رياضةصحيفة البعث

منشآت حلب الرياضية والاستثمارية :”قيد الإحياء”.. “عالقة”.. “مستباحة”)!

 

حلب- البعث
لاتفتأ سيرة منشآتنا الرياضية تغيب عن أحاديث جمهورنا الكروي كمحور دائم كراً وفراً، وفي جميع المناسبات، فهي بالنسبة لنا المسألة التي تطرح علينا، ونطالب دائماً بتسليط الضوء على واقعها: هل من جديد؟ إلى أين وصلت نسبة إنجاز مشاريع التشييد وإعادة الصيانة والتأهيل القائمة؟ وما هو مردود العائد منها إلى الخدمة؟ وبالنسبة له أي الجمهور هي مسارح الأحلام التي تحتضن خشباتها روايات شغفهم وعشقهم، وتعبر الركن الأساسي والقاعدة الرئيسية للحراك الرياضي.
وفي حلب، وبعيداً عن الضجيج والأضواء، أغلق مسبح السابع من نيسان بحلب (البلدي) أبوابه ليركن إلى فترة السبات الشتوي بعد انقضاء موسمه الصيفي الحافل ببشرى افتتاحه بعد سنوات من الخروج عن الخدمة بسبب أزمة الحرب، المسبح البلدي، بما يمثّله لأهالي حلب كصرح وعلامة في ذاكرة وتاريخ المدينة، كانت عودته قوية وحاضنة لعشاق السباحة الذين مارسوا هواية السباحة في معقلها الأول في حلب بحب وانتماء تعكسه إيرادات المسبح في الأشهر الأربعة التي استثمر فيها بالتشاركية بين جهتي المستثمر الذي رسا عليه المزاد، والاتحاد الرياضي العام بنسبة 79% للأخير، ومن خلال حوارنا مع مدير المنشآت الرياضية في التنفيذية الحلبية المهندس حسام قرم بيّن لنا بأن صافي أرباح موسم المسبح البلدي لصالح الاتحاد الرياضي وصل إلى حوالي 13 مليون ل.س من أصل 16 مليوناً، وأضاف قرم بأن الغلة ستكون أكبر في المواسم المقبلة بعد أن تكتمل أعمال إعادة تأهيل وصيانة المنشأة التي تقع على عاتق المستثمر، وأوضح مدير المنشآت الرياضية بحلب بأن المستثمر أنجز نسبة كبيرة من أعمال الصيانة، والبقية تأتي.

أشواط جديدة
المحور الثاني من حديثنا المنشآتي العائد لواجهة حديث الشارع الحلبي مع ظهور بوادر الافتتاح من خلال ما أنجز من أعمال صيانة وإعادة تأهيل لأرضية الملعب والأعمال المدنية القائمة على قدم وساق، تابعنا على الطبيعة إلى أين وصلت، وبأية كيفية وجودة لدى زيارتنا الأخيرة القريبة لموقع العمل الذي كان يضج بالحركة المنظمة كدقات الساعة، حتى إن أحداً لم يشعر بوجودنا ونحن نتنقل من مكان لآخر، ونلتقط الصور التوثيقية، ونستطيع القول بأن هناك أشواطاً قطعت وبتسارع ملفت على طريق إنجاز أعمال إعادة تأهيل وصيانة ملعب الحمدانية بشقيها الزراعي والمدني وسط متابعة على مدار الساعة من قبل الجهاز الإشرافي، وعلى رأسه المهندس باسل حاج حسين المكلّف من قبل مديرية المنشآت الرياضية بالإشراف العام على المشروع، إضافة للمهندس باسل ريا من قبل الشركة العامة للطرق والجسور (فرع حلب)، الطرف المتعاقد معه لتنفيذ الأعمال المدنية، والمهندس محمد الايبو، مؤسسة الإسكان العسكري، متعهد الأعمال الزراعية للمسطح الأخضر، وعلى ذلك علّق المهندس قرم موضحاً بأن روح الفريق الواحد بالعمل، والحس بالمسؤولية بين جهازي التنفيذ والإشراف دفعا عجلة العمل للسير بتسارع منجز، سواء بالنسبة للأعمال الزراعية لأرضية الملعب، أو الأعمال المدنية للمدرجات، والمنصة، والمشالح، والمرافق بصورة عامة، إضافة للأعمال الصحية والكهربائية.

