الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

تحية إلى روح الفنان غازي الخالدي

 

 

 

اختتمت فعاليات ملتقى الفنان الراحل غازي الخالدي في المركز الثقافي العربي في العدوي تضمنت لقاء عدد من الفنانين التشكيليين وتنفيذ مجموعة من اللوحات وورشة عمل ومعرض جماعي اشتمل في جانب منه على بعض أعمال الفنان الراحل، وتضمنت الفعالية ندوة من إعداد الإعلامية إلهام سلطان شارك فيها الناقد أديب مخزوم والفنان أنور الرحبي الذي تحدث عن سيرة الفنان الراحل وغنى شخصيته الفنية التي واكبها من خلال عملهما المشترك في منظمة طلائع البعث وصداقته له لسنوات طويلة خبر فيها هذا الرجل النشيط، كما استعرض الكتاب الذي ألفه عن الفنان الراحل.
يتفق الجميع أن غازي الخالدي فنان متعدد ومرب عايش كل صنوف الإبداع بدءا من الكتابة الصحفية والرسم والتمثيل، وهو الطفل الذي أقامت له والدته معرضه الأول في البيت وهو من أكثر الفنانين السوريين توثيقا لتجربته فلم يترك كبيرة أو صغيرة عن تجربته إلا ووثقها فهو الإداري الدؤوب الذي لا يهمل التفاصيل أبدا، كما خاض غمار العمل النقابي في نقابة الفنون الجميلة لاحقا.
يمكن القول في تجربته التشكيلية الطويلة أنها ذات نزعات إنسانية فيها من الالتزام والتعبئة مستلهما من الأحداث الكبيرة مادته فضلا على توقه لمواضيع الطبيعة وتحديدا رسم السهول والوديان والبلدات الوادعة في حوض بردى مثلها مثل الحارات الدمشقية، وصور أصدقائه التي رسمها بقيم تشكيلية خاصة يكتنفها البحث في تدرجات اللون الواحد.. ولا عجب أن نرى مشهدا باللون الأحمر أو صورة لرجل أو امرأة يغلب عليها اللون الأخضر في مقاربة لوحشية أولئك الفنانين العظام الذين أسسوا لتلك المذاهب الفنية، ومن الجدير أن نذكر تلك الأعمال الجدارية للفنان التي كانت تتوضع في ساحة المحافظة ومعرض دمشق الدولي حيث كان الراحل يحرص في بداية دورة المعرض من كل عام على ترميمها، فقد كانت لوحة بانورامية تمثل سورية الناهضة والصامدة الحكيمة، ولعل غازي الخالدي من أكثر الذين رسموا للقدس والشام من بين فناني جيله ولا ينكر عليه أن يكون أحد أولئك المؤسسين لمعالم التشكيل السوري الملتزم بقضايا العروبة والأرض والإنسان.
في الختام لا بد من ذكر الدور الواضح للفنان أنور الرحبي في رسم معالم هذا اللقاء ولمديرية ثقافة دمشق في إحياء ذكرى هذا الفنان الذي يستحق أكثر من أن يطلق اسم الملتقى باسمه أو تدار ندوة حول تجربته، بل كان من الجدارة أن تشارك جهات تربوية ونقابية في مثل هذه المناسبة.
أكسم طلاع