الصفحة الاولىصحيفة البعث

بوتين: توسّع “الناتو” تهديد لأمن روسيا

 

 

بالتزامن مع القمة الأطلسية، التي بدأت أمس في العاصمة البريطانية لندن، وغلبت عليها الخلافات بين الدول الأعضاء، وخاصة بعد التصريحات الأخيرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول حالة الحلف، ومواقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتشدّدة بشأن هيكلية الحلف وتمويله، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن توسّع حلف شمال الأطلسي “ناتو” واقترابه من حدود البلاد يشكّلان خطراً على أمن روسيا.
وقال بوتين في كلمة ألقاها أمس خلال تطوير الأسطول البحري الروسي: “الصور النمطية من العصر السابق المبنية على التفكير انطلاقاً من مبدأ التحالفات لا يمكن أن تكون أداة جيدة لإيجاد واتخاذ قرارات فعّالة في ظروف التغيرات السريعة للأوضاع في العالم الحديث”، لافتاً إلى أن موسكو على الرغم من ذلك أعربت مراراً عن استعدادها للتعاون مع “ناتو”، وأكدت جاهزيتها للتصدي معاً للتهديدات الواقعية بينها الإرهاب الدولي وخطر الانتشار غير المسيطر عليه لأسلحة الدمار الشامل.
وذكّر الرئيس الروسي بأن إنشاء حلف شمال الأطلسي تم في الماضي لمواجهة الاتحاد السوفييتي، الذي لم يعد موجوداً الآن كما هو معروف، كما أن حلف وارسو لم يعد موجوداً أي الميثاق العسكري، مضيفاً: إن الناتو الآن ليس موجوداً فقط، بل يتوسّع، وبات الآن يضم 29 دولة، ويبلغ إجمالي إنفاقه العسكري أكثر من 70 بالمئة من إجمالي الإنفاق العسكري العالمي.
في المقابل، دعا الأمين العام لـ”ناتو”، ينس ستولتنبيرغ، حلف شمال الأطلسي إلى تنشيط الحوار مع روسيا، مشيراً إلى أهميته لإبعاد إمكانية وقوع حوادث خطيرة بين عسكريي الطرفين.
وفي كلمة ألقاها في لندن، أمس، قبيل افتتاح أعمال قمة زعماء الدول الأعضاء في “ناتو”، قال ستولتنبيرغ: “قد نستطيع عمل المزيد فيما يخص الحوار”، وتابع: “ثقتي كبيرة في مبدأ المسارين.. لا أرى تناقضاً بين مواجهة التهديدات والحوار مع روسيا”، مشيراً إلى أنه أمر ضروري حتى “إن لم تكن هناك إمكانية لتحسين العلاقات، في المستقبل القريب على أقل تقدير”.
وتطرّق الأمين العام للحلف إلى التعاون مع موسكو في سياق تناوله موضوع ضمان الوجود العسكري للناتو في المنطقة القطبية الشمالية، قائلاً: “يجب علينا إيجاد توازن بين الوجود العسكري والتعاون السياسي مع روسيا حول المنطقة القطبية الشمالية”، وأشار إلى أن هذه المنطقة تشهد “تعزيز وجود روسيا وكذلك الصين.. لذا فعلينا التأكد من أن الناتو موجود هناك أيضاً”.
وتدعو روسيا الناتو إلى إعادة النظر في العلاقات المتوترة الراهنة بين الجانبين، على الرغم من بقاء خلافات بينهما إزاء عدد من القضايا، وفي مقابلة مع “القناة الرابعة” التلفزيونية البريطانية، الاثنين، أشار السفير الروسي لدى لندن، أندريه كيلين، إلى أن الأحاديث عن تهديد ناجمة عن روسيا تعتبر نوعاً من “الأخبار الكاذبة”، علماً أن روسيا لا تعزز وجودها العسكري قرب حدود الدول الغربية، مع أنها تتابع تحركات الناتو عن كثب وتردّ عليها.
وفي شأن آخر، أعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي توقيف 7 عناصر من “حزب التحرير الإسلامي”، المصنّف منظمة إرهابية، كانوا ينشطون في موسكو وتشيليابينسك، أمس الأول.
وقال جهاز الأمن الفيدرالي: إن العناصر السبعة تم إلقاء القبض عليهم بالتعاون مع وحدات من وزارة الداخلية، مشيراً إلى أنهم مواطنون روس ومن دول من آسيا الوسطى، وأوضح أنهم كانوا يقومون بنشر فكر المنظمة الإرهابية في الأراضي الروسية وأفكارهم التي تهدف إلى الإطاحة بالسلطة عن طريق القوة.
وأضاف جهاز الأمن الفيدرالي: إن هذه المجموعة كانت تجنّد عناصر آخرين في اجتماعاتها السرية، كما تمت مصادرة أجهزة اتصالات وأجهزة الكترونية ومعدات أخرى.
وفتحت السلطات المختصة دعوى جنائية ضد المحتجزين.