الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

مئات المهجّرين يعودون من لبنان إلى قراهم المحرّرة

 

عاد مئات المهجّرين السوريين إلى قراهم وبلداتهم التي حرّرها الجيش العربي السوري من الإرهاب عبر المعابر الحدودية مع لبنان جديدة يابوس والزمراني بريف دمشق والدبوسية وجوسية بريف حمص، أمس، وذلك في إطار الجهود التي تبذلها الدولة السورية لإعادة جميع المهجّرين إلى أرض الوطن، فيما استشهد طفل، وأصيبت والدته وشقيقاه بجروح نتيجة اعتداء المجموعات الإرهابية بقذيفة صاروخية على بلدة الوضيحي بريف حلب الجنوبي.
وفيما أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن قوات النظام التركي تتعاون مع إرهابيين مرتبطين بتنظيم “داعش” في عدوانها على الأراضي السورية، شدّدت الرئيسة المشتركة لحزب الشعوب الديمقراطي التركي، بارفين بولدان، أن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان حليف للتنظيمات الإرهابية في سورية.
فقد دخلت عشرات الحافلات السورية والشاحنات المحمّلة بالأمتعة من معابر الدبوسية وجوسية والزمراني وجديدة يابوس قادمة من الأراضي اللبنانية، وعلى متنها مئات المواطنين السوريين الذين هجّرتهم التنظيمات الإرهابية من منازلهم في أوقات سابقة من أرياف حمص ودمشق ومناطق أخرى.
وبيّن مراسل سانا من معبر الدبوسية بريف حمص أن عدة حافلات تقل مئات المواطنين السوريين وصلت إلى المعبر، حيث تمّ نقلهم إلى بلداتهم وقراهم بعد تقديم الخدمات الصحية اللازمة لهم ولا سيما لقاحات شلل الأطفال واللقاحات المتوجبة حسب أعمار الأطفال.
وأشار مراسل سانا من معبر جديدة يابوس في ريف دمشق إلى وصول مئات المهجّرين السوريين بفعل الإرهاب العائدين من لبنان إلى المعبر عبر الحافلات وبرفقة عدة شاحنات محمّلة بأمتعة المهجّرين العائدين لنقلهم إلى منازلهم في قراهم وبلداتهم بعد إعادة الخدمات الأساسية إليها من قبل الجهات المعنية في المحافظة.
وفي منطقة القلمون الغربي بريف دمشق ذكر مراسل سانا من معبر الزمراني الحدودي أن عشرات السيارات الخاصة والشاحنات دخلت من المعبر قادمة من الأراضي اللبنانية، وتحمل على متنها مئات المهجّرين متوجهين إلى قراهم وبلداتهم المحررة من رجس الإرهاب.
وعبّر عدد من العائدين عبر المعابر الثلاثة عن شكرهم للجيش العربي السوري على بطولاته وتضحياته التي أثمرت عن تحرير قراهم وبلداتهم من الإرهاب، ما أتاح لهم العودة إلى أرض الوطن بعد سنوات من التهجير، مشيرين إلى أن إعادة الخدمات الأساسية إلى مناطقهم شجّعتهم على العودة والبدء بممارسة حياتهم الطبيعية.
ولفت المواطنون العائدون إلى أن هناك أعداداً كبيرة من المهجّرين السوريين يرغبون بالعودة إلى قراهم وبلداتهم بعد إعادة الأمن والاستقرار إلى أرض الوطن، وبانتظار الترتيبات اللازمة لإتمام عودتهم بأسرع وقت ممكن من الأراضي اللبنانية.
وعادت على امتداد السنتين الأخيرتين عشرات الدفعات من السوريين المهجّرين إلى لبنان بفعل الإرهاب عبر معابر جديدة يابوس والدبوسية وجوسية والزمراني إلى قراهم وبلداتهم بعد أن أعاد إليها الجيش العربي السوري الأمن والاستقرار، وطهرها من مخلّفات الإرهابيين.
يأتي ذلك فيما استشهد طفل، وأصيبت والدته وشقيقاه بجروح نتيجة اعتداء المجموعات الإرهابية بقذيفة صاروخية على بلدة الوضيحي بريف حلب الجنوبي.
