، داعية إلى التركيز على الدور الهدّام لأمريكا بدلا من انتقادها.

وكانت الدول الأوروبية تعهّدت عقب الخروج الأميركي الأحادي من الاتفاق بالتعويض عن تأثيرات هذا الأمر، وبأن تتمكن إيران من الاستفادة من مزايا الاتفاق النووي، ورغم مرور نحو 18 شهراً لم تترجم هذه الوعود على أرض الواقع، وبقيت حبراً على ورق ووعوداً جوفاء.