البقية تأتي
أكد رئيس دائرة المنشآت الرياضية بالتنفيذية الحلبية بأن أرضية ملعب الحمدانية (المسطح الأخضر) أصبحت جاهزة 100% للاستثمار بأي وقت، وهو ما يحتاج إلى قرار من رئيس الاتحاد الرياضي العام، إضافة لمراعاة الوضع الأمني، مع استمرار عمليات الصيانة حسب العقد المبرم حتى حزيران 2020 المقبل، مردفاً بأنه بعد انتهاء مدة عقد الصيانة (سنة بعد إنجاز عقد التنفيذ)، سيكون هناك عقد جديد للصيانة.
أما الأعمال المدنية القائمة التي عهدت للشركة العامة للطرق والجسور بحلب بقيمة عقدية مقدارها 174 مليوناً و600 ألف ل.س، فقد كلّفت الجهة المنفذة بربع أعمال عقدية للتحسين والوصول إلى الحالة الإنجازية المثالية من الناحية الجمالية وجودة التنفيذ، لتكون عودة الملعب وافتتاحه بصورة مشرفة بعد الوقت الطويل من الخروج عن الخدمة، ورغم عتابه لنا لأننا حرقنا المفاجأة التي كانت الجهة المنفذة والمشرفة تعدها للجمهور الرياضي، وهي الحلة العالمية التي ستبدو عليها غرف الملابس للفرق والحكام، إلا أن المهندس قرم أكد لنا بأن الصورة النهائية للعمل ستكون مفاجئة ومفرحة ومرضية للجميع من جمهور، وأندية، وقيادة، وقد يكون ذلك في مطلع شباط المقبل.

الاستاد مجمد
وبالنسبة لاستاد حلب الدولي الذي يسأل الجميع عن أحواله، والمخططات الخاصة بإعادته للخدمة، أجاب القرم بأن الملعب لم يسلم بعد للاتحاد الرياضي، وهو بحاجة مثله مثل ملعب الحمدانية إلى إعادة تأهيل وصيانة (زراعية مدنية)، وهو ما يحتاج إلى إعداد دراسة ودفاتر شروط خاصة بعد استلام الملعب، وأخذ الإيعاز من الجهات المرجعية.
وفي ظل الحالة المزرية لصالة الأسد الرياضية التابعة للتربية التي رصدت الميزانية الخاصة لصيانة سقفها الدالف التالف من قبل رئاسة مجلس الوزراء، دون لحظ أي جديد عن دفتر شروط فنية، أو اعتمادات لصيانة اللوحة الالكترونية، والأجهزة الأخرى، والباركيه، والمرافق، فقد أصبح السؤال عن وضع صالة الحمدانية الدولية المكناة بالعملاقة ملحاً، وعليه أوضح رئيس دائرة المنشآت الرياضية بأن هناك أمرين عالقين بالنسبة للصالة: (اللوحات والأجهزة الالكترونية، والباركيه)، وقد وضع المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام بصورة الأمر الذي يحتاج إلى فسخ العقود المبرمة مع الفرع /3/ بمؤسسة الإسكان العسكري قبل فترة الأزمة تمهيداً لتوقيع عقود جديدة تتيح منافذ متوفرة لاستيراد المواد والأجهزة المطلوبة في ظل الحصار الجائر الذي أصبح معه تنفيذ صيغة العقود القديمة من بلاد المنشأ المحددة غير ممكن، وفي المقابل، يضيف المهندس قرم، تمت صيانة سقف الصالة بشكل كامل، وبالتالي فإن مشكلة الصالة محصورة فقط بما أنف ذكره.

المال السائب
وبالتعريج على واقع المنشآت الاستثمارية الحيوية التابعة للاتحاد الرياضي العام، وبالتطرق لمسبح السابع من نيسان (البلدي)، وهو منشأة استثمارية عائدة للخدمة، ودرت عائدات جيدة للخزينة العامة، فإننا بحاجة لفتح ملف منشأة الباسل، وعائديتها السنوية 30 مليون ل.س فقط (المسبح الأولمبي وسطياً 40 مليوناً)، في ظل التضخم الحالي، وضخامتها، وتعدد مطارحها التي يمكن استثمارها، حيث أوضح قرم بأن عقد استثمار المنشأة ينتهي في 2023، ويمكن بعدها أن تقفز العائدية الاستثمارية لما يزيد عن 150 مليون ل.س، حيث سيكون متاحاً استثمار كل مطرح بعقد منفصل (المسبح، المطاعم).