وذكر مصدر في قيادة شرطة حلب أن المجموعات الإرهابية اعتدت بقذيفة صاروخية على بلدة الوضيحي بالريف الجنوبي، ما أدى إلى استشهاد طفل وجرح والدته وشقيقيه، ووقوع أضرار مادية في منزلهم، وتم نقل الجرحى إلى مشفى الجامعة لتقديم الإسعافات والعلاج الطبي اللازم لهم.
وتنتشر في الريف الغربي والجنوبي الغربي لمحافظة حلب مجموعات إرهابية تعتدي على الأحياء السكنية في المدينة والقرى والبلدات الآمنة المجاورة، ما يتسبب بارتقاء شهداء ووقوع جرحى بين المدنيين.
سياسياً، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن قوات النظام التركي تتعاون مع إرهابيين مرتبطين بتنظيم “داعش” في عدوانها على الأراضي السورية، وقال، خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الامريكي دونالد ترامب في لندن قبيل انعقاد قمة حلف شمال الأطلسي “ناتو”: “عندما أنظر إلى تركيا أرى أنها تعمل أحياناً مع مقاتلين على صلة بتنظيم “داعش” الإرهابي”، داعياً النظام التركي إلى تقديم توضيحات حول ذلك خلال قمة الحلف.
ويشير مراقبون إلى أن تصريحات ماكرون، الذي دعمت بلاده منذ بداية الأزمة في سورية الإرهابيين فيها، وأسهمت بتمددهم وتبرير جرائمهم، محاولة لتبادل الأدوار والمصالح مع داعمي الإرهاب، بمن فيهم الولايات المتحدة وبريطانيا والنظام التركي.
إلى ذلك، أكدت الرئيسة المشتركة لحزب الشعوب الديمقراطي التركي بارفين بولدان أن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان حليف للتنظيمات الإرهابية في سورية.
ولفتت بولدان في اجتماع الكتلة البرلمانية لحزبها إلى أن أردوغان يواصل دعم التنظيمات الإرهابية في الأراضي السورية والتي ترتكب الجرائم بحق السوريين.
من جانبه، أكد الصحفي التركي عمر آوداميش أن أردوغان يسلّح، ويمول مرتزقته وغيرهم من التنظيمات الإرهابية من أجل الاستيلاء على أجزاء من الأراضي السورية، وأوضح أنه لو كان أردوغان صادقاً في حديثه عن محاربة الإرهاب بكل أشكاله لكان عليه أن يتعاون مع الدولة السورية صاحبة الأرض من أجل ذلك.
وبيّن أن كل المجموعات والمرتزقة الذين يدعمهم أردوغان يتعاونون مع تنظيم جبهة النصرة الإرهابي، وهي عصابات إجرامية، بدليل ما تقوم به في المناطق التي تنتشر فيها في سورية، مشدّداً على أنه ليس هناك أي مبرر لدخول القوات التركية إلى الأراضي السورية، وأشار إلى أن أردوغان يعمل على تغيير ديمغرافي في مناطق شمال شرق سورية عبر نقل مرتزقته وعائلاتهم إلى تلك المناطق، وأضاف: “إن كل هذه المعطيات تثبت بوضوح أن أنقرة لا ولن تلتزم بتعهداتها التي وقّعت عليها في أستانا وسوتشي فيما يتعلق بضمان وحدة وسيادة سورية”.
في الأثناء أكد كبير الباحثين في جامعة العلاقات الدولية التابعة لوزارة الخارجية الروسية يوري زينين أن الولايات المتحدة تحاول “بشتى السبل” عرقلة العملية السياسية لحل الأزمة في سورية عبر فرض إملاءاتها على لجنة مناقشة الدستور، وقال: “الأمريكيون فشلوا في تحقيق مآربهم وغاياتهم المغرضة منذ بدء الأزمة في سورية نتيجة صمود الشعب السوري وقواته المسلحة، ولهذا فهم يسعون لعرقلة العملية السياسية بكل السبل الممكنة”، مؤكداً أن واشنطن تحاول تبرير وجودها العسكري غير الشرعي في الأراضي السورية عبر فرض إملاءاتها على قرارات لجنة مناقشة الدستور ووفد النظام التركي فيها.
