اقتصادصحيفة البعث

رسالة إلى اتحاد غرف التجارة..!

قبل الخوض بما في جعبتنا اليوم حول ارتفاع الأسعار وتهافت التجار على قوت المواطن لتحقيق أكبر ما يمكن من أرباح، نودّ الإشارة إلى عدم إنكارنا لما يتعرّض له سعر صرف الليرة أمام الدولار من تذبذبات حادة، وانعكاس ذلك سلباً على الأسعار!
ونبدأ من وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، التي سبق لنا أن خاطبناها بأن تتدخل لملاحقة كبار التجار الذين باتوا يضاربون بقوت العباد دون أدنى حس بالمسؤولية، ليزيدوا أعباءهم الناجمة عن تذبذب سعر الصرف وتداعياته لجهة انخفاض قوّتهم الشرائية، عبئاً إضافياً من خلال هوامش أرباحهم غير المبررة؛ لكن الوزارة – على ما يبدو – أثبتت عجزها تجاه معالجة هذا الأمر؛ لأسباب قد تكون لها علاقة بقوة نفوذ كبار التجار وشوكتهم في السوق!
لذلك، سنتوجّه لمخاطبة اتحاد غرف التجارة السورية عسى أن يتدخل ويحدّ من جشع من لا يبالي بما يحدث في السوق من إغلاق لبعض المحال التجارية، وعدم استجرار القسم الآخر الذي لم يغلق أبوابه حتى الآن للمواد والسلع، وبيعها وفق مزاج كبار المورّدين لهم، وبالتالي تحرير “حماة المستهلك” ضبوطاً بحقهم!
فيا غرف التجارة، وخاصة “دمشق وريفها”:
ألم ترثوا أصول المهنة وأدبياتها من الآباء والأجداد؟! أم أنكم حديثو نعمة ولا علاقة لكم بكارٍ طالما تغنى العالم بشيوخه الدمشقيين؟!
ألا تعرفون أن المسؤولية الأخلاقية في البيع والشراء هي رأس المال الحقيقي للتاجر؟! أم أن تحصيل المال هو الهدف بغض النظر عن الوسيلة؟!
ألا يوجد لديكم خطة تدخلية استثنائية تلائم هذه المرحلة التي نأمل أن تكون استثنائية، لتثبتوا أنكم أصحاب مبادرة حقيقية، علماً أنكم تموّلون مستورداتكم الأساسية، وخاصة الغذائية منها، بسعر الصرف الرسمي (436 ليرة سورية)، أم أن جمع المال أضحى الهاجس الرئيس لكم؟!
لقد أثبتت التجارب السابقة -للأسف- أنكم بمنأى عن هموم المواطن، بدليل أن عدداً من السلع كانت أسعارها ترتفع بالتوازي مع ارتفاع سعر صرف الدولار، وإذا ما انخفض الأخير بلحظة من اللحظات لم يكن هناك أي انخفاض لها، أي إنكم كنتم تثبتون أسعاركم عند عتبات جديدة، وكانت النتيجة بالتالي مضاعفة لأرباحكم!
أخيراً.. نأمل أن تأخذوا ما أوردناه بعين الاعتبار، وأن تكونوا على مستوى المسؤولية الاجتماعية، فلا شك أن هناك عدداً من تجارنا لا يزال الخير دفيناً فيهم، ونعوّل عليهم بأن يؤثروا في زملائهم، ويحدثوا فارقاً إيجابياً بالمشهد العام للأسواق!
حسن النابلسي
hasanla@yahoo.com