واستهجن زينين بيان وزارة الخارجية الامريكية مؤخراً حول جلسات لجنة مناقشة الدستور في جنيف، مؤكداً أن الاتهامات والمزاعم الأمريكية لسورية بهذا الصدد باطلة جملة وتفصيلاً.
وكان مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين قال الأحد الماضي: إن البيان الصادر عن الخارجية الأمريكية حول جلسات لجنة مناقشة الدستور في جنيف يؤكد مرة أخرى وبشكل قاطع محاولات الولايات المتحدة التدخل في شؤون الدول وفرض أجنداتها الخاصة، وآخرها بتدخلها في عمل اللجنة.
بدوره استنكر كبير الباحثين في مركز الدراسات العربية والإسلامية التابع لمعهد الاستشراق الروسي بوريس دولغوف استمرار فرض الدول الغربية الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب على سورية، وكذلك إقدام الإدارة الأمريكية على احتلال حقولها النفطية ونهبها.
وقال دولغوف: إن قيام واشنطن باحتلال حقول النفط السورية ونهبها، وكذلك فرض الغرب الإجراءات الاقتصادية أحادية الجانب، إضافة إلى ظروف الحرب الإرهابية التي تواجهها سورية تنعكس سلباً على معيشة المواطن السوري واقتصاده، معرباً في الوقت ذاته عن ثقته بأن الشعب السوري سيتمكّن من حل جميع هذه الصعوبات بمساعدة أصدقائه وحلفائه.
من جانب آخر نوّه دولغوف بالطروحات “المنطقية والمحقة” التي قدّمها الوفد الوطني خلال الجولة الثانية لأعمال لجنة مناقشة الدستور، منتقداً في الوقت ذاته رفض وفد النظام التركي مناقشة جدول الأعمال، ما تسبّب بتعقيد عمل اللجنة.
وكان الرئيس المشارك في لجنة مناقشة الدستور أحمد الكزبري أكد الجمعة الماضي أن اللجنة المصغرة لم تتمكن من عقد أي جلسة خلال الجولة الثانية في جنيف بسبب رفض وفد النظام التركي مناقشة جدول الأعمال والركائز الوطنية.
بالتوازي، أعلن رئيس مركز مكافحة الإرهاب في رابطة الدول المستقلة أندريه نوفيكوف أن أكثر من عشرة آلاف شخص أدرجوا على قائمة المطلوبين في رابطة الدول المستقلة بتهم الإرهاب والتطرف، وقال: “تحتوي قاعدة بيانات مركز مكافحة الإرهاب في الرابطة معلومات مفصلة حول نحو عشرة آلاف شخص مطلوبين في جرائم إرهابية أو جرائم مرتبطة بالتطرف بينهم أكثر من خمسة آلاف شاركوا أو يشاركون في أعمال قتالية كجزء من منظمات إرهابية ومتطرفة وفي وحدات مسلحة غير شرعية في دول غير أعضاء في رابطة الدول المستقلة”.
ولفت نوفيكوف إلى أنه “وخلال العام الماضي فقط تم اعتقال أكثر من مئتي شخص بناء على البيانات التي قدّمها مركز مكافحة الإرهاب في الرابطة، وذلك لتورطهم في ارتكاب جرائم ذات طابع إرهابي منذ عام 2015، وتم توجيه الاتهام لـ 300 آخرين بتمويل نشاط إرهابي”.
ووفقاً لمركز مكافحة الإرهاب فإن روسيا صنّفت 31 مجموعة على أنها إرهابية و73 جماعة أخرى كمتطرفة، فيما صنّفت قيرغيزستان وطاجيكستان 20 و18 منظمة على التوالي بأنها إرهابية ومتطرفة بينما حظرت أوزبكستان 22 جماعة إرهابية، وحددت كازاخستان 17 و6 منظمات إرهابية ومتطرفة على التوالي.
يذكر أن رابطة الدول المستقلة هي منظمة دولية أوروآسيوية مكونة من 12 جمهورية سوفييتية سابقة ومقرها في مينسك، وتهدف إلى إيجاد تعاون يشمل مجالات التجارة والتمويل والقوانين والأمن ومكافحة الإرهاب.